خذ وخل : هجاء اوبرا لبني نفط!


نشر في 07-02-2010
آخر تحديث 07-02-2010 | 00:01
 سليمان الفهد * على الرغم من إيمان الكثيرين منا بالأقوال المأثورة: «الحكمة ضالة المؤمن، يهتبلها من أي مكان جاءت... ورحم الله من أهدى إليّ عيوبي»، وغير ذلك من أمثال وأقوال مأثورة تحرض على قبول النقد بسعة صدر، فقد كان العرب الأسلاف يقولون: بأن النصيحة بجمل، بمعنى أن قائلها يستأهل إهداءه جملاً.

أقول على الرغم من ذلك كله، فإننا نلحس ما علق في ذاكرتنا من حكم، ونشرع في اتخاذ موقف الدفاع عن الأخطاء والخطايا التي باتت جزءا عضويا من نسيج سلوكنا اليومي! أقول ذلك بمناسبة ما نشرته صحيفة «القبس» أمس 6 فبراير بعنوان «لماذا يا أوبرا؟!» والذي تشير فيه إلى «استياء مراقبين مما قالته الإعلامية الأميركية الشهيرة «أوبرا وينفري» خلال برنامجها الذي «زعمت» فيه أن الإخوة الوافدين هم الذين يبنون، ويكنسون الشوارع، ويوزعون البريد السلحفاتي الذي لا تصل رسائله إلا بعد انتهاء عمرها الافتراضي، وما إلى ذلك من أفعال يدوية شاقة يعزف عن القيام بها المواطنون الكويتيون من الجنسين بطبيعة الحال»!

وأحسب أن الكثيرين منا قد ثارت حفيظتهم عند سماعهم هجاء «الخالة أوبرا» المر اللاذع، بدعوى أنه ليس من شأن ولا حق الأجانب الخوض في شؤوننا وشجوننا التي تخصنا، فضلا عن الجرأة على الحديث عن عيوب ومثالب «بني نفط» الخارجين من رحم الدولة الريعية الراعية لعيالها وذراريها من المهد إلى اللحد! وكنت أتمنى على «القبس» التي انفردت بالخبر والتعليق لو أنها قالت للقراء عن السياق الذي قالت فيه الخالة «وينفري» هذه الاتهامات الموجعة! وأيا كان الأمر فإن الحري بنا هو التأمل مليا فيما ذكرته لاسيما إذا كانت المقولات مضاهية لواقع الحال، ولا سبيل إلى إنكارها ونفيها، فضلا عن مقاطعة برنامجها المدهش وحجبه عن الناس، بدعوى أنها تشوه صورة المجتمع الكويتي وتشينها، ولو أنها وصفتنا ووصمتنا بما ليس فينا، لحق لنا مقاضاتها لدى المحاكم الأميركية، وهو أمر من شأن سفارة دولة الكويت في واشنطن العاصمة.

ولكن قبل أن نلجأ إلى الخطوة الأخيرة التي ذكرتها آنفا، حري بأبناء الوطن الغيورين على البلاد والعباد إجراء مداخلات تلفزيونية، عبر برنامجها، للحوار معها بشأن ما ذكرته عن عدم فعلنا، إلى حد تشبيهها لنا بالآنسة اللعوب الطروب ذات الحياة الخاوية من المعنى والفعل «باريس هلتون» طال عمر ملايينها الموروثة من الجد «هلتون» مولى الفنادق العالمية الشهيرة، والحق أن «وينفري» قد ظلمت الآنسة «هلتون» حين قارنت سلوكها بممارسات «بني نفط» السيئة الذكر!

ذلك أن الآنسة «باريس» تابت عن حياة الدعة و»البغددة» وكل ما ينطوي عن ممارسات «المجتمع المخملي الفارغة الخاوية»، لكن «بني نفط» ما زالوا مستمرئين حياتهم إياها، والتي طلقوها «بالثلاث» طلاقا بائناً إبان شهور الاحتلال فقط لا غير! ومن ثم عادت حليمة النفطية إلى ممارسة عاداتها النفطية الريعية القديمة!

أما مسألة الاستعانة بالولايات المتحدة الأميركية لحمايتنا، كما صرحت ببرنامجها أقول إن «الاستعانة بصديق ما من صداقته بد، أمر فرضته الظروف، فضلا عن أن الأميركان أنفسهم يستحيل عليهم الاستجابة لطلب مساعدتنا لو أن الديرة مجرد صحراء وبحر ويباب يزنرها من كل صوب، كما كان شأنها قبل اكتشاف النفط. أي أن تدخل وفعل الأميركان يضاهي فعل الوافدين إياه. أي فعل بثمن مادي ومعنوي له العجب!

back to top