وجهة نظر: عشرة معتقدات خاطئة عن الاستثمار
قد تكون المعتقدات الخاطئة عن الاستثمار أكثر من مجرد عشرة، ولكن المعتقدات التي سنتحدث عنها هي الأشهَر بين المستثمرين في الكويت بشكل خاص، وبالتالي فمن الضروري إلقاء الضوء عليها، وذلك في سبيل دحضها واستبدالها بأخرى صحيحة ومفيدة في نفس الوقت.أولاً: الاستثمار يعني المضاربة بالأسهم فقط
المضاربة هي نوع من أنواع الاستثمار فقط لا غير، بل إني لا أبالغ حين أصف المضاربة بأنها أسوأ أنواع الاستثمار على الإطلاق، حيث إنها تقوم على المجازفة والمغامرة بناء على أسس واهية ومفاهيم مغلوطة، وبالتالي فهي لا تمثل الاستثمار إلا في كونها أحد أنواعه فقط. أما الاستثمار بصورته الأكبر فهو تنمية الأموال عن طريق وضعها في أدوات استثمارية (أسهم - صناديق - مشاريع - ودائع - معادن... الخ) بحيث يتم التخلي عنها فترةً من الزمن إلى حين بلوغها الحد الذي يحقق الربح لصاحبه.ثانياً: الاستثمار بمبالغ كبيرة هو الوحيد الذي يحقق الأرباحلا علاقة للقيمة الفعلية للمبلغ المُستثمَر بقياس نسبة الأرباح الناتجة عن الاستثمار، فسواء استثمرت مبلغ عشرة آلاف دينار أو مليون دينار، فإن تحقيقك لنسبة عشرة في المئة أو عشرين في المئة هو الذي يحدد مدى نجاح استثمارك وليس المبلغ نفسه.ثالثاً: لا فائدة من الاستثمار في البورصة في أوقات هبوط المؤشرعلى العكس تماماً، فإن أفضل وقت للاستثمار في أسواق المال هو في أوقات الهبوط، فهي الأوقات التي تتوافر فيها الأسهم الجيدة بأسعار خيالية، كما أن فترة هبوط البورصات العالمية يمكن تسميتها بـ "أوقات التنزيلات" التي لا مثيل لها.رابعاً: تنويع الأصول ضروري في جميع الأوقاتقد لا يكون هذا المعتقد سيئا بالدرجة التي تجعلنا ندحضه تماماً، إلا أنه من المهم التنبيه إلى أن التنويع في الأصول الاستثمارية أمر حسن، ولكنه ليس ضروريا في جميع الأوقات، ففي حالة المستثمر المتمكن من اختيار نوعية استثماراته بناء على دراسات مكثفة وخبرة وافية، فإنه في غنى عن التنويع في استثماراته، نظرا إلى قدرته على التركيز على نوعية محددة من الاستثمارات.خامساً: يجب الاحتفاظ بالأسهم المشتراة إلى الأبد مع تفضيلنا للنظرة الطويلة الأجل في الاستثمار، فإن هذا لا يعني أن بيع بعض من أسهمك قد يكون ضروريا لجني الأرباح والدخول في استثمارات أكثر ربحية.سادساً: الاستثمار في الأسهم الرخيصة يعتبر صفقة رابحةليس بالضرورة، فالعديد من الأسهم الرخيصة يشكل فخا للمستثمرين الطامعين في أرباح كبيرة من خلال ارتفاع قيم هذه الأسهم. يجب أن يكون مقياس السعر هو أداء الشركة وليس السعر فقط.سابعاً: الاستثمار في نفس الشركات التي يستثمر فيها الأثرياءعلى الرغم من قدرة العديد من الأثرياء على تحقيق الأرباح من خلال استثمارهم في البورصة، فإن لهؤلاء الأثرياء أهدافا واستراتيجيات تختلف عن تلك الخاصة بالمستثمر البسيط، وبالتالي لا يمكن التعويل على تحقيق نفس القدر من الأرباح بمجرد اتباع استثمارات الأثرياء فقط.ثامناً: أي سهم تنخفض قيمته السوقية عن قيمته الدفترية فهو صفقة رابحةليس بالضرورة، فالشركات التي على وشك الانهيار سوف تنخفض قيمتها السوقية بصورة كبيرة حتى تلامس أو حتى تقل عن قيمتها الاسمية، ولكنها تبقى استثمارات خطيرة وعرضة لضياع أموال المستثمرين في حال تصفيتها، فالدائنون هم أولى بالحصول على قيمة أصول الشركة لا مساهموها.تاسعاً: مهما طال الزمن فالأسعار ستعاود الارتفاع إلى مستواها السابقيظن البعض أن الأسهم ستعاود الارتفاع إلى المستوى الذي كانت عليه، وبالتالي فإن الصبر عليها أولى من بيعها. وهذا الأمر خاطئ، فكم من شركة حققت أسعارا خيالية فترة من الزمن ثم استقرت على أسعار أقل منها بكثير ولفترات طويلة جدا.عاشراً: إذا لم تستثمر في مقتبل العمر فلا فائدة من الاستثمار"أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً"... مثل إنكليزي شهير يفيد بضرورة السعى لما هو صحيح مهما تأخر الوقت. فسواء كنت فتى في العشرين أو كهلا في الثمانين فإن الاستثمار نهج وليس مجرد هواية خاصة بصغار السن. فللجميع أهداف مالية يجب تحقيقها ومن أهم أدوات تحقيق هذه الأهداف هو الاستثمار.