منبّه سوني الجديد... ليس على مستوى التوقّعات
تدعو شركة سوني منتجها {داش} البالغ سعره 199 دولاراً أميركياً بـ{قارئ الإنترنت الشخصي}، لكنها أساءت فهمه، لأنه في الحقيقة جهاز يتنافس على لقب أروع منبّه في العالم. من المسلّم به أن المنافسة ليست شرسة. طُرح في السوق منبّه {كلوكي} Clocky الذي يقفز عن المنضدة المجاورة لسريرك ويبدأ بالدوران في أرجاء الغرفة وهو يصدر رنيناً شبيهاً بالصراخ إلى أن تنهض من فراشك وتسكته. بعد ذلك ظهر {تشامبي} Chumby، جهاز غريب موصول بشبكة واي فاي ويشغّل أكثر من ألف تطبيق.
في المقابل، يوصَل داش، المقتبس عن تشامبي، بشبكة الواي فاي في منزلك، ويشغّل التطبيقات عينها، لكن شركة سوني استبدلت تصميم تشامبي الفريد بشكل وتد أملس مزوّد بشاشة عرضها 17.78 سم وتعمل باللمس ومكبرات للصوت. يُستخدم زر الغفوة الموجود في أعلى الجهاز أيضاً كأداة لضبط القائمة، ويتضمن داش مذياعاً، لم تُحدد استعمالاته بعد، ومنافذ لسمّاعات الرأس ومشغّل يو أس بي (USB). ويساعد مقياس للسرعة على قلب الشاشة حين تبسطها، فتحصل بالتالي على زاوية للمشاهدة ملائمة لمنضدة مطبخ أو سطح مكتب. لعلّ جهاز داش أيضاً أول منبّه تستطيع مشاهدة فيلم كامل عليه إن رغبت في ذلك، إذ إنه مزوّد بجهاز تشغيل ضمني لمشاهدة أفلام مبثوثة بشكل حي من خدمتي Netflix وAmazon.com. فضلاً عن ذلك، تستطيع تصفّح حسابك على Gmail على غوغل أو تعليقات أصدقائك على موقع Twitter، عرض الصور التي خزّنتها على شبكة الإنترنت أو الاستماع إلى إحدى المحطات الإذاعية الشخصية على الإنترنت بواسطة خدمة باندورا. وبالطبع، تستطيع من خلال جهاز داش معرفة الوقت. يمكن اختيار تطبيقات داش المجانية وتنظيمها على شكل قنوات عبر أحد مواقع سوني الإلكترونية، ويمكن كذلك الأمر إدارة بعض الوظائف ولو ليس كلّها من الجهاز نفسه. أمّا على شاشة داش، فتتحرّك التطبيقات تباعاً ضمن نافذة إلى أن تختار أحدها، فيتّسع التطبيق ويسمح لك بالتفاعل معه. إن كنت مثلاً عاجزاً عن النوم، تستطيع استخدام داش لتغيير وضعك على موقع Facebook إلى {أعجز عن النوم}. وإن بدأت تشعر بالملل من كثرة الوسائل الإعلامية فيه، تستطيع ضبطه عند الوضع المخصّص لليل الذي يعتم الشاشة باستثناء عرض باهت للوقت. ما من شك في أن اختراع سوني ثوري، لكن للأسف تشوبه عيوب كثيرة وقد طُوّر على أساس قرارات غير اعتيادية. فعملية ترتيب البيانات أكثر صعوبةً مما ينبغي أن تكون. هذا وتعم الفوضى موقع سوني الإلكتروني، فضلاً عن أن تشغيل بعض الخدمات فيه يحتّم عليك زيارة مواقع مختلفة للحصول على رموز خاصة أو إدخالها. والأكثر إزعاجاً أيضاً أن جهاز داش الخاص بي لم يسمح لي في البداية بضبط بعض البيانات فيه لأنه اعتقد خطأ بأنه غير مسجّل بعد.في ما يخص هذه المسألة الأخيرة على الأقل، تقول سوني إنها تعمل على إصلاح البرنامج لمعالجة الخلل، إحدى حسنات كون الجهاز موصولاً بالإنترنت. أمّا الحسنة الأخرى فتتمثل في أن المرء يستطيع تحسين الجهاز تلقائياً بواسطة مظاهر ووظائف جديدة، كالاستفادة من ذلك المذياع مثلاً.لكن المحيّر في الأمر أن داش لا يتضمن خيار التشغيل بواسطة بطاريات. فأنت مُجبر على وصله بقابس في الجدار، وإن قررت مشاهدة فيلم عليه، في السرير مثلاً لكي لا تزعج زوجتك، ستجد شريط التغذية بالطاقة متدلياً عليك. وذلك كاف، بالنسبة إلي، لاستخدام جهاز iPad من إنتاج شركة آبل بدلاً منه. ذلك يعني أيضاً أنك غير محظوظ في حال انقطعت الكهرباء، إذ يُفترض أن ينطفئ المنبّه. لا شك في أن فرص حدوث ذلك ضئيلة بما يكفي، لكن في مقابل 199 دولاراً يحق لك أن تطمح إلى الاعتماد كلياً على داش لإيقاظك. أعتقد بأن قرار الامتناع عن تطوير حجرة لبطارية الدعم كان ناجماً جزئياً عن عدم استعداد سوني للاعتراف بما ابتكرته فعلياً، أي {قارئ انترنت شخصي} بحق. برأيي، عليها الاعتراف بأنه منبّه وأن تكون فخورةً بذلك وتتقبّل قدرها. فعلى الأقل، هذا الجهاز لا يقفز عن المنضدة أو يتنقّل عبر الغرفة وهو يصرخ.