رأي أكاديمي إعلامنا إلى متى...؟!
تستخدم الأمم في عصرنا الحديث أمضى أسلحتها وتحقيق أهدافها، ولا أشد من وسائل الإعلام لما لها من دور فعال في الحرب والسلم.في عصرنا الحديث كان الإعلام العربي سلاحاً فتاكاً اخترق كياننا وثبط هممنا فكان علينا وليس لنا إن صح التعبير، وهذا الذي يدعونا إلى أن نقف ولو لحظات لندرك الأثر السلبي للإعلام العربي في صراعنا العربي-الإسرائيلي لتعود بنا الذاكرة إلى الإعلام في بدايات هذا الصراع، فقد كان بوقاً راح يظهرنا وكأننا المنتصرون واليهود مصيرهم أن يلقوا في البحر، فاستغل الصهاينة ذلك ليظهروا أنفسهم وكأنهم حمل وديع والعرب ذئاب تريد أن تنقض عليهم مما كان مدعاة لتعاطف العالم معهم ومساندتهم، وكانت نكسة يونيو 1997 لندرك الأثر الخطير لإعلامنا، لأن الإعلام كان قد حاد عن هدفه غير آبه بالحقائق والواقع بعيداً عن رسالته الإعلامية معتمداً في ذلك على الكذب وتزييف الحقائق.
وليس هدفنا جلد الذات، وإنما وضع رؤية تتجاوز الماضي الإعلامي وآثاره السلبية للارتقاء بإعلامنا العربي واستثماره في خدمة القضية العربية، وإني أرى أن الخطوة الأولى تكمن في مصالحة الإنسان العربي مع وسائل إعلامنا، وهذا لا يكون إلا من خلال نقل الواقع بصدق وأمانة من غير أي تزييف، ثم الاهتمام بجوهر هذا الصراع من غير التركيز على الأدوار الثانوية التي تثقل كاهل العقل العربي وتجعله أسيراً لنمطية ملّها ونفر منها. فاطمة ناصر العلي البـسـاممقرر الإعلام والمجتمعكــلــيــة الآداب