بطلة فيلم تيم بورتون الجديد أليس... رمز متجدّد
كانت أليس بلازانس ليدل في الثالثة من عمرها عام 1855 حين قابلت عائلتها شمّاساً خجولاً يُدعى تشارلز لوتويدج دودجسون في أكسفورد، إنكلترا. وكانت في العاشرة حين حثّت دودجسون على تأليف كتاب استناداً إلى القصص التي كان يخترعها ويسردها على بنات عائلة ليدل الثلاث خلال رحلات التجديف. وكانت في الحادية عشرة حين تعرضت صداقتهما لشرخ كبير لأسباب غامضة. وكانت في الثالثة عشرة حين نُشر كتاب Alice's Adventures in Wonderland تحت الاسم المستعار لويس كارول وأصبح أحد أهم المؤلفات العالمية.
كانت شخصية أليس في رواية كارول الخيالية في السابعة من عمرها، وقد وُلدت في تاريخ ميلاد ليدل (في 4 مايو- أيار)، وكانت تبلغ تحديداً سبع سنوات ونصف في سلسلة Though the Looking Glass, and What Alice Found There.لكنّ عدداً كبيراً من المعجبين بالقصة الذين عدّلوا شخصية أليس قبل تقديمها في وسائل إعلام أخرى، أصرّوا على إظهار الفتاة بصورة المراهقة الفضولية وتصوير رحلتها في حفرة الأرنب وكأنها قصة رمزية حول أهمية المعرفة.
كانت شارلوت هنري، 19 عاماً حينها، بطلة نسخة الفيلم الذي صدر عام 1933، وشارك في بطولته دبليو سي فيلدز، غاري كوبر، وكاري غرانت، وكانوا يمثلون أدوار المخلوقات في بلاد العجائب.أُعجب فلاديمير نابوكوف بفيلم Alice's Adventures in Wonderland واعتبره مساوياً لفيلمه الفاضح Lolita، فترجم كتاب كارول إلى اللغة الروسية. حوّلت فرقة Jefferson Airplane شخصية أليس إلى جالبة حظ بالنسبة إلى ثقافة الشباب الذين يدخنون النرجيلة ويتناولون الفطر خلال الستينات.عام 1976، أُنتجت نسخة إباحية معتدلة من الرواية بعنوان Alice in Wonderland وكانت من بطولة نجمة غلاف بلاي بوي السابقة كريستين دوبيل. عام 1981، أدت ميريل ستريب، 33 عاماً في تلك الفترة، دوراً في مسرحية غنائية في برودواي تحت عنوان Alice in the Palace.وفي فيلم تيم بورتون، Alice in Wonderland الذي بدأ عرضه منذ أيام، تبلغ أليس (الممثلة ميا وازيكوفسكا) تسعة عشر عاماً وهي لا تتذكر شيئاً من زيارتها السابقة إلى بلاد العجائب.فيلم بورتون تتمة مختلفة للقصة، إذ تتبع أليس التي توشك على الزواج أرنباً برياً وتدخل حفرة الأرنب وتعلق في حرب بين الملكة الحمراء (هيلينا بونهام كارتر) والملكة البيضاء (آن هاثاواي). يشارك جوني ديب في بطولة الفيلم بدور هاتر المجنون.كان تحريف القصة أكبر من ذلك بعد في كتاب خيالي من ثلاثة أجزاء بعنوان The Looking Glass Wars بقلم فرانك بيدور. في كتبه، البطلة هي أليس هارت، الأميرة المنفيّة من بلاد العجائب، فتسافر إلى كوكب الأرض بحثاً عن مخبأ لها وهرباً من عمتها المتوحشة ريد. بينما تنتظر أليس حارسها الشخصي الأمين، هاتر ماديجان، لترتيب عودتها إلى الحكم، تخبر حكايتها المأساوية إلى تشارلز دودجسون - وسرعان ما تُصدَم حين يحوّل قصتها إلى حكاية للأطفال.الأسبوع الماضي، قال بيدور أثناء وجوده في هوليوود، حيث يحضّر فيلماً مقتبساً من لعبة المونوبولي الشهيرة، إنه يريد تحرير شخصية أليس من رفوف كتب الفتيات الصغيرات وتحويل قصتها إلى مصدر اهتمام بالنسبة إلى الشبّان المراهقين. يشمل عمله أيضاً إصدار سلسلة من الروايات البيانية بعنوان Hatter M، حيث يهيم ماديجان المسلّح في أوروبا بحثاً عن الأميرة المنفيّة؛ ألعاب فيديو؛ خط ملابس؛ بطاقات تجارية.صرّح بيدور أنه، خلال جولته الأخيرة لترويج الكتاب في إنكلترا، استقبلته في مطار هيثرو مجموعة من المعجبين المتعصّبين لشخصية "أليس" وكانوا يحملون يافطات كُتب عليها "اقطعوا رأسه!".لكنّ سمعة دودجسون ليست ناصعة بأي شكل. صحيح أنه كان أستاذ رياضيات وكان يجني مدخولاً جيداً، لكنه لم يتزوج أبداً، وقد زعم بعض كتّاب السيرات الذاتية أن العلاقة التي ربطته بالشابة أليس ليدل كانت رومنسية – أو حتى جنسية.دودجسون مصوّر موهوب وهو مشهور بالتقاطه عدداً كبيراً من الصور شبه العارية للفتيات المراهقات، منهم أليس، وقد مُزّقت الصفحات المتعلقة بتلك الحقبة من دفتر يومياته ويُقال إنها دُمّرت كلياً.حين اجتمع المؤلف وملهمته مجدداً لشرب الشاي بعد مرور عقدين، كتب في دفتر يومياته: {لا يسهل على أي شخص أن يربط في دماغه بين الوجه الجديد والذكرى القديمة- الغريب مع الشخصية الشهيرة والمحبوبة {أليس} التي ستبقى في ذاكرتي ابنة السابعة المدهشة}. في فيلم Dreamchild، تصف أليس الناضجة إعجابه بها بالإحساس غير الشرعي.سواء كانت عاطفة دودجسون مخيفة أو محبّبة، فهو يعبّر عنها في الصفحة الأخيرة من كتاب Through the Looking Glass، في قصيدة هي أشبه بالأحجية. من خلال قراءة الحرف الأول من كل سطر، قد يدرك القرّاء المتيقظون مصدر الوحي في هذه الحكاية الأزلية:تحت السماء المشمسة، قاربيشقّ البحر ببطء في جوّ حالمفي إحدى أمسيات تموز-ثلاثة أطفال يتمددون في الجوار،بعيون شاخصة وآذان صاغيةينتظرون سماع حكاية بسيطة-السماء المشمسة أبهتها الزمن:الأصداء تتلاشى والذكريات تموت شهر تموز قتله صقيع الخريف.لا تزال تطاردني كالأشباحها هي أليس تتحرك تحت السماءلكنّ العيون المتيقّظة لا تلمحها أبداًالأطفال ينتظرون سماع الحكايةبعيون شاخصة وآذان صاغيةيتمددون بكل حب في الجوار.يعيشون في بلاد العجائب،يحلمون مع مرور الأيام،يحلمون مع انقضاء فصول الصيف:ينجرفون دوماً مع التياريتّجهون نحو الوميض الذهبيأَوَ ليست الحياة مجرد حلم؟أفلام {أليس} على مرّ السنواتحُوّل كتابا لويس كارول عن "أليس" إلى أفلام سينما أكثر من 20 مرة، منها نسخات صامتة ورسوم متحركة وأفلام غنائية. أنتجت شركة ديزني، الأستوديو المسؤول عن إنتاج نسخة تيم بورتون الجديدة، ثلاثة أفلام عن شخصية أليس على الأقل، بما في ذلك فيلم صامت بعنوانAlice's Adventure in Cartoonland عام 1925. يُعتبر ذلك الخلط بين التمثيل الحقيقي والرسوم المتحركة احدى النسخات القليلة التي قدّمت بطلة تشبه أليس، ابنة السابعة، كما صُوّرت في الكتب. في ما يلي عدد من النسخات الكثيرة التي ساهمت في امتداد عصر شخصية أليس على مرّ الزمن:- (Alice in Wonderland1949) ، إنتاج بريطاني فرنسي، صُوّر جزء منه مع ممثلين حقيقيين، من بطولة كارول مارش، 23 عاماً.- Alice Through the Looking) Glass1966) ، فيلم غنائي مُعَدّ للعرض التلفزيوني، من بطولة جودي رولين، 20 عاماً، يشاركها جاك بالانس، أغنيس مورهيد، ريكاردو مونتالبان.- (Alice's Adventures in Wonderland 1972)، فيلم غنائي بريطاني من بطولة فيونا فولرتون، 16 عاماً، يشاركها مايكل كروفورد، بيتر سيلرز، دادلي مور.- (Alice 1990، نسخة خفيفة معاصرة من إخراج وودي ألن، بطولة ميا فارو، 45 عاماً.- (Alice in Wonderlan 1999) ، فيلم تلفزيوني من بطولة تينا ماجورينو، 14 عاماً، يشاركها ووبي غولدبرغ، بن كينغسلي، مارتن شورت.(Alice 2009)، نسخة مكررة عن (Through the Looking Glass) خاصة بقناة SyFy، من بطولة كاترينا سكورسون، 28 عاماً.