كأس العالم... تجمع العالم

نشر في 13-06-2010
آخر تحديث 13-06-2010 | 00:01
 مظفّر عبدالله أول العمود: أرجو أن يعير مجلس الأمة اهتمامه لتعديل المخالفات الدستورية في قوانين الجنسية والأحوال الشخصية وتنظيم التعليم العالي والمطبوعات والنشر وقانون الانتخابات... لكن بعد انتهاء التصويت على المداولة الثانية لإعفاء لحى العسكريين!

***

حرب الأقدام بدأت في أكثر بقاع العالم تناقضا، جنوب إفريقيا، حيث مناجم الذهب، ومعدلات الجريمة الكبيرة، وانتشار للإيدز، وانتهاء نظام الأبرتهيد، ووجود شاهد على العصر الإفريقي المنهك وهو الزعيم نيلسون مانديلا الذي أحجم عن المشاركة في افتتاح البطولة بسبب وفاة حفيدته في حادث سيارة... إنها كأس العالم، تلك التظاهرة العالمية المدوية التي تؤثر في العديد من السلوكيات اليومية لحياة البشر، زحام السيارات يقل، والتجمعات البشرية تكثر خلف الشاشات، وقلة من النساء يسعدن وكثير منهن يضجرن من هجر أزواجهن لهن شهرا كاملا، أما المقاهي فتزدهر بالرواد.

في هذه الدورة يحتضن استاد "سوكر سيتي" المصمم على شكل قدر إفريقية فرقاً ستتنافس على لقب بطل العالم على أنغام آلة "الفوفوزيلا" الجنوب إفريقية التراثية المنتشرة في كعب القارة السمراء.

سحر لعبة كرة القدم الذي غالبا ما ينتهي بمآسٍ سياسية ودبلوماسية وكراهية بين الشعوب فى المنطقة العربية، كما حدث أخيرا بين مصر والجزائر، كان قد بدأ بمأساة تتلخص بدحرجة رؤوس أفراد الجيش المنهزم منذ 600 سنة قبل الميلاد في حضارتي اليابان واليونان، وقبلهما الصينيون منذ 2500 قبل الميلاد، حيث كان يجلد أفراد الفريق المهزوم، حتى جاء الإنكليز وأحيوا لعبة دحرجة الرؤوس في عام احتفالهم بجلاء الدنماركيين عن أرضهم في 1016 حتى اهتدوا إلى اختراع كرة الجلد، فانتهت المأساة بتدشين أول بطولة على أرض الأورغواي عام 1930، فكانت كأس العالم!

كرهت مشاهدة كرة القدم في الكويت منذ غياب جاسم يعقوب وفتحي كميل وفاروق إبراهيم وفيصل الدخيل... وبروز الإداريين وطلاب المناصب الذين يوشكون هذه الأيام على التسبب في أزمة سياسية قد تكلف حل مجلس الأمة، فهؤلاء الإداريون أصبحوا أكثر شهرة من اللاعبين أنفسهم، ولم أجد ككثيرين غيري من مصدر للفرح والمتعة الرياضية إلا بعد مرور أربع سنوات نشاهد بعدها خلاصة لأبرز محترفي هذة اللعبة الشعبية التي أنهكها أفراد من الطبقات الحاكمة في معظم الأنظمة العربية، وصارت ذات صلة بما كانت قد بدأت به قبل ميلاد المسيح... دحرجة الرؤوس باستخدام سلاح التسييس.

أنا سعيد بمتابعة مباريات كرة القدم في بطولة كأس العالم لأسباب عديدة، من بينها أن الفرق المشاركة لم تدخل المنافسة إلا لكونها قد وصلت إلى مستوى فني جيد يبهر الجماهير، وثانيا فهي فرصة كى يرى الناس كيف تنتهى المباريات دون أزمات سياسية أو قطع علاقات دبلوماسية، وكذلك لنتعرف على اللاعبين البارزين وليس الإداريين في الفرق الرياضية... وباختصار نحن أمام فرصة ذهبية لمتابعة حدث بشري سلمي راق يعتمد على الحرفية والمهنية ليسعد بهما المتفرجون أينما كانوا.

وربما كانت من بين التطورات الاجتماعية المرصودة دخول النساء على خط تماس مع هواية اعتاد الكثيرون على طبيعتها الذكورية، لكن الجنس الناعم بدأ يقتحم هذه اللعبة من عدة قنوات بدءا باستعراض صور زيجات وصديقات أبرز النجوم من اللاعبين العالميين في وسائل الإعلام طوال إقامة هذه البطولة، ودخول النساء في مهمة التشجيع والتسلح بسلاح الجمال الجسدى للفت الأنظار، بل وبوجود مهتمات بالشأن الرياضي... ولم لا وقد انطلقت أولى المنافسات النسوية تحت مسمى كأس العالم للنساء في الصين عام 1991، وسنكون على موعد معهن في المنافسة المقبلة على الأراضي الكندية العام المقبل؟!

خالص العزاء للرياضة في الكويت... الرجالية منها والنسائية.

back to top