طباخ الرئيس والسندباد الطائر!


نشر في 29-10-2009
آخر تحديث 29-10-2009 | 00:00
 عبدالله المسفر بدأ دور الانعقاد من جديد لنبدأ موسم القيل والقال... وإن كان النواب والوزراء لم يتوقفوا عن عزفهم النشاز في إجازة المجلس، فإن النشاز سيكون رسمياً وموثقاً وفي توقيته؛ فمن إنفلونزا الخنازير إلى محطة مشرف، ومن المسرَّحين إلى المعسرين يا قلبي لا تحزن، وكان الله في عون المواطن الذي تحمّل كل هذه المشاكل مع رطوبة الطقس، وتحملت أذنه هذا اللغط والكذب والقيل والقال.

ولاشك أن مسلسل دور الانعقاد في هذا الجزء الثاني سيقوم ببطولته الوجه الجديد القديم الصاعد الواعد بطل فيلم الاستجواب الإعلاني الوزير الفنان، ونحن هنا لا نقصد أبداً أي إساءة لمعالي الوزير الفنان، لا سمح الله، حتى لا يرفع علينا قضية، لكن نحن نلقبه الفنان لفنه المتناهي في إبداع وتصوير وتجسيد دور الوزير المظلوم.

ولعل الجزء الثاني من المسلسل يستكمل في دور الانعقاد الجديد، كما أن لقب الوزير الفنان هو اللقب شبه الرسمي لمرشح مصر في اليونسكو فاروق حسني، وإن كان حسني فشل في الوصول إلى اليونسكو فوزيرنا الفنان نجح في الوصول إلى «قاعة عبدالله السالم» من جديد.

فناننا الوزير له مواهب متعددة ومنها الطبخ السياسي المحروق، وهو يُقدم فقط لمن يريد عمل ريجيم، فمن يأكل من صنع يديه طبخة واحدة محروقة لن يقترب من المطبخ كلياً، وسيمتنع عن الطعام إلى ما شاء الله. وعلى الرغم من أنهم أشاعوا أن معالي الفنان الوزير صاحب الطبخات المحروقة يستعين بكتب فاطمة حسين المتخصصة في الطبخ، فإن الوزير على ما يبدو نسي توقيت نضج الطعام فاحترق، ووضع الكثير من الملح والبهارات التي أفسدت الطبخة، وهذا ما حدث في جلسة الاستجواب الإعلاني لنكتشف بعد فوات الأوان ونزول الطبخة في البلعوم أن تقرير النائب العام جاء للوزير قبل الاستجواب. فما الحل يا معالي الفنان الوزير؟ وأين الآن طباخوك المهرة الذين أفصحت عنهم في تصريح سابق؟

لقد انكشف المستور يا فنان وسال مكياج دور المظلوم على وجهك وظهرت الحقيقة... فماذا تنتظر لتعلن اعتزالك الفن وبشكل نهائي دون رجعة؟ فخير لك أن تهتدي وتعلن الاعتزال والاعتكاف من أن تستمر في التمثيل المكشوف.. وأن تكون «كومبارس» من الصف العاشر بعد أن استغنى المخرج عن خدماتك، وطلب من المونتير أن يحذف اسمك من فوق «التتر» في بداية المسلسل الجديد.

عزيزي الفنان صاحب الرسالة السامية والطبخات «اللي تدوخ مثل لبن العيران»، لا يغرنّك هتاف بعض أفراد الجماهير كالنائب السندباد، فهؤلاء كذابون ومنافقون، والدليل تحول توجهاتهم تماماً من معارضة للارتماء في حضن الحكومة بعد صرف البدلات والمكافآت وتذاكر الطيران «ذهاب وعودة»... وهم في أقرب فرصة سيلتفتون لغيرك ويشجعونه، متناسين أدوارك المميزة في السنوات الماضية وما قدمته من خدمات جليلة، وكنت كـ»حطب الدامة» في يد المخرج المتميز.

عزيزي الفنان القدير والكبير والمبدع... اعلم أن المخرج قد استغنى عن خدماتك كلياً، أما ذلك السندباد الذي أصبح ملكياً أكثر من الملك، فمن السهل جداً أن يصنع صاحب العصا السحرية ألف سندباد غيره، وسيأتي اليوم الذي يتم فيه الاستغناء عن خدماته، ولن ينفعه وقتها هذا العزف المنفرد من النفاق والرياء والكذب.

المادة التاسعة من الدستور:

الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن، يحفظ القانون كيانها، ويقوي أواصرها، ويحمي في ظلها الأمومة والطفولة. 

back to top