السامرائي لـ الجريدة : هناك أزمة ثقة بين الكويت والعراق من مصلحة البلدين أن يكون هناك استقرار في المنطقة

نشر في 09-07-2009 | 00:00
آخر تحديث 09-07-2009 | 00:00
No Image Caption
كشف رئيس مجلس النواب العراقي أياد السامرائي في لقائه مع «الجريدة» أمس، عن أن هناك أزمة ثقة بين البلدين بسبب ما تركه النظام البائد، وما خلَّفه من غصة ومرارة لدى الشعب الكويتي، مشدداً على أن العراق مقدر لذلك، وبالتالي سيعمل من أجل رأب الصدع... وتحدث السامرائي عن الكثير من الأمور في اللقاء التالي.

• في رسالة أهالي الشهداء الكويتيين إليكم، قالوا: لماذا يختلف العراقيون بأطيافهم وألوانهم في كل شيء إلا مسألة الكويت؟ ما تعليقكم؟

ــ قبل كل شيء هنا أسجل حزني الشديد لأهالي الشهداء الكويتيين، وأقول لهم أنا متعاطف معكم تماما، لأنني عراقي بالدرجة الأولى فنحن لدينا أيضا مأساة مطابقة لمأساتكم على أيدي النظام البائد، بل نحن نفوقكم بالعدد، ونفوقكم أيضا بفترة وجود ذلك النظام، ولكن كون العراقيون يختلفون فالاختلاف لا يفسد للود قضية، خصوصا في ما يتعلق بالشؤون العراقية الداخلية، ولكن في ما يتعلق بموضوع الكويت فأيضا هنا أحب أن أوضح مسألة مهمة جدا، وهي أنه ليس جميع العراقيين متفقين في موضوع الكويت، وأعتقد أنكم سمعتم بعض الآراء العراقية في الآونة الأخيرة المغايرة تماما لأغلبية الآراء العراقية في الشأن الكويتي، نحن لا نختلف مع الطرح الكويتي بقدر ما نريد أن نصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، وهذا ما سيحدث بإذن الله، أنا لا أنكر أنني خلال زيارتي هذه للكويت لمست أن هناك (أزمة ثقة) من الجانب الكويتي تجاه الجانب العراقي، وهذا حقهم ولا ألومهم أبدا، لما شاهدوه ولمسوه وعاشوه على أيدي النظام البائد، وبالتالي نحن كنظام عراقي جديد علينا دور كبير في أن نغير تماما تلك الصورة القاتمة التي خلفها ذلك النظام، وبالتالي نبدأ صفحة جديدة ناصعة البياض، وهذا بطبيعة الأشياء يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، وإن شاء الله بتكاتف الجهود بين البلدين والشعبين نستطيع أن نذلل كل الصعاب للوصول إلى أسمى درجات العلاقات الإنسانية بين الطرفين.

• إذا كان الحكم صدر ضد العراق بقرار أممي، فلماذا نتوجه إلى السبب (الكويت) وننسى المتسبب (الأمم المتحدة)؟

ــ هناك خطان متوازيان يعملان في موضوع الملف الكويتي ـ العراقي، الخط الأول هو مع الأمم المتحدة لإخراج العراق من البند السابع، والخط الثاني هو التفاهم مع الكويت، التي هي طرف في الموضوع العراقي ـ الكويتي لأخذ كل الضمانات من جانب العراق لحقوقها، ونحن بدورنا أكدنا مرات كثيرة أن العراق اليوم يختلف تماما عن عراق الأمس، لذا سنكون على قدر المسؤولية أمام الضمانات التي تريدها الكويت، وسنلتزم بها تماما، لأننا فعلا نريد أن نغيّر وجه العراق السابق بوجه جديد يحمل كل المحبة والأخوة والصداقة للكويت أولا فهي الجارة العزيزة وإلى بقية دول العالم، نحن نريد أن نبي عراقا قويا متطورا يبحث عن التنمية والتطوير ليعيد مكانته الحقيقية بين دول العالم.

• إذا كانت لجان الصداقة البرلمانية ليست بديلاً عن الأمم المتحدة كما يردد بعض الكويتيين، فهل ستكون بديلا عن السفراء، خصوصا أنه لا يوجد سفير عراقي في الكويت بل ويوجد سفير كويتي فقط في العراق؟

ــ لجان الصداقة البرلمانية سواء كانت مع الكويت أو مع دول أخرى، هي لتفعيل الدور السياسي والشعبي بين البلدين، وأنا منذ أن توليت مهام منصبي كرئيس للبرلمان العراقي حرصت على أن نفتح قنوات جديدة برلمانيا مع عدد من الدول من خلال برلماناتهم وإنشاء لجان صداقة معهم من أجل تفعيل هذا الدور، الذي يمثل الشعوب في تلك الدول بشكل ينعكس إيجابا على العلاقات ما بين العراق والدول الشقيقة والصديقة أيضا، وبطبيعة الحال الكويت دولة شقيقة وجارة قبل أن تكون دولة صديقة لذا نحرص حكومة وشعبا كل الحرص على أن تربطنا أواصر حميمية ومتينة من أجل تذليل كل الصعاب التي خلَّفها ذلك النظام في ما بيننا.

أما ما يخص تعيين سفير عراقي لدى الكويت فهي مسألة روتينية داخلية فقط لذا ستحل قريبا.

• كيف يمكن الخروج من كل الملفات العالقة بين الكويت العراق؟

ــ ذكرت كثيرا هذه المسألة وأكررها الآن بأن مصلحة البلدين أن يكون هناك استقرار في المنطقة، وإذا ما لم يتوافر هذا الاستقرار من خلال إيجاد حلول إيجابية للمواضيع كافة فإن الجميع سيعاني، لا العراق والكويت فقط، إذ إن جميع دول الجوار لا بل الدول العربية كافة ستتأثر بذلك، وأنا أعتقد أن تكوين لجنتين عراقية وكويتية بين البرلمانين تتابعان الملفات العالقة بين الطرفين وتتطلعان على جميع التطورات وتحيطان المجلسين بتطور هذه الملفات لسرعة الإنجاز شيء رائع وإنجاز يخدم الطرفين.

فالشعب العراقي يتطلع إلى البدء في إعادة الإعمار بعدما تجاوز مرحلة الاحتلال، وخروج القوات الأميركية أخيرا من المدن العراقية.

• وماذا بشأن الحدود؟

ــ مجلس الأمن حدد الحدود الجديدة بين البلدين، وهناك لجنة مشتركة تتابع الموضوع، ونحن نتعامل اليوم مع الواقع الموجود وننظر إلى المستقبل، لكن ترسيم الحدود بالشكل الموجود الآن ولّد آثاراً سلبية على العراق، والأمر يحتاج إلى معالجة من خلال اللجنتين.

• العراق مقبل على انتخابات في بداية العام المقبل، وهناك من يقول إنها ستكون صعبة ومعقدة، كيف ترون ذلك؟

ــ منذ سقوط النظام البائد، والعراق في حراك سياسي دائم، وهذا الحراك أنا أجد فيه إيجابية كبيرة لفلترة العملية السياسية، وبالتالي يبقى من هو فعلا مخلص للبلد وقادر على حل كل مشكلاته، ومَن لم يستطع فالشعب سيلفظه تماما خارج الدائرة، فالعراق اليوم يعيش فسحة من الحرية والديمقراطية، وهناك مَن يحاول أن ينغص عليه هذه النعمة إلا أن ثقتنا بالشعب العراقي كبيرة في تفويت الفرصة على هؤلاء الحاقدين، وأنا هنا لا أنكر وجود بعض التدخلات الخارجية من أجل اللعب في العملية السياسية، إلا أن المواطن العراقي اليوم بات مدركا أن مَن ينفعه هو مَن يبحث عن مصلحته أولا ومصلحة بلده قبل كل شيء لذا فإنه سيمنح صوته بحساب هذه المرة وسيختلف عن المرة السابقة، وقد رأينا التجربة الماضية في الانتخابات المحلية لمجالس المحافظات كيف أفرزت نهجا جديدا وفق ما يريده ويتطلبه الشارع العراقي.

back to top