رأي نفطي : المؤسسة والتسويق الاستراتيجي

نشر في 02-02-2010
آخر تحديث 02-02-2010 | 00:00
 عبدالحميد العوضي * أعلنت شركة (PERTAMINA) الإندونيسية الحكومية الأسبوع الماضي نيتها استيراد كميات من المنتجات البترولية خلال شهر فبراير الجاري من الديزل تقدر بحوالي 3.6 ملايين برميل عن طريق شرائها من السوق الفوري، وكانت مؤسسة البترول الكويتية تزود اندونيسيا بحوالي 20 مليون برميل سنويا، إلا أنها فقدت جزءا كبيرا من تلك الكميات التي استمرت في تزويدها خلال السنوات الماضية وفق ما نشرته الصحف خلال العام الماضي.

وبالرغم من أن إندونيسيا دولة منتجة للنفط والغاز فإن تناقص انتاجها من النفط الخام خلال الأعوام السابقة أدى إلى خروجها من منظمة OPEC عام 2008، بعد أن أصبحت تستورد النفط الخام لمصافيها التسع، وهي تستورد النفط من بروناي وماليزيا ومن الخليج العربي من السعودية وايران ومؤخرا من السودان، وتعمل حاليا 7 مصافٍ لتكرير البترول بطاقتها القصوى التي تبلغ 900 ألف برميل في اليوم، وهي مصممة لتكرير النفوط الخفيفة والثقيلة ولا تغطي هذه السعة التكريرية سوى 70 في المئة من الاستهلاك المحلي، بينما تقوم باستيراد ما يعادل 300 ألف برميل في اليوم (نفط خام+ منتجات بترولية) من خلال عقود سنوية أو عقود فورية وأحيانا من خلال اتفاقيات تكرير تبرمها اندونيسيا مع مصافي سنغافورة القريبة منها، كما تسعى إلى تقليل الكميات المستوردة من خلال زيادة اعتمادها على استخدام الغاز الطبيعي كونها تمتلك احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي، كما تقوم بتصديره إلى الدول المجاورة مثل سنغافورة وماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية.

إن معدلات النمو والطلب على الطاقة في هذا البلد تصل إلى 4.5 في المئة ولذلك نجد بعض الشركات العالمية الكبرى مثل EXXON وSHELL وBP وغيرها لا تزال تعمل هناك بالرغم من خروج شركة CHEVRON الأميركية مؤخراً وعرض أصولها للبيع، منها مصفاة صغيرة إلى شركة PERTAMINA إلا أن هذا لم يمنع من دخول تحالف استراتيجي جديد مكون من شركة PETRONAS الماليزية الحكومية وشركة SHELL إلى سوق اندونيسيا عن طريق تزويده بمواصفات ديزل عالية الجودة (مواصفات أوروبية) بالرغم من أن السيارات تعمل بمواصفات أقل مما يؤكد أن سوق اندونيسيا سوق متنامٍ يجتذب الشركات العالمية، وكما نجح هذا التحالف مؤخرا في دخول سوق العراق بينما لم توفق مؤسسة البترول الكويتية بتحالفها مع شركة SHELL منذ عام 2007 لأسباب غير واضحة في دخول أسواق معروفة بنموها المستمر، نسأل كيف نجحت ماليزيا مع SHELL ولم توفق الكويت مع SHELL بالرغم أن كلا الشريكين هما شركتان حكوميتان وطنيتان والشريك واحد.

الحكومة الإندونيسية تشجع الاستثمار في بلادها وتحاول تذليل وتوطئة التشريعات الداخلية لتتناسب مع متطلبات المستثمر الدولي، وترحب بالتحالفات الاستراتيجية العالمية، بهذا الصدد قامت مجموعة كويتية من القطاع الخاص عام 2002 بعمل دراسة لبناء مصفاة برأسمال كويتي اندونيسي مشترك، وتعتمد هذه المصفاة على استيراد النفط الخام الكويتي المتوسط والثقيل وتبلغ طاقتها التكريرية حوالي 120 ألف برميل في اليوم ولكن توقف هذا المشروع لأسباب غير واضحة. وأعلنت أندونيسيا الشهر الماضي نيتها زيادة الطاقة التكريرية إلى مستوى 2.2 مليون برميل في اليوم حتى عام 2025 وأنها سوف تتوقف عن استيراد المنتجات البترولية بحلول عام 2017، إذاً هناك فرص جدية لمؤسسة البترول الكويتية لاقتناصها وتعويض فقدان خسارة حصصها السوقية، على سبيل المثال تلجأ بعض الدول إلى أسلوب المبادلة (OIL EXCHANGE) كما فعلت الإكوادور وفنزويلا إذ تم تبادل النفط الخام بمنتج الديزل، وكذلك فعلت إيران والعراق عندما بادلت نفط البصرة بمنتجات الديزل من إيران ونقترح على مؤسسة البترول الكويتية بعمل تبادل نفطي مع اندونيسيا حيث يتم استيراد الغاز الطبيعي منها مقابل تصدير الديزل إليها، إذ تقدر كميات الغاز الطبيعي المستوردة العام الماضي قرابة مليون طن، وكذلك يمكن استيراد زيت الوقود من اندونيسيا LSWR المعروف بمحتواه الكبريتي المنخفض 0.2 في المئة في محاولة تسويق النفط الخام الكويتي. ان مشروع الوقود البيئي والمصفاة الرابعة تحتاجان اسواقا وزبائن بحجم اندونيسيا، كما ان تعزيز العلاقات مع اندونيسيا باتفاقيات مبادلة من شأنه خلق فرص اكبر قبل حلول عام 2017 وما عام 2017 ببعيد.

* هندسة كيميائية - تخصص تكرير وتسويق النفط 

back to top