الأفلام المسيحيَّة... بين مافيا الإنترنت وضعف الإنتاج

نشر في 23-04-2010 | 00:00
آخر تحديث 23-04-2010 | 00:00
{القديس جرجس الروماني} أول فيلم روائي أنتجته الكنيسة الأرثوذكسية في بداية التسعينات، تبعه إنتاج سلسلة من الأفلام المسيحية بين التسجيلية والروائية والطويلة والقصيرة، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الكنيسة صنعت لها سينما مسيحية خالصة.

ما الهدف من إنتاج تلك الأفلام؟ ما هي المواضيع التي تتناولها عادة؟ هل تساعد على انعزال الأقباط عن المجتمع؟ كيف تسوّق وهل يمكن للفضائيات المسيحية أن تملأ بها ساعات إرسالها؟

تنقسم الأفلام الدينية المسيحية، بحسب المخرج ميشال منير، إلى نوعين: سير ذاتية عن القديسين ومعجزاتهم، وقصص درامية لها صبغة دينية، {ينجح النوع الأول مع الجمهور، خصوصاً إذا كان القديس معاصراً مثل البابا كيرليس السادس أو شخصية مسيحية محبوبة مثل البابا شنودة}.

يضيف منير: {يشارك في هذه الأفلام عادة نجوم السينما الأقباط أمثال هاني رمزي وماجد الكدواني ولطفي لبيب ويوسف داود، ويتقاضون أجراً رمزياً}.

يوضح منير أن السينما المسيحية لا تعتمد على دور العرض، وتأتي إيراداتها عبر بيع الأفلام في المكتبات المسيحية سواء عبر شرائط فيديو أو أسطوانات مدمّجة، بعدما فشلت تجربة عرضها في دور العرض، إذ لم يعتد المشاهد المسيحي على ذلك، {يضاف إلى ذلك أن المشاهد يتعامل مع المنتج الديني بمنطق البركة ويعتبر المبلغ الذي يدفعه لقاء شراء شريط الفيديو بمثابة زكاة عن أمواله}.

يشير منير إلى أنه ومنذ عامين لم تُنتج أفلام دينية بسبب القرصنة التي تقوم بها المواقع الإلكترونية، ويتابع: {عبثاً حاولنا مواجهتها إلا أننا فشلنا ثم تعثر الإنتاج، لأن السينما في النهاية صناعة مهما كان نوع المصنّف، وحتى الأفلام الدينية تهدف إلى الربح لتقدم الخدمة بشكل لائق}.

تنمية روحانية

يؤكد المخرج جوزيف نبيل أن هذه الأفلام لا تعزل الأقباط عن المجتمع، بل تعمل على تعريفهم بتاريخهم ودينهم وتنمّي درجة روحانيتهم وحبهم للدين، يقول: {المجتمع العربي بطبيعته متدين سواء كان مسلماً أو مسيحياً، لذا تحظى الأفلام الدينية المسيحية، على رغم قلة جودتها مقارنة مع الأفلام السينمائية الأخرى، بمشاهدة جماهيرية عالية لأننا نتناول قصص القديسين أو أفلاماً تسجيلية عن الأديرة والكنائس}.

يضيف نبيل أن الأفلام الدينية الروائية الطويلة ماتت بسبب الإنترنت، {لديَّ في مكتبي سيناريوهات لأفلام كلفتها الانتاجية مليون جنيه ويتحمّس المنتجون لها، لكنهم لا يستطيعون المجازفة خوفاً من الخسارة بسبب انتشار مافيا الإنترنت، إضافة إلى أن المكتبات المسيحية تعير شرائط الأفلام بسعر رمزي تحت شعار الخدمة، ما يفسر لماذا تعثر الإنتاج السينمائي بعد ظهور الفضائيات واتجاه صناع هذه الأفلام إلى العمل في البرامج والمسلسلات الدينية وكليبات الترانيم (أغاني مسيحية)}. يقترح نبيل حلاً لهذه الأزمة بأن توافق الرقابة على عرض الفيلم الديني في دور العرض العادية كأي فيلم سينمائي آخر، وتلغي شرط عرضه في دور العبادة فحسب.

انتشار الفضائيات

يعزو المنتج فيكتور فاروق تعثر صناعة الأفلام الدينية المسيحية إلى انتشار الفضائيات، بعدما كان المشاهد يذهب إلى السينما أصبحت هي تأتي إليه، يضاف إلى ذلك أن تلك القنوات لا تدفع لقاء عرض هذه الأفلام، لذا هجر المنتجون هذه الصناعة}.

المقولات نفسها يؤكدها المخرج مايكل سمير، موضحاً أن {السينما الدينية لا تتناول مواضيع تهدف إلى الانعزال، بل تشجع على الاختلاط بالمجتمع والتأثير الإيجابي عليه، وأن الفيلم الديني يتناول قصصاً لأبطال الكنيسة وكيفية مواجهتهم الاضطهاد بشجاعة}.

يضيف سمير أن الإعلام الديني عموماً تديره مجموعة هواة مؤهلاتهم أنهم أقرباء لأساقفة وكهنة في الكنيسة، ما أدى إلى غياب الفكر الاحترافي عنه.

back to top