الحكومة صعدت

نشر في 26-06-2009
آخر تحديث 26-06-2009 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي متى ما تمسك الجميع بالدستور نهضت الكويت، فإن أبدع النائب مسلم البراك، فالوزير الشيخ جابر الخالد قد أبدع أيضا، فتحية كبيرة لديمقراطية الكويت التي لم تفرق، وأكدت أن الكويت فوق كل شيء.

بغض النظر عن نتيجة الاستجواب وتوقيته إلا أن صعود المنصة قد تم دون التفاف على مواد الدستور، وحق النائب باستخدام المادة رقم (100): «لكل عضو من أعضاء مجلس الأمة أن يوجه إلى رئيس مجلس الوزراء وإلى الوزراء استجوابات عن الأمور الداخلة في اختصاصاتهم».

- احترام القانون وعدم تقزيم دور النائب وسلبه حقا أصيلا من المهام التي أوكلت إليه باستخدام أدوات الرقابة لفرض هيبة القانون، والتسليم بأن الوزير معني بتحمل تبعات وزارته، ومسؤول عن أي انحراف أو تجاوز على الأفراد أو المال العام.

نعم لقد تابع الجميع الاستجواب، وكان للمحور الأول نصيب الأسد من الوقت لما له من أهمية في كل شيء وارد، إلا أن تصريح الوزير بأنه سيذهب بهذا المحور إلى أبعد مدى قد يشفع له في جلسة الأربعاء القادم.

خمس ساعات امتدت وأنا أتابع هذا الاستجواب عبر القناة الأرضية مفضلا مشاهدتها بالبيت، منعا لهدر المال العام الذي نادت به النائبة سلوى الجسار، التي تمنت أن يكون التركيز على القوانين والتشريعات، وأيضا حتى لا أتأثر بهذا أو ذاك، وألا أطرد من القاعة بحجة التصفيق الذي تجاوز عنه رئيس المجلس على غير عادته.

المهم في هذا الاستجواب أنه كسر الحاجز النفسي للوزراء بصعود المنصة، فالوزير شيخ، هذه المرة، ووزير لوزارة الداخلية والحكومة صعدت وأزالت الكثير من الشكوك حول قدرتها وحساسيتها من المنصة، وأنها أعطت النائب حقه بغض النظر عن مصير الاستجواب وما يؤول إليه من طرح ثقة أو خلافه، فمتى ما تمسك الجميع بالدستور نهضت الكويت، فإن أبدع النائب مسلم البراك، فالوزير الشيخ جابر الخالد قد أبدع أيضا، فتحية كبيرة لديمقراطية الكويت التي لم تفرق، وأكدت أن الكويت فوق كل شيء.

نعم خط الرقابة يمشي جنبا إلى جنب مع التشريع والقوانين، لذا لا يمكن أن نقبل المزايدة على حق النائب باتخاذ ما يراه مناسبا وفق الدستور، وألا ينسى النائب أيضا الشعب الذي اختاره.

الساعة الثانية فجرا وأنا أتذكر قبل أيام، الرهان على الحكومة: هل تصعد أم لا تصعد؟ تطلب تحويل الاستجواب إلى جلسة سرية أم تحويله إلى المحكمة الدستورية؟ والرد كان بسيطا جدا «تكسب يا عم وتصعد المنصة».

ودمتم سالمين.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top