مشروع ليلى تألّقت في بيبلوس

نشر في 13-07-2010 | 00:00
آخر تحديث 13-07-2010 | 00:00
اجتازت فرقة «مشروع ليلى» الامتحان الصعب أمام القيمين على «مهرجانات بيبلوس الدولية» في مدينة جبيل اللبنانية، وهم المؤمنون سلفاً بقدرتها على فرض نفسها رقماً صعباً في عالم الموسيقى الشبابية.

ليلة واحدة كانت كفيلة لتبيان حجم الفرقة الكبير في ميزان «بيبلوس» وللكشف عن مدى النجاح الذي حققته وهي ما زالت يافعة في عالم الموسيقى، إذ لا يتجاوز عمرها الأربع سنوات، ذلك عن طريق رصد عدد المعجبين الذين أتوا لمشاهدتها وللاستماع الى موسيقاها التي تجمع الروك والغجري والشرقي، على كلمات محكيّة تتأرجح بين الواقعيّة والسورياليّة، الشاعريّة والغرابة.

ضمن برنامج مهرجانات بيبلوس الدولية المميز وبحضور رئيس الوزراء اللبناني سعد الدين الحريري، أطلّت فرقة «مشروع ليلى» المؤلفة من سبعة أعضاء وهم حامد سنّو (غناء)، هايغ بابازيان (كمان)، أميّة ملاعب (كيبورد)، أندريه شديد وفراس أبو فخر (غيتار)، وإبراهيم بدر (بايس)، وكارل جرجس (ايقاع) على مسرح غصّ بعدد الحضور الذي فاق التوقعات.

استهلّت الحفلة بكلمة لمغني الفرقة حامد سنّو الذي رحّب بالحريري وبالحضور المميز، ثم قدّمت الفرقة عدداً من أغانيها القديمة والحديثة مطبوعة بكلمات مليئة بألغاز العامية اللبنانية وألحان مغرية فريدة من وحي المعاش اليومي وأجواء بيروت، خارقةً، ليل جبيل الذي رقص مع أعضاء الفرقة والجمهور على إيقاعات تنوعت بين الموسيقى العربية والغربية: طرب، روك اند رول، فولك، جاز لاتيني، موسيقى اثنية والكترو.

«من الطابور» و{عبوة» و{رقصة ليلى» و{فساتين» و{الحل الرومنسي» و{أقوى منّك» و{شم الياسمين» و«الدركي»... أغان ساهمت في تربّع فرقة «مشروع ليلى» على عرش الموسيقى البديلة وفي التغلغل الى قلوب اللبنانيين وعقولهم، خصوصاً فئة الشباب وذلك لما تتضمنه من انتقادات لاذعة، فمثلاً في أغنية «رقصة ليلى» ينتقد المغني مواضيع الأغاني فيطالب بالغناء عن الباذنجان (غنيلي عن الباتنجان). في سياق ذلك، يستحضَر تراث موسيقي أو لغوي، ويعاد توليفه ودمجه بمعنى مختلف، العبارة الرحبانية «تك تك تك يا ام سليمان» مثلاً تصبح عبوةً تتكتك في أغنية «عبوة»، وعمي بو مسعود المستدعى من أغنية الأطفال الشهيرة، يصير فقيراً، ويعنِّف زوجته في أغنية ينقلب موضوعها حول الفقر وحلقة العنف. في أغنية «فساتين»، يشار إلى العلاقات بين شخصين يختلفان في الطائفة مروراً بالتفاوت الطبقي وصولاً إلى الجنس خارج الزواج وموقف الأهل منه. «شم الياسمين»، وهي أغنية تنفتح على تفاصيل أكثر حميمية، ويمكن تحليلها في سياق موضوعي المثلية والثنائية الجنسية، تتحدّث عن شاب يخاطب شاب آخر تزوج وصار له أولاد، يطلب منه العودة أياً كانت التنازلات لـ{يتوّج له قلبه»، لكن هذا كلّه غير ممكن بما أن الشاب الأول في بيت والثاني في بيت آخر.

وفي أغنية «خليها ذكرى» يعلن المغني رغبته في جعل كل ما مرّ... ذكرى. وفي سبيل هذا النسيان، سيهاجر، ويغير لون شعره، ويخبئ جواز سفره، ويحرق شرواله، وربما يشرب قهوة ليصحو من هذه القصة الكذبة. وتأتي أغنيتهم الجديدة بعنوان «الدركي» لتضيف إلى لائحة الانتقادات سخرية من واقع الحياة اللبنانية تتجلى في مطالبة الدركي المتواصلة والدائمة بإبراز الهوية (عل الروحة والمجية)... أغان حملت في طياتها الاحتجاج على الحرب والعنف والطائفيّة، والسخرية من الممنوعات والحس المحافظ والتفاوت الطبقي (كيف مفروض إتسيّس لما كلّو موخّم هون؟ وكلّو بييجي متيّس إنّو دينو أحلى لون؟)... كذلك تخلل الأمسية الساحرة انبعاث لفتات أوراق ملونة تطايرت في الفضاء وكأنها فراشات في حقل من البشر.

يُذكر أن «مشروع ليلى» يعني «ليلة واحدة» ولا علاقة له بفتاة تدعى ليلى. أما كلمة «مشروع» فتدل على محترف للموسيقى أسسه أعضاء الفرقة السبعة خلال فترة دراستهم في الجامعة الأميركية في بيروت في عام 2008. أعضاء الفرقة، شباب في العشرينيات من العمر. أول إطلالة للفرقة كانت في مهرجان الموسيقى في 12 يونيو (حزيران) 2008 تلاها اختراق لافت عززته مراسلات مريديهم ومشجعيهم. بعدها استهلت الفرقة جولاتها في لبنان. وفي مارس (آذار) 2009 فازت بمسابقة الموسيقى الحديثة التي تنظمها إذاعة لبنان وبغالبية أصوات المستمعين وفي ديسمبر (كانون الأول) عام 2009 أطلقت الفرقة ألبومها الأول بالتعاون مع {روت بودكشون} خلال حفلة اعتبرت إحدى أضخم العروض للموسيقى الشبابية في السنين الماضية.

back to top