بوكس وابتسامة

نشر في 10-09-2009
آخر تحديث 10-09-2009 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي • لعبة الملاكمة من ضمن الألعاب الرياضية رغم وحشيتها لأنها تعتمد الضرب، فكل ملاكم يضرب الآخر إلى أن يخيب «ضناه» منتظرا النتيجة بالقاضية أو بالنقاط، المهم أن تنتهي المباراة بغض النظر عن كم وقوة اللكمات التي تلقاها أي منهما، وبعد النزال يتصافح الخصمان وكأن كل شيء عادي، وأحلى من العادي مع أن «الطق اللي بينهم صج... البرطم وارم والخشم مكسور» والدم يسيل ويمكن ارتجاج في المخ، لكن النهاية سعيدة: «ليش» أو لماذا؟!

• في عالم السياسة فإن «الطق» أو الضرب من نوع آخر، ما فيه «بوكسات ولا ترفس»، لكن فيه حرق أعصاب وتشهير وفضائح على أعلى مستوى، ثم أسئلة «الغث» مَن رسا عليه المشروع الفلاني؟ ومَن فاز بالمناقصة الفلانية؟ وهل تمت بالطريقة القانونية؟ وزودونا بالسيرة الذاتية لفلان؟ ومن عيَّن و»رز» علان؟ ومع هذا أيضاً «الربع مستانسين، الجميع فرحان»: «ليش» أو لماذا؟!

• في عالم الإعلام المرئي والمكتوب «التشرشح» طال الكل، و»محد سلم واللي طافته» فضيحة أو شخصية في محطة أو صحيفة لا يتحسف «أكيد راح يشوفها» بطريقة وبنموذج وأسلوب آخر يتماشى مع ذوقه وبالنمط الساخر، و»الربع عادي مستانسين»: «ليش» أو لماذا؟!

• الإجابة في المتعة وعلى قدر المشقة، والنتيجة الكل متمتع، البارد منهم والحار، الناطق والساكت، «المفتح» والأعمى، الواصل و»المطراش» (الساعي)، ولضمان التمتع لابد من الحصول على العضوية كشرط لدخول اللعبة، وعلى فكرة تزيد متعتك إذا عرفت متى تستخدم أدوات التضاد؟ ولمَن تستخدمها فإن «لكل متعة ثمنا».

• «اللي يغث» أن الفريق إياه يصرِّحون بأنهم يقدّرون بعضهم بعضا، ويحبون بعضهم بعضا، وأنهم لا يلجوا إلى الشخصانية، وأن الإصلاح هدفهم الرئيس، وإن صدق هذا الكلام، فإنه يعني أن المسلسل المكسيكي «ما راح تخلص» أحداثة و»الكومبارس» يصير بطلاً.

• الوضع اليوم يدعو إلى الريبة وعدم الثقة بكل شيء، لذا مطلوب من الرجال مواقف مبررة، وعلى وضح النهار دون انتظار الأثمان... فالديمقراطية المسؤولة نعمة، عفواً نسيت النساء وأنا مؤمن بدورهن.

• لاشك أن الابتزاز شعار قذر ويمارس بوحشية ضد الحكومة لدرجة أن الاستقالة أو الإقالة يكونان مصيراً محتوماً لمن يقف ضد مصالحهم. «يا أخى»... فلنتفق على الأخطاء ولنتشارك فى الإصلاح بدلاً من تصيد الأخطاء التي لن تنتهي مع أي حكومة.

• اكتُشِف زيف الأبواق واستغلالهم للديمقراطية كمطية لأهدافهم (لا أوصلهم الله إليها)، وهاهم يتساقطون الواحد تلو الآخر، ولم يبق منهم إلا قلة من رؤوس العصابة... والشعب أبخص. ودمتم سالمين. 

back to top