أدباء كويتيّون دعوا إلى مساندته والتصويت له رجا القحطاني... إلى المرحلة الثانية من أمير الشعراء

نشر في 09-07-2009 | 00:00
آخر تحديث 09-07-2009 | 00:00
بعد أن حظي بالعدد الأكبر من أصوات الجمهور، تأهل الشاعر الكويتي رجا القحطاني إلى المرحلة الثانية من مسابقة «أمير الشعراء»، التي تجري وقائعها على مسرح شاطئ الراحة، بإشراف «هيئة أبو ظبي للتراث والثقافة» ودعمها.

«الجريدة» استطلعت عدداً من آراء أدباء الكويت الذين دعوا إلى مساندة الشاعر والوقوف إلى جانبه.

أشاد الدكتور خليفة الوقيان بالشاعر رجا القحطاني، قائلاً: «إنه أحد شعراء الكويت الشباب المؤمنين بوظيفة الشعر من الوجهتين الجمالية والفكرية، لذلك نجد في شعره معالجة لقضايا وطنه الكويت وأمته العربية، ومن الوجهة الفنية نرى تطوراً فنياً لافتاً من حيث أدواته الإبداعية الجديدة.

ونوّه الوقيان بإنسانية القحطاني وأضاف: «إنه إنسان رقيق المشاعر، دمث الخلق ونبيل، يستحق التقدير كله والتشجيع، وأتمنى أن يتمكن من تبوء الموقع الذي يستحقه في خارطة الشعر الشبابي المعاصر».

بدوره، أكد الشاعر يعقوب السبيعي قدرة القحطاني على تقديم الجميل من الشعر الكويتي والجيد من الشعر العربي، «فهو يستطيع توظيف مفرداته في سرائها وضرائها، وقادر على مزاحمة غيره من الشعراء، ويستحق أن يجد صيحة إعجاب من بعيد. وأوضح السبيعي أن القحطاني يتميز بمقدرة فريدة على صياغة المفردة والجملة الشعرية في قالب عمودي أصيل، لذلك فهو جدير بأن يحظى بإعجاب من يعرف الشعر ويدرك جيده. والقحطاني قارئ جيد استطاع استلهام الكثير من التراث والشعر العربي الأصيل، ويملك خصوصية نصه، وقادر أن يحلق بجنحي الشعر العربي والكويتي الأصيل».

فرصة كبيرة

ذكر الدكتور سليمان الشطي أن القحطاني أحد الشعراء المتميزين الذين برزوا في الحقبة الأخيرة في ساحة الشعر في الكويت، وكان متوقعاً له أن يصل إلى هذه الدرجة المتقدمة في مسابقة «شاعر المليون»، وقد أكد عبر تمتعه بمنزلة سوية في الشعر، أنه جدير بأن نقف معه باعتباره شاعراً ينطلق من أساس معرفي وتمكن من آليات القصيدة العربية المتوارثة وتقاليدها، وهي إطار أساسي لمثل هذه المسابقات.

كذلك يميل القحطاني، بحسب الشطي، في صياغاته وصوره واتكاءاته الجمالية إلى الابداع والتجديد خروجاً من التعبيرات الشائعة، ما يوفّر له فرصة كبيرة لقبول المتلقي الحديث لشعره الكاشف عن توجهاته الفنية التي نتوقع منها الكثير.

وختم الشطي: «الوقوف مع هذا الشاعر وتشجيعه ومنحه أصواتنا إنما يقدم خيراً كثيراً لاسم الكويت الذي نحرص كلنا على رفعه عالياً، خصوصاً في مجالي الثقافة والفن الخصبين. أدعو له بالتوفيق فنجاحه نجاح لنا ومصدر فخر عزيز».

في السياق ذاته، أوضح الباحث عقيل عيدان أن «مشاركة القحطاني في هذه المسابقة أمر جيد، ويدل على اهتمام الشباب المبدع وانطلاقه ليس عبر إصدار الدواوين فحسب، وإنما المشاركة في أنماط جديدة من الطرح الإعلامي لعرض تجاربه الإبداعية. وعبّر عيدان عن أمنياته بأن يكون للشاعر حضوره الجيد سواء في هذه المسابقة أو غيرها، مؤكداً أن مشاركة القحطاني في المسابقة تؤكد أن في الكويت تجربة شعرية وإبداعية تستحق المتابعة والقراءة.

جماهيرية الشعر

نوّه الشاعر إبراهيم الخالدي بتجربة «أمير الشعراء» وتابع: «كنا نطالب منذ وقت طويل بأن يأخذ الشعر الفصيح مكانه بين البرامج الجماهيرية، تماماً كالشعر الشعبي الذي حقق جماهيرية كبيرة، وها هو «أمير الشعراء» يحقق بعضاً من أمنيات شعراء الفصحى، وهو منبر جيد ومحترم يقوم عليه نقاد وأدباء لهم سمعة جيدة، فالبرنامج لم يعد مجرد تصويت وربح تجاري». وتابع الخالدي مشيداً بالقحطاني: «كنا ننتظر هذه المشاركة التي تمثلت في الشاعر رجا القحطاني منذ وقت طويل، وهو قادر على تمثيل الكويت بشكل مشرف، ونحن نعتبره صوتاً لنا جميعاً، لذلك ندعو إلى مساندته والوقوف إلى جانبه».

الشاعر وليد القلاف تحدث عن مضمون قصائد القحطاني قائلاً: «خبرت القحطاني وعرفته عن قرب، وما يعجبني فيه أنه شاعر إنسان يجسد معاني الإنسانية عبر قصائده التي تهتم بقضايا قومية وإسلامية ووطنية واجتماعية، فهو في حقيقة الأمر يكتب للآخرين وليس لذاته، ذلك واضح وجلي في كتاباته حول القدس، قضية العرب والمسلمين المحورية، أيضاً كانت له اهتمامات بقضايا إسلامية أخرى مثل قضية البوسنة والهرسك إبان التسعينات، وكتب قصائد تتعلق بالجانب الاجتماعي والإنسان المعاصر، وله قصيدة عن ذوي الاحتياجات الخاصة تصوّر فتاة بكماء التقاها الشاعر في أحد المطاعم، ولديه قصيدة شهيرة عن البنت / الضحية المغدور فيها «آمنة». نجده كذلك يتحدث عن فئات أخرى من المجتمع مثل الممرضة وهي ملاك الرحمة، والمعلم مربي الأجيال، وغيرهما من شخصيات وطنية بارزة مثل الدكتور أحمد الربعي».

تابع القلاف: «لم يتوقف القحطاني عند هذا الحد، بل اهتم بالمدن التي يزورها أو يقيم فيها، فنظم قصيدة عن مدينتي أبها والأحمدي التي يقطن فيها. كذلك كتب قصائد على لسان الطير والحيوان، وله قصيدة يخاطب فيها عصفوراً في القفص، وعبرها يناقش موضوع الحرية. إنه شاعر يكتب للآخرين».

واستطرد القلاف مؤكداً أن وصول القحطاني إلى مسرح «شاطئ الراحة» يعد فخراً لنا جميعاً، وجميعنا نقف معه. وثمن دور رابطة الأدباء الكويتية التي وقفت إلى جانب شاعرها وساندته عبر بياناتها الصحافية والملصقات داخل مبنى الرابطة، إضافة إلى الدور الكبير الذي أدته الصحافة الكويتية.

واختتم القلاف حديثه بالقول إن «الشاعر هو العين التي ترصد أي ظاهرة سواء على مستوى الوطن العربي أو خارجه. وأمير الشعراء أحمد شوقي لم يحصل على هذا اللقب إلا بعد أن خدم الإنسانية في شعره».

back to top