غانم النجار: ثقافة حقوق الإنسان عندنا ضعيفة 2.6 مليار شخص في العالم لا يحصلون على المرافق الصحية الأساسية

نشر في 09-12-2009 | 00:00
آخر تحديث 09-12-2009 | 00:00
No Image Caption
استضافت رابطة الاجتماعيين مساء أمس الأول د. غانم النجار الذي تحدث عن «حقوق الإنسان والمنظمات الدولية»، مؤكداً أن ثقافة حقوق الإنسان لدينا ضعيفة.

أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، ومستشار تحرير «الجريدة» د. غانم النجار أن موضوع حقوق الإنسان أصبح القضية المحورية على المستوى الدولي، مشيراً إلى أن مؤتمر التغير المناخي الذي تستضيفه العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، يناقش قضية في غاية الأهمية والخطورة ألا وهي قضية الاحتباس الحراري، لافتا إلى أن هذه القضية هي ذاتها التي يدعو الجيل الثالث من أجيال حقوق الإنسان إلى معالجتها وهي الحق في بيئة نظيفة، مشيراً إلى أن أجيال حقوق الإنسان أربعة، الأول كان يطالب بالحقوق المدنية والسياسية، والثاني خاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والثالث خاص بالحقوق البيئية، أما الجيل الرابع فيعنى بالحق في التنمية.

بيئة نظيفة

وقال النجار في ندوة «حقوق الإنسان والمنظمات الدولية» التي استضافتها رابطة الاجتماعيين مساء أمس الأول، إن منظومة حقوق الإنسان ليست قديمة، مشيرا إلى أن هذه القضية بدأت في عام 1948، وما قبل ذلك التاريخ كانت الصورة فيه متداخلة وغير كاملة.

وأوضح أن حقوق الإنسان مرتبطة بالدول والحكومات التي تنتهكها، مطالباً بضرورة سنّ تشريعات تحمي البيئة وتحقق لنا بيئة نظيفة وخالية من التلوث.

وأضاف أن هناك 37 شخصاً في مجلس حقوق الإنسان يتناولون العديد من القضايا المختلفة، ومن بينهم 4 إلى 5 أشخاص متخصصين في قضايا بيئية، ومن بينها النفايات التي تعد من القضايا الهامة، مشيرا إلى أن قضية الفقر ومحاربته تقع ضمن أولويات حقوق الإنسان، لافتا إلى أن أحد الخبراء الدوليين مسؤول عن الفقر المدقع، مضيفا أن كثيرا من البشر حول العالم يعيشون على أقل من 400 فلس في اليوم، وأن عدد السكان الذين لا يحصلون على المرافق الصحية الأساسية مثل (دخول المرحاض) يبلغ 2.6 مليار شخص في العالم، لافتا إلى أن هذه القضايا تدخل في صميم عمل حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن حقوق الإنسان عملية متجددة وبشرية وليست عملية دينية وخيرية فهي مسألة قائمة على الجانب الحقوقي.

وأوضح النجار أن 70 مليون إنسان قُتلوا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، لافتا إلى أن هذه الحقبة اتسمت بتزايد العنف وتراجع الخير، مشيرا إلى أن الحلفاء عقب الحرب العالمية الثانية طرحوا مفاهيم حقوق الإنسان للبحث.

منتهكة ومضيعة

وأضاف د. غانم النجار أن قضايا حقوق الإنسان ظلت منتهكة وضعيفة ومضيعة خلال الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، لافتا إلى أن حركة حقوق الانسان نهضت على المستوى الدولي عقب الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي وسقوط جدار برلين، وبدأت تدخل على العالم مفاهيم جديدة، مشيرا إلى أن كثيرا من الدول تحوّل إلى الديمقراطية عقب هذا التاريخ، مضيفا أنه قبل عشرين سنة لم نكن نسمع عن وجود برامج لحقوق الإنسان في العالم، أما الآن فلا توجد جامعة مرموقة في العالم إلا وتدرس مناهج حقوق الإنسان وبرامج خاصة بها، فعلى سبيل المثال فإن جامعة هارفارد الأميركية بها 8 برامج لحقوق الإنسان.

وقال إن الجيل الرابع وهو «الحق في التنمية» يحاول تقريب الهوة والفجوة بين الأغنياء والفقراء، مشددا على أن دول أميركا اللاتينية وتحديدا بنما وتشيلي وكوبا، لعبت دوراً أساسيا في إصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن مبادئ الديمقراطية في أميركا اللاتينية متطورة، إذ قدمت هذه الدول مذكرة تحت عنوان الديمقراطية الاجتماعية.

وأوضح د. غانم النجار أن ثقافة حقوق الإنسان لدينا ضعيفة، لافتا إلى أنه حينما نواجه الحكومة فهذا أمر سهل، لكن الصعوبة أن نواجه ثقافة الشعب، مضيفا أن مجالات العمل في حقوق الإنسان مفتوحة، فالطفل والمرأة وذوو الاحتياجات الخاصة من صميم مواضيع حقوق الإنسان.

back to top