رأي أكاديمي خطاب أوباما
من يتابع خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما للعالم العربي والإسلامي يدرك أن الولايات المتحدة تواجه عدة تحديات احدها علاقتها بالعالم العربي والإسلامي، فالسياسة الأميركية في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن قامت على استخدام القوة العسكرية والتسلط في مجمل الملفات العديدة في شتى أنحاء العالم مما افقدها دعم أصدقائها وحلفائها إلا في ما ندر وأوقعتها سياساتها المتغطرسة في كثير من المشاكل الداخلية والخارجية مما عرض الولايات المتحدة إلى الانهيار والتراجع كدولة عظمى أو إمبراطورية تسعى لبسط نفوذها على العالم اجمع.
وتحاول الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس باراك أوباما معالجة أخطاء الإدارة السابقة وتصحيح مسار الولايات المتحدة لكي لا تكون بمعزل عن المجتمع الدولي وهو ما كانت دائما تحرص عليه، وتنادي بالعمل على حل مشاكل العالم تحت لوائه ولو كلفها كثيرا من الجهد، فأوباما يسعى حاليا لمد الجسور بشكل لافت بين الولايات المتحدة والعالم اجمع أوروبا والدول العربية والإسلامية والشعوب الإسلامية بشكل خاص لإيمانه بأن مخاطبة الشعوب بشكل مباشر لها ابرز الأثر في تحسين صورة الولايات المتحدة لديهم من خلال معاني خطابه التاريخي فهو يحمل رؤية خاصة وهذه الرؤية فيها عناصر عامة تدعو إلى التفاؤل إذا ما رافق هذه الرؤية عمل يدعمها، فالرغبة التي يحملها أوباما في التواصل السلمي مع المسلمين لا أحد ينكرها والكل يرغب فيها، خصوصا تطرقه للصراع العربي-الإسرائيلي وحق الفلسطينيين في وجود دولة معترف بها عالميا وأن هذا لا يأتي إلا من خلال التفاهم المتبادل بين الطرفين وتقديم تنازلات منهما.
إن أوباما يدرك أن العمل الفردي للولايات المتحدة وبمعزل عن العالم يؤجج كراهية العالم لها ويزيد أعداءها ويشجع خصومها على المضي في تحديها مما يجلب المزيد من الويلات على العالم اجمع مثل تحدي كوريا الشمالية وإيران للمجتمع الدولي مستغلتين الرأي العالمي ضد سياسة الولايات المتحدة وهذا ما يدركه أوباما، إذ إنه يعلم أن عليه العمل بجد لتصحيح أخطاء الإدارة السابقة وإعادة الثقة بين الولايات المتحدة وأوروبا وموادعة الشعوب الإسلامية من أجل حفظ الولايات المتحدة من الانهيار والعمل على تحقيق السلام العالمي.