الركض... الأفضل لخسارة الوزن
يلجأ كثيرون إلى التدخين لتجنّب زيادة الوزن. إليكم طريقة أكثر فاعلية وأقل كلفة بكثير وهي الركض.تؤدي السيجارة وإحدى المواد الموجودة فيها، النيكوتين، إلى تنشيط عملية الأيض عموماً وإلى زيادة حرق إجمالي السعرات الحرارية. ويؤدي ذلك، إذا لم تزيدوا كمية السعرات الحرارية التي تتناولونها، إلى خسارة بسيطة في الوزن. لكن الركض أيضاً ينشّط الأيض، وتشير التقديرات إلى أن 15 إلى 20 دقيقة منه يومياً توازي تأثير تدخين علبة سجائر على صعيد خسارة الوزن. لذلك بدأ الكثير من الناس الواعين لمخاطر التدخين بالركض للتمكّن من الإقلاع عن هذه العادة. لا تتكلّل جميع المحاولات بالنجاح. لذلك اخترنا لكم قصة العداء كريستيان شييستر، هذا النمساوي العملاق في مجال القدرة على التحمّل.
مسيرة مميّزة في الشتاء الماضي، اجتاز شييستر صحراء سيناء في مصر، أي أنه عَبَرَ 500 كلم خلال 73 ساعة عندما كانت الحرارة في أوجها. ولكي يكون على قدر هذا التحدّي، مرّن نفسه من خلال الركض في غرفة صونا. وكان قام سابقاً بالعكس تماماً، أي أنه ركض في غرفة مبرّدة جداً استعداداً لسباق في المحيط المتجمّد الشمالي ( على مسافة 100 كلم). يقول شييستر: {أحتاج إلى إجبار نفسي على تحقيق أهداف جنونية. هذا ما فعلته عندما بدأت مسيرتي الرياضية عام 1989. في ذلك الوقت تمثّل الهدف في الإقلاع عن التدخين}. يشار إلى أن شييستر كان بطلاً في التدخين أيضاً. يعلّق: {عندما كنت في الثانية والعشرين كنت أدخّن علبَتي سجائر يومياً، وأحياناً ثلاث علب إذا أطلتُ السهر. كان كل ما يهمني الاستمتاع مع الأصدقاء. وأخيراً أصبحت أفعل كل ما يقوم به الناس في بلدي: أدخن وآكل وأنام لا أكثر}. يتابع شييستر: {في أحد الأيام أدركت أن وزني زاد على 100 كلغ، وأنني كنت أتعب أيضاً. عندئذٍ رأى طبيبي أن الوقت حان ليدقّ ناقوس الخطر فقال لي: {بهذه الوتيرة، لن تتمكّن من الاحتفال بعيدك الثلاثين}}. وهذا ما أشعر النمساوي بخوف شديد، فقرر الإقلاع عن التدخين، والسعي إلى تخفيف وزنه. فامتنع عن تناول اللحوم والخبز ومشتقات الحليب وقرّر أن يبدأ بالركض.يوضح شييستر: {في البداية كنت أرتاح بعد كل دقيقتين من الركض فسخر مني الناس في قريتي. لكنني دأبت على ذلك ولاحظت أن جسمي بدأ يتغير}. بعد عام ونصف العام تمكّن شييستر من الوصول إلى محطة النهاية في ماراثون نيويورك ولم يكتفِ بهذا الحد. يتابع: {بين عامي 1992 و2002 حققت 26 بطولة وطنية}. منذ أقلع شييستر عن التدخين، لم يمرَّ يوم من دون أن يركض. يعلق: {كل شيء يعتمد على الاستحقاق الذي ينتظرني لكني أستطيع الركض مسافة تقدّر بـ340 كلم في الأسبوع}. ويقرّ هذا النمساوي بأنه استبدل إدماناً معيناً بآخر. {بيد أن الركض سمح لي بالسفر واكتشاف أماكن رائعة، بخلاف التدخين الذي لم يمنحني أي شيء. لكن العبرة التي تعلّمتها من ذلك كله هي أنه خير لي أن أُتعِب جسمي من أن يتعبني هو}.