تقرير أسواق المال الخليجية الأسبوعي: السعودي ينفرد بالمكاسب 1%... والكويتي بلا سيولة عمليات جني أرباح تطغى في الإمارات ومسقط والدوحة

نشر في 23-10-2009 | 00:00
آخر تحديث 23-10-2009 | 00:00
تراجع معظم أسواق الخليج خلال الأسبوع الجاري، إذ فقد سوق دبي 107 نقاط بما نسبته 4.5 في المئة، كما تراجع سوق أبوظبي بـ120 نقطة متراجعاً 3.7 في المئة، بينما خسر السوق الكويتي 1.3 في المئة بعد أن حذف 100 نقطة، وأقفل سوق مسقط فاقداً 76 نقطة بما نسبته 1.1 في المئة.

تراجع معظم مؤشرات الأسواق الخليجية خلال تداولات جلساتها الأخيرة لتقفل على محصلة أسبوعية سلبية عدا سوقي السعودية والمنامة، والتي قفز بها السوق السعودي فوق مستوى 6500 نقطة بعد مكاسب بـ66 نقطة أكسبته ارتفاعا بنسبة 1 في المئة ، بينما كانت مكاسب سوق المنامة نصف ما حققه السوق السعودي وبنسبة 0.5 في المئة بعد إضافة 8 نقاط اقفل على أثرها المؤشر على مستوى 1558 نقطة.

وتراجعت بقية الأسواق وسط عوامل مؤثرة مختلفة، وكان سوقا الإمارات هما الأكثر تراجعاً ، إذ فقد سوق دبي 107 نقاط نسبتها 4.5 في المئة ليتراجع الى مستوى 2244 نقطة، وكذلك تراجع سوق ابوظبي بـ120 نقطة ليخسر نسبة 3.7 في المئة ويستقر عند مستوى 3119 نقطة، وخسر السوق الكويتي الأكثر خسائر خلال ثلاثة اشهر ماضية ايضا 1.3 في المئة بعد ان حذف 100 نقطة ليقفل على مستوى 7607.9 نقاط ، وقاربت خسائر سوق مسقط شقيقه الكويتي بعد ان اقفل على مستوى 6609 نقاط فاقدا 76 نقطة هي نسبة 1.1 في المئة.

ووسط تقلب مؤشر الدوحة خلال جلساته الاسبوعية اقفل فاقدا 0.8 في المئة بعد خسائر بلغت 58 نقطة تراجع معها المؤشر الى مستوى 7285 نقطة.

وتفاوتت اسباب هذه النتائج الأسبوعية في الاسواق الخليجية، حيث استفاد سوقا السعودية والمنامة من اعلانات الارباح التي انهتها الشركات السعودية خلال اليوم الاخير من الاسبوع وجاءت في معظمها مُرْضية واعلى من تقديرات المراقبين لتشكل دعما جيدا لاداء السلع ومؤشرات تداول السعودية، بينما ارتد سوق المنامة بشكل جيد واستفاد مؤشره من تداولات سهم بيت التمويل الخليجي الذي نشط بشكل كبير خلال الاسبوع الجاري.

وخضع سوقا الامارات ومسقط لعمليات جني ارباح شديدة في ثلاثة اسواق ، بعد أن حققت مكاسب كبيرة خلال الفترة الماضية ومع اعلانات بعض الشركات المدرجة في هذه الأسواق لنتائجها المالية، وتقلب اداء سوق الدوحة وسط رغبة بعمليات جني ارباح مشابهة لما دار في اسواق الامارات ومسقط ولكن كانت بشكل محدود في السوق القطري، وازنت اداءها اعلانات ايجابية لمعظم الشركات القطرية بقيادة شركة الاتصالات كيوتل.

وكان تأثير نمو اسعار النفط غير مباشر او بالاحرى كان تأثيرا ضعيفا، ويبدو ان اسواق الخليج قد ادركت ان اسعار النفط تأثرت بتراجع الدولار اكثر منه تأثرا بزيادة الطلب على السلعة الاكثر استراتيجية في العالم، وبقيت الاسواق منفصلة نوعا ما عن اداء الاسواق العالمية التي كانت تحت تأثير نتائج شركاتها الكبرى والتي تدفقت بشدة ومالت الى النمو والايجابية لتخفف وقع عمليات جني الارباح بعد ارتفاعات كبيرة حققتها هذه الاسواق خلال هذا العام وصلت في بعضها الى نسبة 40 في المئة.

السوق الكويتي بين عزوف الكبار ورعب الصغار

استمر أداء السوق الكويتي السلبي ، إذ اصبح اللون الأحمر من سماته البارزة، التي أوصلت متداوليه إلى حد الاحباط، وقد عزف الكبار ولعدة اسباب عن الشراء مما ارعب الصغار ، وقلل من رغبتهم في الشراء والدخول حتى في الشركات التشغيلية التي يقدر نمو مؤشراتها المالية خلال الفترة المقبلة.

وتراجعت السيولة إلى مستويات متدنية لم تبلغ 180 مليون دينار على مستوى جلسات الاسبوع الخمس متراجعة بنسبة 41.2 في المئة عن قيمة الأسبوع الماضي، كذلك تراجعت كمية الأسهم المتداولة بنسبة 33.2 في المئة، ولم تستطع الوصول الى مستوى مليار سهم ، حيث اعتلت في جميع اسابيع هذا العام تقريباً، وسجل عدد الصفقات تراجعا بنسبة 33.6 في المئة ، واستقر عند 19822 صفقة فقط على مدى جلسات الأسبوع.

وعلى مستوى مؤشرات السوق الرئيسية فلم تكن افضل حالاً ، وكان اللون الأحمر سيدها ، فقد تراجع المؤشر السعري بنسبة 1.3 في المئة ، وبالكاد اقفل فوق مستوى 7600 وبعد اداء سلبي في معظم جلسات الأسبوع ، بينما كان المؤشر الوزني افضل حالا بانخفاضه نقطتين فقط ، هما نسبة 0.4 في المئة فقط ، وعلى مستوى 447.9 نقطة.

وبالرغم من اعلان البنك الوطني ارباحه ليكون اهم المعلنين حتى الآن لم يستطع السوق الخروج من دوامة التراجع حتى اصيب مستثمروه باليأس وأدخل في نفوس الصغار الرعب، لتبقى الاسعار في هبوط وتتزايد تقديرات المراقبين سوءا بالنسبة لسلبية نتائج الربع الثالث.

بعض شركات الاستثمار يدور في حلقة مفرغة

يتأثر اداء السوق بشكل مباشر باداء ابرز اللاعبين الذين هم صناع السوق الرئيسيين وكبار المستثمرين وشركات استثمارية متنوعة من حيث الحجم، وبسبب تعثر هذه الشركات ، والتي كانت خير معين لأسعار اسهمها او شركاتها التابعة اصبحت هذه الاسهم دون صناع سوق، فهذه الشركات ذهبت إلى ما هو ابعد من رفع اسعار بعض الأسهم محاولة التركيز في بث سيولة وتدفقات نقدية جديدة تخرجها من حالة تعثر لسداد التزاماتها المالية المتراكمة، فعملية اعادة هيكلة ديونها ليست نهاية القصة، فهذا الحل يحتاج ايضا الى تدفقات نقدية وسداد التزامات وتكلفة اضافية نتيجة اعادة الهيكلة، فكان تركيز هذه الشركات على هذه العمليات وحل المشاكل والبعد عن المضاربات ، وكذلك شح السيولة لديها، مما شكل ضغطا على اسهمها لتتداول دون قيمها الاسمية.

وهذه الظروف جعلت الشركات تدور في حلقة مفرغة فالسوق لم يستطع ان يرفع اسعار هذه الاصول التي تشكل جزءا مهما من بيانات هذه الشركات، وكذلك هذا التراجع في الاصول سيجعل البنوك تزداد في اخذ مخصصات لتواجه أي حالة افلاس ، ورغم محدودية تأثير هذه الحالة على اداء بيانات البنوك الكبرى فلا شك انها تمثل نسبة ملموسة للبنوك الصغرى، ووسط هذا الترابط اصبحت الشركات تدور في حلقة مفرغة بارتباط اداء السوق بنشاطها كلاعب مهم في رفع الاسعار وارتباط نمو نتائجها المالية باداء السوق بما انها تركز نشاطها في السوق الرأسمالي فقط ، ولم تستطع تنويع اصولها بشكل يحد من المخاطر الناتجة من الازمات المالية.

اذن الجميع بانتظار بيانات هذه الشركات لتحديد التوجهات الاستثمارية، وتأخير هذه النتائج سيزيد من الضبابية ويزيد من حالة تراجع الثقة بهذه الشركات، والاسبوع المقبل لا شك انه سيحمل في طياته بعض الاعلانات التي يترقبها الجميع ، والتي من الممكن ان تكون عامل دعم لادائه في بعض جلسات الأسبوع المقبل.

back to top