«ولي وطن... آليت ألا أبيعه»

نشر في 07-07-2010
آخر تحديث 07-07-2010 | 00:01
نعم يا خالد اكتشفت فيك النقاء الذي لم تدنسه السياسة، والطهر الذي لم تلوثه التقسيمات الاجتماعية والفئوية البغيضة، وقبل ذلك وبعده عرفت المساحة التي يحتلها حب هذا الوطن بين أضلعك.
 سعد العجمي أخي وصديقي وحبيبي خالد سند الفضالة، لم يعد الزمن هو الزمن، ولا الناس هم الناس، ولا النفوس هي النفوس، في هذا الزمن الأغبر الغريب العجيب الذي تحول فيه الحق إلى باطل والكذب إلى صدق والناصح إلى عدو والمحب إلى حاقد، وإلا لما كنت يا خالد سجينا خلف القضبان مع المجرمين وتجار المخدرات.

لو كانوا يعلمون مقدار ما يحمله قلبك من حب لهذا الوطن لما سجنوك، ولو كانوا يدركون حجم محبتك لأهل الكويت بمختلف أطيافهم لما اعتقلوك، لكنه زمن الأهرامات المقلوبة والمفاهيم المعكوسة، حتى بعض رفاق تيارك- لا تحالفك- نالهم من زمن "التحولات" الشيء الكثير، فبدا بعضهم وكأنه يبرر لاعتقالك وحبسك، وناصرك البعض الآخر من باب إبراء الذمة وتسجيل المواقف ليس إلا!

خالد: أتذكر جلسات السمر التي كنا نقضي ساعاتها إلى قبيل الفجر، لم تكن ليلة أو ليلتين، بل كانت ليالي وأياما، أتذكر تفاصيل أحاديثنا عن الوطن وشجونه وهمومه، آه يا خالد، ما أطهر قلبك!! وما أصفى سريرتك!! وما أجمل ذلك الحس الوطني المسؤول الذي تحمله بين جنباتك!!

 نعم يا خالد اكتشفت فيك النقاء الذي لم تدنسه السياسة، والطهر الذي لم تلوثه التقسيمات الاجتماعية والفئوية البغيضة، وقبل ذلك وبعده عرفت المساحة التي يحتلها حب هذا الوطن بين أضلعك، مهما عزفت تلك الأصوات النشاز، وتدفق حبر أقلام الزور والبهتان ليصورا الوضع على غير حقائقه.

لا تحزن يا خالد ولا تجزع، ولا تكفر بمبادئك وقناعتك، فالوطن يستحق التضحية وأنت أهلٌ لها، فيكفيك وقوف البدوي قبل الحضري معك، والشيعي قبل السني، والإسلامي قبل الليبرالي،  فلو لم تكن تستحق ذلك لانفضوا من حولك كما فعلوا مع غيرك، لكنك تبقى خالد الفضالة الذي صدع بالحق في الأندلس، وانتصر للمبادئ في العقيلة، ليأتي اليوم الذي تحصد فيه ما زرعت يا أبا سند.

أخي خالد: قلتها مرارا وتكرارا، في أكثر من مقال، وفي كذا مقابلة تلفزيونية، إن شعوري بالإحباط من جراء مواقف التيار الوطني من بعض القضايا الوطنية، بددته مواقف أمين عام التحالف الوطني الديمقراطي خالد الفضالة، فأنت نقطة ضوء مشرقة يسطع نورها في نفق مظلم، وأنت ومجموعة من شباب التحالف، الوجه الجميل للتيار الوطني مهما اختلفت مسمياته وواجهاته.

أصدقك القول يا أبا سند، أحيانا كنت أسأل نفسي: ما مصدر القوة لدى خالد ليقف تلك المواقف التي قد تخالف توجه المحيطين به؟ وما الذي يجعله يختلف عن غيره؟ ترى من أين له كل هذه القدرة على تقييم الأمور واتخاذ القرار المناسب رغم صغر سنه؟ كل هذه التساؤلات تبخرت عندما تعرفت على والدك سند الفضالة عن قرب، فمن له أب كسند، فإنه سيقول كلمة الحق ولن يخشى أحدا، وكما قال الزميل الوشيحي قبل أيام "هذا الخالد من ذاك السند".

شكرا لك يا خالد، وشكرا للظروف التي عرفتنا على والدك وأسرتك وشباب التحالف المحبين لك، شكرا للظروف التي جعلت بعض الأقنعة تتساقط تباعا، وكل الشكر لقضائنا العادل والشامخ الذي لا نشكك في نزاهته واستقلاله حتى إن كانت بعض أحكامها قد صدرت على غير ما نريد، فهذه هي طبيعة الأحكام كونها تصدر لفريقين متضادين كل يرى الحق إلى جانبه.

back to top