ليلى بنت النيل... اليهودية التي أطربت العرب (7) آدم وحواء
كان المستقبل يشغل حيزاً كبيراً من تفكير ليلى مراد، لكنها في البداية والنهاية أعدت نفسها لأداء دور «ليلى» بالنسبة الى شباب مصر، كما أدى عبد الوهاب دور «قيس» بالنسبة الى فتياتها، وقررت أن تجسده من دون تردد. كانت تمرح وتلعب وتعيش دنياها كما يجب أن تعيشها بنت باشا في ربيع العمر، كانت تفكر لكنها لم تكن تدبر، فوضع زكي مراد كل ثقله وخبرته من أجل هذا الهدف وتركت له ليلى كل شيء وتفرغت للحب.وقعت ليلى في حب محمد عبد الوهاب، وإذا كانت البداية خيالاً صرفاً، فقد تحقّق الخيال بحذافيره في ما بعد، وللمرة الأولى أصبحت لها علاقة بعبد الوهاب، علاقة زمالة، علاقة أخوة، أي علاقة والسلام، وبدا لها في تلك الأيام وكأنه بالفعل يؤدي أمامها دور «قيس». لم تواجه ليلى نفسها بالأمر في البداية، لكنها وقفت ذات يوم أمام المرآة تسأل نفسها:
- وبعدين في الراجل ده اللي مش حاسس بي؟! قررت أن تواجهه وتصارحه بحبها وتحسم الأمر، وفي بهو فندق «وندسور» في الإسكندرية، جلست بجواره وراحت «تدردش» في أمور عدة وهو صامت يستمع، ثم قالت له: - إنت هتحفظني اللحن الجديد إمتى؟فاندهش عبد الوهاب:- لحن إيه؟!- الـ... اللحن الجديد!- إحنا سجلنا كل أغاني الفيلم يا ليلى وكمان الفيلم خلص. إنت ناسيه ولا إيه؟ارتبكت ليلى ولم تعرف بماذا ترد، فابتسم عبد الوهاب لأنه كان فاهماً الأمر، لكنه كان مصراً على تجاهله، ثم فاجأها بقوله: - إنت بترغي كتير ليه يا ليلى؟اغتاظت ليلى منه وكرهت صراحته. لكنها ظلت تحبه. كانت تشاهد الفتيات وهن يلتففن حوله في بهو الفندق، ونار الغيرة تلهب قلبها، أما هو فكان لاهياً عنها، يبتسم ويستمع: - اسمع يا أستاذ، أنا عايزه أقول لك على حاجه.فالتفت إليها في بطء وابتسم، وهي انفجرت منه غيظاً: - أنا بحبك.ظل عبد الوهاب على هدوئه وابتسامته، وبقي صامتاً كأنه ينتظر بقية الحديث فأكملت: - أنا بحبك، بحبك قوي.الغريب أنه لم ينطق بكلمة واحدة، ولم تغرب ابتسامته، فتابعت ليلى:- خلاص أنا مش قادرة أخبي أكتر من كده.فرفع عبد الوهاب ساقه ووضعها فوق الأخرى، وضرب ركبته بيده اليمنى برقة، وراح يربت على ساقه ثم ضحك.كان درس الحب الأول في حياة ليلى مراد قاسياً شديد العنف عظيم الكبرياء، دارت الدنيا بها فتشبثت بالمقعد غارقة في بحر من الخجل، وصعدت الدموع إلى عينيها وارتجفت أصابعها، لكن عبد الوهاب كان يضحك ويضحك، بصوت عالٍ، وفي بهو الفندق وعلى مسمع من الجميع، ارتجف صوتها وهي تكاد تتوسل: - معناها إيه الضحكة دي. بقولك أنا بحبك!اختفت ضحكة عبد الوهاب، نظر إليها بغضب، وجاء صوته صارماً: - أنا أفهم إن دي قلة أدب، إزاي تتجرئي وتقولي لي كده؟ انسي الكلام ده. بعدين أقول لبابا.النجمة الساطعةأثناء تحميض الفيلم في باريس، فكّر محمد عبد الوهاب ومحمد كريم في دعاية مبتكرة للفيلم، فخطرت لهما فكرة جديدة، وهي أن يطبعا اسم الفيلم وصورة بطليه على ورق سميك أشبه بورق اللعب مشبع برائحة جميلة، وبالفعل طبعا أكثر من عشرين ألف بطاقة وُزعت خلال العرض على الجمهور فكان الإقبال عليها كبيراً وكان اسم الرائحة «سأعود» ومعناها سأعود لمشاهدة «يحيا الحب».كان أول عرض للفيلم في سينما رويال في 24 يناير (كانون الثاني) 1938 وقد حقق إيرادات بلغت 100 ألف جنيه، ولاقى نجاحاً كبيراً. رأى الجمهور ليلى مراد للمرة الأولى على شاشة السينما، لم يذهب خصيصاً لمشاهدتها ولكنه ذهب لمشاهدة مطربه المحبوب محمد عبد الوهاب.لكن بعد الفيلم احتلت ليلى مكانة مرموقة في عالم الغناء بين نجاة علي ورجاء عبده وشهرزاد وملك وفتحية أحمد، ومعجزة الغناء العربي أم كلثوم، وبدأت تشقّ طريقها في مجال السينما لتصبح ممثلة ذات طابع خاص ولتنجح نجاحاً باهراً كممثلة كما نجحت كمطربة لتثبت لمحمد كريم أنها ممثلة من الطراز الأول وأن عبد الوهاب لم يخطئ حين اختارها لتمثّل أمامه في ثالث أفلامه السينمائية. ومرة أخرى وجدت ليلى نفسها أمام الحياة وجهاً لوجه، فعادت تحمل المسؤولية، وتقيم الحفلات وتقطع مصر من أقصاها إلى أقصاها، ولم تعد ترى عبد الوهاب يومياً كما اعتادت أثناء التصوير، واجتذبتها دنياها ونجاحاتها.مضت شهور، وعُرض «يحيا الحب» ونجح، ونفدت أسطوانات أغنياته كلّها في أسابيع قليلة، وأصبح صوت ليلى يصدح في الإذاعة يومياً، فلمع نجمها وارتفع أجرها، وهذا ما لفت أنظار المخرج السينمائي المرموق توجو مزراحي، الذي ارتبط اسمه في تلك الأيام بقيمة فنية كبيرة أخرى: فنان المسرح والسينما يوسف وهبي. كانت المفاجأة أكبر من أن تتحمّلها ليلى، ذلك أنها عندما وقعت العقد مع عبد الوهاب لتؤدي دور البطولة في «يحيا الحب»، كانت تعلم أن العقد وقِّع معها لأنها مطربة أولاً، وأن عبد الوهاب مطرب والأفلام التي ينتجها ويظهر فيها غنائية في المقام الأول، ولكن كيف يكون الأمر أمام «غول» التمثيل في مصر، يوسف وهبي بكل شهرته وصيته ومكانته الفنية؟!عرض عليها توجو مزراحي فيلم «ليلة ممطرة»، وكان زكي مراد أيقن تماماً قيمة ابنته، فوُقّع عقد الفيلم بألف ومائتي جنيه، وبدا الأمر وكأنه مقامرة أو مغامرة، ولكنْ ثمة طريق آخر نحو الأمل والنجاح.عندما وقعت ليلى العقد وتسلّمت مقدّم الأجر، انتقلت العائلة فوراً إلى مسكن في شارع الطيران بمصر الجديدة. تركت ليلى والدها يدبّر الأمور والعقود ويسعى ويناقش ويرفع الأجر ويرفض العروض أو يقبلها، وفي الوقت نفسه كانت تتابع تقدّم خطواتها، فأصبحت تغني لعبد الوهاب والسنباطي وزكريا أحمد وكبار موسيقيي مصر، وأضحت الأفراح التي تحييها ليلى أو تقبل إحياءها، أفراح الطبقة القادرة. آنذاك، أراد مكرم عبيد باشا، سكرتير حزب الوفد وعازف ماهر على العود وفنان ذواق للطرب، أن يحيي فرح شقيقته، وكان طبيعياً أن يحيي الفرح صديقه محمد عبد الوهاب، فطلب منه أن يرشّح له مطربة تغني معه في الفرح، وكانت المفاجأة أن عبد الوهاب رشّح بطلة فيلمه الجديد ليلى مراد.من الموسيقار الى العملاقتردّد عبيد باشا في البداية، غير أنه اقتنع بكلام عبد الوهاب الذي كان يعرف قيمة صوت ليلى، والذي أراد في الوقت نفسه أن يصنع دعاية مجانية للفيلم.غنت ليلى ونجحت، وأطربت، وها هي ألحان «يحيا الحب» تنتشر بين الناس.وإذا كان عبد الوهاب نجماً يسطع في عالم الغناء، و»دون جوان» تتهافت عليه الفتيات، فقد كان يوسف وهبي نجماً آخر يسطع ويتوهّج في عالم المسرح والسينما، ولا تتهافت عليه الفتيات فحسب، بل قد تنتحرن من أجله أيضاً.دخلت ليلى الأستوديو في اليوم الأول لتقف أمام يوسف وهبي وهي تعلم أنها ليست روز اليوسف ولا فاطمة رشدي ولا أمينة رزق، دخلت متعثّرة، لكن وهبي سرعان ما احتواها بصوته العريض وابتسامته وقامته الفارهة، وهمسه الفرنسي بتلك اللكنة شديدة الدقة، كان يتسرّب إلى أذنيها كالمخدر ففاجأها قائلاً:- إنتي ليه عاملة زيّ الصيني، ممكن تنكسري من أول لمسة؟!وما إن رفعت ليلى رأسها حتى اختفى هذا العملاق وتحوّل إلى عجينة لينه في يد المخرج: يطلب منه إعادة المشهد فيطيع، يأمره بأن يتحرك فيتحرك، بأن يغضب فيغضب، وعندما انتهى المشهد عاد إليها وعادت إليه ابتسامته: - انتي خايفة من إيه يا حلوة، ولا يهمك، أنا هقف جنبك بس بشرط.- إيه هو؟ - ما تقوليش لحد.وبالفعل وقف وهبي بجوارها، راح يشجعها ويوجهها ويهمس لها كيف تؤدي الدور، يعلّمها كيف تُبكي الناس وكيف تضحكهم. كانت ليلى تخطئ وهو كان ينبّهها إلى الخطأ، لكن صوته لم يتعدَّ أذنها إلى الأذن الأخرى أبداً.وعلى رغم ذلك لم تحب ليلى وهبي، مثل بقية النساء اللاتي وقعن في غرامه، بل كادت أن تقع في حب ممثل آخر من تلاميذه، اسمه فاخر فاخر، كان ممثلاً مدهشاً وعظيماً ومعروفاً، وشديد الوسامة والجاذبية، لكنها كانت تعلمت من درسها الأول مع عبد الوهاب، ألا تقع في الحب أبداً، وأن تهرب من الأستوديو كلما انتهت من عملها.عندما انتهت ليلى من تصوير «ليلة ممطرة» كانت تعلمت أمراً مهماً من يوسف وهبي أقنعها به، وهو أنه على الفنان أن يحترم نفسه حتى يحترمه الناس، فقررت أن تخلع الفستان الأسود للمرة الأولى منذ احترفت الغناء في حفلاتها وخرجت من الأستوديو تحمل نفساً أخرى، وقلباً آخر. ليلى...لم تمضِ أسابيع قليلة حتى عُرض «ليلة ممطرة» فاكتسح السوق، وإذا كان «يحيا الحب» نجح لآن بطله محمد عبد الوهاب، فها هي تقف ليلى اليوم أمام عملاق التمثيل في فيلم واحد، بل وتثبت وجودها أيضاً، ما يعني أنها ذو موهبة كبيرة، فسرت أغانيها في مصر لتدخل كل بيت وكل قلب. ثم جاءها مزراحي يعرض عليها أن تعمل في فيلمين آخرين، وأيضاً أمام يوسف وهبي، ولكنّ ليلى كانت استوعبت الدرس جيداً، درس والدها زكي مراد الذي كان يقودها إلى كل شيء، ودرس محمد عبد الوهاب، ليس الفنان ولكن المنتج البارع، وكانت المفاجأة في إجابة ليلى، فلم تعلن موافقتها ولم تفرح، بل قالت: - وهتدفع كام بقى يا أستاذ؟ابتسم مزراحي الذي دفع لها منذ شهور قليلة 1200 جنيه عن «ليلة ممطرة» وقال:- ألفين وخمسمائة جنيه للفيلمين.- إيه اللي بتقوله ده يا أستاذ. لا مينفعش طبعاً.- عازوه كام يا مدموزيل ليلى؟قالتها وهي واثقة أشدّ الثقة بأنه سيرفع الأجر، واختارت رقماً كانت على يقين أنه سيهز الرجل، لكنها كانت متأكدة أنه سيوافق عليه: - عاوزه تلات آلاف جنيه للفيلم الواحد!كاد مزراحي أن يقع مغشياً عليه، فلم يكن زكي مراد هو الذي يتفاوض، بل إنها ليلى. اندهش ولكنه أيقن أن الخبرة والأيام علمت «العصفور» كيف يصبح «نسراً»، فقد أصبحت ليلى، بلغة أهل السينما، بعد فيلمين فقط «فيديت» على شاشة السينما، أي فتاة الأحلام، مثل النجوم من الرجال عندما يصبح أحدهم «فتى الأحلام» أو الفتى الأول، فقد قررت أيضاً الاستفادة من شخصية عبد الوهاب، ومثلما هو «قيس» فتيات مصر، لا بد من أن تكون هي «ليلى» الشباب المصري والعربي، وقد نجحت في ذلك فعلاً.تحولت إلى «ليلى» الشباب في مصر وأصبح اسمها ماركة مسجلة، ذلك أن الفيلمين اللذين عرضهما عليها مزراحي، كانا يحملان اسمَي «ليلى بنت الريف»، و»ليلى بنت مدارس» ومع يوسف وهبي أيضاً.حاول مزراحي أن يخفّض الأجر، لكن ليلى أصرت على موقفها، لدرجة أن والدها نفسه استشعر بأن الفيلمين قد يضيعا منها بسبب إصرارها:- بلاش عناد يا ليلى. اتنازلي شوية في الأجر.- إنت اللي بتقول كده يا بابا.- أيوه ممكن الفيلمين يضيعوا كده.- متخافش أنا واثقة أنه هيوافق.- بس ده فعلا أجر مبالغ فيه.- وهيوافق عليه!صدق توقع ليلى وبالفعل رضخ الرجل ووقّع معها العقدين، وبدأ تصوير «ليلى بنت الريف» عام 1941، ولم يكن يسعد ليلى أن تظهر أيضاً في هذا الفيلم بدور بنت باشا، فقد بات هذا أمراً طبيعياً، بل إنها أصبحت أقرب ما تكون إلى ذلك في الواقع، غير أن أكثر ما لفت نظرها ذلك الفنان الشاب الذي ما إن يصل إلى الأستوديو حتى يملأ الدنيا مرحاً وضحكاً وضجيجاً إنه أنور وجدي، الذي كان يفعل كل شيء وأي شيء ومع أي أحد. لكن ما إن يحضر يوسف وهبي حتى تشعر أن أنور ليس له وجود.أول سيارةالفيلم التالي لليلى كان «ليلى بنت مدارس» أمام يوسف وهبي أيضاً، الذي كان أسعد المحيطين بها، فقد كان يرى تقدمها، ليس من فيلم لآخر، بل من مشهد لآخر، فقد أصبحت ممثلة مقتدرة كما هي مطربة.أصبحت ليلى من أشهر مطربات الشاشة المصرية آنذاك، يأتيها المال بلا حساب، فاشترت سيارة «شيفروليه» فارهة كانت تقودها بنفسها كما بنات الباشاوات والأميرات، وكان لا بد من أن ترفض عروض الحفلات والأفراح، أو تطلب أجوراً خيالية عن الليلة الواحدة. وإذا كان غناؤها منذ ما يزيد على العام في فرح شقيقة مكرم عبيد، حلماً تحقق، فمثل هذه الأفراح الآن أصبحت عبئاً عليها، بل إنها باتت تذكرها بالدرجة الثانية. انهالت على ليلى عقود الأسطوانات، وكانت أسطواناتها تطبع بالآلاف، وتدفق المال بين يديها، وأراحت عائلتها تماماً من الشقاء، ووجد الأب زكي مراد نفسه يراقب فتاته الصغيرة الضعيفة النحيفة، وقد تحوّلت إلى عملاق يعمل له الكثيرون «ألف حساب»، وكانت والدتها السيدة جميلة تفعل الأمر نفسه الذي كانت تفعله منذ سنوات، تنهض من الفجر لتجهز الطعام والشراب والملابس، وتظل تدور طوال يومها في البيت، حتى إذا حان الليل، ونام الجميع ظلت هي ساهرة حتى تأتي ليلى، لتطمئن عليها بعد أن تدخل الفراش وتنام.لم يمر وقت طويل حتى جاءها مزراحي بعقد جديد وقصة جديدة، قصة كان يعمل عليها منذ شاهد ليلى للمرة الأولى عندما دخلت عليه الأستوديو لتشارك في «ليلة ممطرة». جاء توجو هذه المرة وفي الخلفية ثلاثة أفلام له معها، حققت نجاحاً غير عادي، فإذا كان هو يعي ذلك جيداً، فحتماً تعيه ليلى أكثر منه، وهو ما سيُترجَم إلى زيادة متوقعة في أجرها، لذا ذهب إليها هذه المرة وهو مهيأ نفسياً بأن ثمة زيادة في الأجر، فهي اليوم اسم يسطع في عالم الغناء. واستعد لتلك الزيادة لكنه لم يكن يتوقعها.وبالفعل رفعت ليلى أجرها، وقفزت به قفزة هائلة:- أستاذ توجو قبل ما نتكلم في أي حاجة. أنا أجري النهارده 8 آلاف جنيه في الفيلم! لم يندهش مزراحي وتماسك، بل إن الدهشة والإعجاب علا وجه زكي مراد، ولم يتحدث هذه المرة، فقد أصبح واثقاً مما تفعله ليلى، وكيف أصبحت تدير الأمور. فنظر مزراحي في الأرض طويلاً، ثم رفع رأسه وقال لليلى:- موافق على 8 آلاف.- بس اسم الفيلم إيه وفين السيناريو؟ - ليه؟- سؤال غريب، لازم طبعا أقراه وأشوف مناسب ولا لأ. محتاج شيء يتغير، فيه أغاني ولا لأ؟!اندهش مزراحي من طلبها، فهذه المرة الأولى التي تطلب فيها قراءة السيناريو قبل الموافقة على الفيلم، وأدرك أنها لم تعد ليلى الفتاة التي وقفت أمام كاميرته في «ليلة ممطرة» ليلقنها مساعد المخرج الجملة التي ستقولها، بل أصبحت نجمة ساطعة، لها رأي، قد توافق أو ترفض، لا بد من أن تناقشه في السيناريو وأن يستمع إلى وجهة نظرها، بل يعدل ويبدل كلما طلبت ذلك! فوجد نفسه يقول لها:- الفيلم اسمه «ليلى» والسيناريو هيكون عندك بكره.في هذا الفيلم اقتبس مزراحي قصة غادة الكاميليا التي أحدثت دوياً هائلاً في العالم كله في تلك الأيام، واكتفى بأن يطلق على الفيلم اسم «ليلى» فحسب.