مدفع التحالف ... والرامي الأعمى!!

نشر في 11-11-2009
آخر تحديث 11-11-2009 | 00:00
 سعد العجمي حسب معلوماتي العسكرية المتواضعة جدا يكون سلاح المدفعية آخر خطوط الجيوش عندما تندلع المواجهات البرية على جبهات القتال، حتى أن المقاتلين من مختلف قطاعات الجيش الأخرى يسمون سلاح المدفعية بـ«الجبان» من باب التندّر لأنه في مؤخرة الجيوش دائما.

وسلاح المدفعية إذا ما صحت معلوماتي لا يمكنه أن يكون فعالاً إلا بوجود «الراصد» وهو شخص يكون في مقدمة الجيش يرصد مواقع العدو، ويعطي الإحداثيات لسلاح المدفعية حتى تكون الضربات فعالة وتصيب الهدف، ومن دون هذا «الراصد» يكون رامي المدفعية كالأعمى الذي يصوب بشكل عشوائي وبلا نتيجة.

رامي المدفعية الأعمى ذكرني بالبيانات التي أصدرها التحالف الوطني حول استجواب وزير الداخلية، والبيان الذي سبق افتتاح دور الانعقاد الحالي، وأخيراً البيان الذي صدر عن موضوع الشيكات.

للأمانه فإن تلك البيانات صيغت بماء من ذهب، وإعادة الأمل بالنسبة لي على الأقل، بأن التحالف الوطني الديمقراطي يمرض ولا يموت، وأنه عند الاستحقاقات الوطنية المهمة كالدفاع عن المال العام، أو الدستور، لا يقف متفرجا، إلا أن عدم وجود نواب يطبقون تلك البيانات على أرض الواقع داخل قاعة عبدالله السالم، قد شوه صورة التحالف وقلل من قيمة بياناته وأهميتها.

معيب جداً ألا يلتزم عبدالرحمن العنجري وأسيل العوضي بموقف التحالف الوطني، وهنا سأكون ناصحا للنائبين، فهما من يحتاجا إلى التحالف وليس العكس، وعليهما أن يدركا أن النواب الثلاثة أو الأربعة الذين يدورون في فلكهم حاليا، لن ينفعوهم عند أي انتخابات قادمة، وعلى العنجري والعوضي عدم نسيان دور التحالف في وصولهما إلى المقعد البرلماني.

يحز في خاطري أن تياراً سياسياً عريقا كالتحالف الذي هو امتداد للخط الوطني، يحدث لديه هذا التناقض، فيما كانت كتلة العمل الشعبي أكثر وضوحا وحسما في قضية «المتناقضات» عندما فصلت عبدالله مهدي وأحمد الشحومي لتضارب مواقفهما حول بعض القضايا مع الكتلة.

في العمل السياسي الجدي لا وجود للمناطق الرمادية عند اتخاذ المواقف، فإما أبيض وإما أسود، وإذا كان التحالف يريد ألا يفقد مصداقيته أمام الشارع والأمة، فعليه أن يحسم أمره فيما يتعلق بمواقف نوابه داخل القاعة، فالقول إن العوضي والعنجري نزلا الانتخابات الماضية كمستقلين لن ينطلي على أصدقاء التحالف قبل أعدائه، وهو الأمر الذي سيضر به مستقبلا.

إن قدرة التحالف على تحريك الشارع والتفاعل مع القضايا الوطنية ليست بحاجة إلى تذكير، وحقوق المرأة والدوائر الخمس أكبر دليل على ذلك، لكن ما يحزنني أن النفس الوطني وروح الشباب الطموح التي كرستها البيانات الأخيرة لن تكون ذات قيمة ما لم تترجم في قاعة عبدالله السالم، فحالة قيادات التحالف من جهة، ومواقف نوابه من جهة أخرى، في هذه الفترة أشبه برامي المدفع الأعمى الذي تهز قذائفه المكان لكن تسديداته تطيش في الهواء.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top