ديمقراطية السيف والمنسف!
جميعنا يحب الديمقراطية... وأيضاً جميعنا يحب السيف لا من أجل القتل إنما من أجل الحزم وإحقاق الحق وإرساء الأمن والاستقرار. نعم نحب سيف العدل والحق والديمقراطية، وأيضا كلنا نحب المنسف دليل الكرم والعطاء والمحبة، ولأن الديمقراطية والسيف والمنسف لا يختلف على صفاتها الحميدة اثنان، ورغم أن هذه الصفات معروفة، فإن السلطة غيّرت مفهومها للنقيض وخرجت علينا بديمقراطية جديدة وإنجاز يضاهي مترو دبي ويتفوق على جامعة الملك عبدالله.فبعد تمحيص ودراسات من قبل مستشاري السلطة قدموا لنا تطويراً لديمقراطية الزمن الجميل الذي كان يعيش فيه رجال ومستشارون هم بحق رجال دولة، فأخرجت لنا هذه السلطة دستور السيف والمنسف، والغريب أن ديمقراطية السيف والمنسف هذه ليست دستوراً مكتوباً يقرأ ويحفظ وتعرف مواده، لكنها ديمقراطية جديدة تطبق حسب «المشتهاة»... سيفها يسلط على رقاب من يخالفهم الرأي من دون مبرر لأنه انتقد السلطة وأداءها، وأتت لنا هذه السلطة بكل ساقط ولاقط ليتلذذ بأكل منسفها و»عرش» عظامها، ليصبح بذلك هؤلاء الساقطون كائنات مسعورة، وليس كما يظن «معازيبهم» سيوفا يضربون بها كل من يخالفهم الرأي، إنما هم سيوف صدئه لا تقطع ولا تبتر. سيوف السلطة متنوعة ومتعددة فمنهم إعلاميون وقنوات فضائية وصحف، بل حتى نواب في مجلس الأمة.وهذه السيوف تكون برداً وسلاماً على من «يبوق» حقوق المواطن وثروات الوطن، وتكون كالريشة تهف على جبين سلطان الفساد وعراب السطو على المال العام حتى تأكل هذه الكائنات من منسفه الخاص.يا أصحاب السلطة إننا نريد ديمقراطية المنسف بحق فتعمل على تنمية البلد وإنشاء المشاريع الوطنية القومية المهمة، لتستعيد البنية التحتية عافيتها، ولينعم المواطن بأقل حقوق المواطنة فتتوافر له الخدمات العامة المناسبة من صحة وتعليم وإسكان وغيرها.ديمقراطية السيف والمنسف الحقيقية مهمة يا أصحاب السلطة لتشرق شمس التنمية من جديد في الكويت، وليسير قطار التطور في بلدنا، ولتدور عجلة التقدم الذي كنا دائماً سبّاقين فيه... أما ديمقراطية السيف والمنسف الجديدة المعوجة والمتبعة حالياً فلن تجلب لنا إلا التأخر والتوقف والتراجع.أما آن للشمس أن تشرق يا أصحاب السلطة، وأما آن للقطار أن يسير وللعجلة أن تدور؟ لكن نذكركم بأنه لا يوجد على وجه الأرض من يستطيع أن يحجب نور الشمس الساطع، ولن يصح إلا الصحيح في النهاية مهما فعلتم، ولن تحصدوا إلا كره الأغلبية وسخط الشارع بأكمله.وصدق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عندما قال:«ليس الجمال بأثواب تزينناإن الجمال جمال العقل والأدب ليس اليتيم الذي قد مات والدهإن اليتيم يتيم العلم والأدب».خارج نطاق الموضوع:• الاعتداء الذي تعرض له الزميل زايد الزيد ناشر جريدة «الآن» الإلكترونية اعتداء جبان من شخص جبان وحاقد وكريه... الجميع يرفضه حتى مَن لا يحب زايد، وحتى مَن يختلف معه في الرأي، لكن نقول للأخ زايد هذه هي ضريبة التعبير عن الرأي ولن يوقفك شخص جبان كهذا الذي هرب من الساحة ولم يواجه عقوبة فعلته.• في ضوء الإخفاقات الحكومية المتكررة، لابد من أن نشيد بالتأمينات وإنجازاتها في ظل رئيسها الأخ فهد الرجعان... ونثني أيضا على مدير مكتبه الآخ عبدالمجيد عبدالكريم الذي أشبه بحلو القهوة، لما يتميز به من قفشات واستقبال رائع للمواطنين.المادة السادسة من الدستور:نظام الحكم في الكويت ديمقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعاً، وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبيّن بهذا الدستور.