خذ وخل: اوه يا مال حمى المونديال (2)

نشر في 11-06-2010
آخر تحديث 11-06-2010 | 00:01
 سليمان الفهد * في العقود السابقة على حضور الفضائيات العربية المشفرة، كان المشاهدون العرب يحظون بمشاهدة مباريات كأس العالم وغيرها من المناسبات الرياضية الدولية مجانا، لأن اتحاد إذاعات الدول العربية كان يتولى عملية التفاوض والاتفاق مع «الفيفا» وغيرها من الهيئات الرياضية الدولية لبث فعاليات هذه المناسبات في فضاء العروبة، من دون أن يتكبد المشاهد العربي فلسا واحدا، من جراء تكفل الحكومات العربية مجتمعة بدفع حقوق البث وفق أنصبة رسوم اشتراكها في جامعة الدول العربية. والحق أني لا أعرف كيف ولم تخلى اتحاد إذاعات الدول العربية عن هذا التقليد القديم الذي ألفناه طوال النصف الثاني من القرن الماضي؟

* ومع أن الظن أحيانا ينطوي على إثم، إلا أنه في حالة تخلي الاتحاد الإذاعي العربي عن حقه المذكور آنفا في بث المناسبات الدولية الرياضية وغيرها، مريب وغريب وفيه «إن» العامرة بالشك والاتهام، ففي حين كانت الدول العربية المشرقية والمغاربية كافة تستقبل وتبث مباريات كأس العالم بثمن بخس لا يثقل كاهل ميزانية الدول الأعضاء ذات الموارد المحدودة نجد أن الفضائيات العربية المشفرة قد سلبت اتحاد إذاعات الدول العربية حقه، من دون أن يحرك أحد من وزراء الإعلام العرب ساكنا، وكأن هذه الفعلة المريبة لا تعنيه البتة.

ولعل خير من يدلي بدلوه في محيط احتكار الفضائيات العربية لحق بث المناسبات الدولية الرياضية هو: الأصدقاء الثلاثة الأساتذة: عبدالله شقرون الأمين العام السابق لاتحاد إذاعات الدول العربية، والخبير الدولي في حماية الحقوق الفكرية، والخبير الإعلامي المعروف الأستاذ حمدي قنديل، والأستاذ وليد اليحيى رئيس الفريق العربي المنوط به عملية التفاوض مع «الفيفا» وغيرها، فهل يفعلون؟ هذا ما نأمله منهم!

* لا سيما أن حق مشاهدة «المونديال» يخص عامة المواطنين في الأقطار العربية كافة، ولا أخالهم يقبلون بأن تستأثر بهذا الحق نخبة القادرين على شروى «الرسيفر والسمارت كارد» دون غيرهم من عباد الله المغرمين صبابة بهذه المدورة الساحرة!

إن الاحتكار- بتجلياته كافة- لا يجابه بالقرصنة، ومن هنا تكمن أهمية استعادة اتحاد إذاعات الدول العربية لدوره السابق الذي استحوذت عليه الفضائيات المشفرة بصيغة مريبة... كما أسلفت! وإلى حين يحدث ذلك، كما نأمل، فإن الجماهير العربية لا تملك في الاستجابة للاحتكار الحصري الظالم في عرفها، إلا الالتفاف عليها، بالقرصنة المتأسية بطريقة اللص الشريف، طيب الذكر الخواجه «روبن هود» رضي الله عنه وأرضاه!

back to top