150 سنة سجن لمادوف في قضية احتيال القرن
كان أمس الاثنين يوماً من أيام العدالة الإنسانية، إذ حكم القاضي الاتحادي الأميركي ديني تشين بالسجن 150 عاماً على الملياردير الأميركي المعروف برنار مادوف بعد أن تم التحقق من قيامه بعمليات نصب واختلاس وسرقة وغسل أموال، كان ضحاياها آلاف المودعين الذين أودعوا مدخراتهم في الصناديق الاستثمارية المتعددة التي كان يديرها مادوف منذ بداية التسعينيات.وقد استمع مادوف إلى الحكم وهو الأقسى في قضية عرفت بقضية اختلاس القرن بحضور العشرات من ضحاياه، الذين أدلوا بشهاداتهم أمام القاضي وشرحوا كيف حوّل مادوف حياتهم إلى جحيم لا يطاق.
وقال مادوف للقاضي عندما سأله عما يريد قوله: "إنني لا أريد أي عفو، فلقد خدعت إخواني وأبنائي الاثنين وزوجتي"، واعترف مادوف بأنه مذنب، إذ قال إنه نصب واحتال وكذب ودلس واختلس مبالغ تقدر بنحو 65 مليار دولار. وصفق الحضور وصرخوا فرحاً عندما أعلن القاضي الحكم في الطابق الحادي عشر من مبنى المحكمة الجزائية في مانهاتن، والذي بث مباشرة عبر دوائر تلفزيونية مقفلة في قاعتين كبريين امتلأتا بالحشود التي أحاطت بمبنى المحكمة منذ الصباح الباكر.وقالت كارلا هيرشهورن إحدى ضحايا مادوف للقاضي قبل النطق بالحكم: "لا تتردد يا سيدي، فهو لم يبدِ شعوراً حقيقياً بالذنب... إننا نعيش بسببه في الجحيم، فوالدتي تعيش على مدفوعات الضمان الاجتماعي، بينما تعمل ابنتها في وظيفتين من أجل أن تتمكن من دفع رسوم دراستها... فلا تخذلنا في حكمك عليه".لقد استولى على مدى ثلاثة عقود من الزمن على مدخرات الآلاف من الضحايا داخل الولايات المتحدة وخارجها، ومن بينهم عدد كبير من المشاهير، منهم المخرج السينمائي ستيفن سبيلبيرغ ومديرون ماليون مثل إيرزا ميركين الأمير الأوروبي المعروف وصديق الجمعيات الخيرية، بعد أن تمكن من خداعهم جميعاً بأنه قادر على انتقاء الأدوات الاستثمارية وتحقيق الأرباح بمهارة سواء في حالة الرواج أو الكساد.