مأساة الجهراء: 90 مصاباً نقلوا إلى المستشفيات... وارتفاع عدد المتوفين إلى 43 ناصر المحمد: لن نتوانى عن توفير الرعاية للمصابين الرومي: ما يخفف المصاب التكاتف بين الجميع في التفاعل مع الحادث
قام سمو رئيس مجلس الوزراء، يرافقه كل من رئيس مجلس الأمة بالإنابة ووزير الصحة أمس، بجولة تفقدية على مستشفيات الجهراء والفروانية والبابطين، وموقع الحادث، واطمأن سموه على المصابين، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة إليهم، كما اطمأن هاتفياً على الحالات الحرجة بالعناية المركزة بمستشفى مبارك الكبير.قدَّم سمو رئيس مجلس الوزراء، الشيخ ناصر المحمد تعازيه لأسر ضحايا حريق الجهراء، الذي راح ضحيته العشرات مساء أمس الأول، مشيداً بجهود وزارتي الصحة والداخلية، وجميع من تعامل مع «الحدث الجلل».
وأكد سمو رئيس مجلس الوزراء في كلمة للصحافيين ظهر أمس عقب تفقده المصابين في مستشفى الجهراء، أن الحكومة لن تتوانى عن توفير الرعاية الصحية الكاملة لمصابي الحادث، كما اطمأن سموه على سلامة المرضى وتابع إجراءات علاجهم، معربا عن بالغ حزنه على ضحايا الحريق، داعيا العلي القدير أن يتغمد الضحايا برحمته وأن يسكنهم فسيح جناته، مختتما تصريحه بالقول: «الله يرحم الجميع».جهود خيِّرة ومن جانبه، أعرب رئيس مجلس الأمة بالإنابة عبدالله الرومي، عن بالغ تعازيه لأسر «شهداء حريق الجهراء» واصفا الحادث بـ«الأليم»، مشيدا بالمجهودات التي قامت بها وزارتا الصحة والداخلية في التعامل مع الحادث وسرعة استجابتهما له، واصفا هذه المجهودات بـ«الخَيِّرة»، إضافة إلى تعاون المواطنين وأهالي المنطقة، سائلا العلي القدير أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، وأن يمنَّ على المصابين والجرحي بالشفاء العاجل، مشيراً إلى أن ما يخفف من هذا المصاب الجلل هو الجهود والتكاتف الذي رأيناه بين الجميع.ومن جهته، قدم وزير الصحة د. هلال الساير، عزاءه ومواساته، إلى أسر ضحايا الحادث المأساوي، داعياً الله عز وجل أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويلهم ذويهم الصبر، متمنيا الشفاء العاجل للمرضى، معطيا توجيهاته إلى مديري المناطق الصحية والمستشفيات بتوفير جميع التسهيلات اللازمة للمرضى وذويهم ومتابعة حالتهم الصحية أولاً بأول. وكانت مستشفيات الجهراء والفروانية ومبارك الكبير وابن سينا ومركز البابطين للحروق قد استقبلت حالات المصابين الذين نقلوا إليها بسيارات الإسعاف التي تم توجيهها من جانب إدارة الطوارئ الطبية بوزارة الصحة إلى مكان الحادث فور تلقي البلاغ، والذين بلغ عددهم 90 حالة مازال 52 حالة منهم تحت العلاج بالمستشفيات، حيث يوجد بمستشفى الجهراء 25 حالة، معظمها حالات مستقرة، بينما أدخلت حالتان إلى العناية المركزة بالمستشفى، ويبلغ عدد الحالات بمركز البابطين للحروق 22 حالة، وفي مستشفى مبارك الكبير 5 حالات بالعناية المركزة، وجميع الحالات تخضع حالياً للرعاية الكاملة بالمستشفيات.سلاسة الإجراءات ومن جهته، قال وكيل وزارة الصحة د. ابراهيم العبدالهادي، انه تم استقبال المصابين في مستشفى الجهراء بكل سلاسة، لافتا إلى أن المستشفى لا يزال يستقبل الأهالي للاستفسار عن المصابين، كما أنه سيتم اخراج جميع الحالات التي تماثلت للشفاء، مشيداً بالجهود الطبية التي قام بها المسؤولون في مستشفى الجهراء.ومن جانبه، قال مدير منطقة الجهراء الصحية د. عبد العزيز الفرهود إن مستشفى الجهراء استقبل 90 حالة ما بين إصابة بالغة وخفيفة، مشيرا إلى أنه تم التعامل مع جميع الحالات بمهنية عالية، لافتا إلى أن 25 حالة ترقد حاليا في مستشفى الجهراء، ما بين متوسطة وفوق المتوسطة، توزع أغلبها ما بين 4 حالات في جناح 25، و9 حالات في الجناح 26، وحالة واحدة في الجناح 19، وحالة واحدة في الجناح الثالث، وحالتين في العناية المركزة، وحالتين للأطفال.وانه تم تحويل 21 حالة من الـ90 التي استقبلها المستشفى مساء أمس الأول، إلى مركز البابطين للحروق، كما تم تحويل حالتين إلى العناية المركزة في مستشفى الفروانية، و5 حالات إلى مستشفى مبارك الكبير، لافتا إلى أن 3 حالات منهم خطيرة، لافتا إلى أنه إذا كتب الله الشفاء لهؤلاء المصابين فمن المتوقع أن يأخذ علاجهم وقتا طويلا.وقدم الفرهود تعازيه الحارة إلى ذوي الضحايا، واصفا الحريق بـ«الفاجعة والمصيبة الكبيرة»، مؤكداً أن عدد الوفيات جراء الحريق بلغ 41 حالة، مشيرا إلى أن هذه الحالات كانت تشكو حروقاً بلغت نسبتها 100 في المئة، لافتا إلى أن «الداخلية» تعمل الآن على تحديد هويات بعض المتوفين، مشيرا إلى أن الـ41 حالة وجدت في موقع الحريق، وهناك بعض الحالات مجهولة الهوية.حالات خطيرة وقال الفرهود إن من 5 إلى 6 حالات في المستشفى الجهراء خطيرة وحروقهم بالغة، مؤكداً أن ما حدث يعد شيئاً مأساوياً، وأوضح أن هذه الحادثة أكدت قدرة مستشفى الجهراء على التعامل مع هذا الحدث الضخم، متمنيا لو أن عدد قوات الأمن الموجودة داخل المستشفى كان كافيا لتنظيم الأوضاع داخلها.وعن عدم قدرة مستشفى الجهراء على استيعاب وعلاج المصابين، أكد الفرهود عدم صحة هذا الكلام، مشيرا إلى أن مستشفى الجهراء تعامل مع الحدث بمنتهى المهنية والحرفية، مشيرا إلى أن الحالات الشديدة الخطورة تم إرسالها إلى مستشفى البابطين، مؤكدا ان العلاج بمستشفى الجهراء متوافر، لافتا إلى أنه تم تفعيل خطة الطوارئ وتم تطبيقها بين المستشفيات منذ بداية الأزمة، بين مستشفيات الصباح والجهراء والفروانية ومبارك الكبير، مضيفا أن مستشفى الجهراء استقبل أول 50 حالة بصورة سريعة، سواء داخل الأجنحة أو العناية المركزة، كما تم إرسال المصابين الآخرين إلى المستشفيات المتخصصة، مشيرا إلى أن المستشفيات مؤهلة واستوعبت الحدث منذ بدايته. وأوضح الفرهود أن عدد المصابين حاليا في جميع المستشفيات هو 54 حالة، بينهم طفلان فقط في مستشفى الجهراء. ومن جانبه، كشف مدير منطقة الصباح الصحية د. عادل الخترش عن وجود 20 حالة من المصابين فى حريق الجهراء يتلقون العلاج فى مركز البابطين، مشيراً إلى تحويل اثنين منهم الى ابن سينا لتلقي العلاج هناك. وقال الخترش إن هناك 10 من المصابين حالاتهم خطيرة، حيث ترتفع نسبة الحروق لديهم إلى 85 في المئة معرباً عن أسفه للحادث المؤلم. بينما أكد رئيس قسم الحروق والتجميل فى مركز البابطين د. أحمد الفضلي اعلان حالة الطوارئ في المركز، إذ تم ايقاف العمل في العيادات وإلغاء الحالات الباردة، والمقصود بها التي كان محددا لها موعد لإجراء جراحات، مشيرا إلى احتياجه إلى 20 سريرا في حال نقل الحالات الموجودة في الجهراء والفروانية، مضيفاً أن العمل في المركز كان على قدم وساق من الساعة التاسعة من مساء أمس الأول، مشيراً إلى ارسال اطباء إلى مستشفى الجهراء لتحديد الحالات التي تحتاج إلى علاج في مركز البابطين، لافتا إلى أن الحالات جميعها تحتاج إلى جراحات علاجية. حالات حرجة وفي مركز البابطين للحروق وجراحة التجميل، الذي استقبل نحو 20 حالة، قال مدير مستشفى ابن سينا ومركز البابطين للحروق وجراحة التجميل د. عباس رمضان إن هناك ثماني حالات حرجة في العناية المركزة بالمركز، كما أن هناك حالتين في مستشفى ابن سينا حرجتين ايضا، إضافة الى 10 حالات أوضاعها مستقرة.ورداً على سؤال عن إمكان استقبال المزيد في العناية المركزة في مركز البابطين، قال انه لا توجد سعة مكانية، لكنه قال إنه يمكن استقبال حالات في الأجنحة.وأضاف أن مستشفى ابن سينا يستطيع استقبال خمس حالات في العناية المركزة، كما أن الاجنحة تستطيع ان تستقبل بعض الحالات ايضا، مبينا أنه منذ سماع الخبر تم وضع خطة طوارئ وتجهيز العدد الممكن لاستقبال ضحايا الحريق.وأشار رمضان إلى استنفار جميع الوحدات الطبية في مركز البابطين للحروق ومستشفى ابن سينا في فترة قياسية لاستقبال ضحايا الحريق، مشيدا بالدور الذي قام به كل شخص اسعف المصابين، معربا عن عميق حزنه لسقوط وفيات في الحريق، ومقدما التعازي إلى ذوي المتوفين، ومتمنيا الشفاء العاجل للمصابين.تفعيل خطة الطوارئ من جانبه، قال مدير مستشفى مبارك الكبير د. أحمد العوضي انه تم تفعيل خطة الطوارئ في المستشفى كمستشفى مساند لمستشفى الجهراء، مبينا أن المستشفى استقبل خمس حالات، وجميعها حاليا في العناية المركزة، مشيرا إلى أن المستشفى استنفر كل الأجهزة الموجودة فيه من اقسام الطوارئ والعناية المركزة، مضيفا ان جميع الوحدات مستمرة في عملها منذ وصول المصابين إلى المستشفى.وأعرب عن أسفه للحادث، مشيرا إلى أن مستشفى مبارك الكبير أبلى بلاء حسنا في التعامل مع الحادث وقام بدوره على اكمل وجه، أسوة بباقي المستشفيات الأخرى، التي استقبلت الجرحى والمصابين. وقدم العوضي تعازيه إلى أهل المتوفين، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.لقطات• وصل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، إلى مستشفى الجهراء في تمام الساعة الواحدة وسبع دقائق ظهرا، برفقة رئيس مجلس الأمة بالإنابة عبدالله الرومي ووزير الصحة د. هلال الساير، إذ تفقد سموه أجنحة المصابين، واطمأن على سلامتهم، بعدها قام سموه بتفقد موقع الحادث، ومن ثم عاد المصابين في مركز البابطين للحروق والجراحات.• كان وكيل وزارة الصحة د. إبراهيم العبدالهادي أول الواصلين إلى مستشفى الجهراء في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحا.• تعاملت إدارة العلاقات العامة والإعلام في مستشفى الجهراء مع الإعلام ورجال الصحافة بخلق رفيع، ولبت جميع احتياجاتهم ومطالبهم.• كان لافتا الوجود الأمني داخل مستشفى الجهراء، وكذلك وجود عدد من وكالات الأنباء الأجنبية، بالإضافة إلى جميع الصحف والفضائيات المحلية.