تلامذة المسيري يدعون إلى مناظرة للرد على الاتهام بسرقتها السباعي: موسوعة اليهود والعنصرية تتضمّن أخطاءً فادحة

نشر في 10-07-2009 | 00:00
آخر تحديث 10-07-2009 | 00:00
No Image Caption
تصاعدت حدة الاتهامات المتبادلة بين تلامذة المفكر الموسوعي الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري ومنتقديه على خلفية ما نشرته «الجريدة» حول اتهامات ساقها المترجم بشير السباعي حول سرقة موسوعة المسيري الشهيرة عن اليهود واليهودية والصهيونية.

لوّح تلامذة المسيري، وفي مقدمهم محمد هشام بإمكان التقدّم بدعوى قضائية ضد السباعي لتشويهه سمعة المسيري باتهامه بالسرقة العلمية من دون سند أو دليل، فيما أكد المترجم السباعي أنه لم يقل كلمة «مسروقة»، بل أكد عدم قدرة شخص على إنجاز موسوعة بمفرده، و{كلنا نعلم أن المسيري أعد ورشة عمل تضم تلامذته ومحبيه، وأنه لم يكن يعلم اللغة العبرية، فكيف يؤلف هذه الموسوعة من دون الإشارة إلى الموسوعة الوحيدة الموجودة عن اليهود، الصادرة في إسرائيل على أجزاء بدءاً من الثلاثينات؟.

السباعي أوضح أن الموسوعة لم يؤلفها فرد واحد وإنما شاركت فيها مئات الباحثين، فهي المصدر الرئيس لأي كتاب عن تاريخ اليهود، واعتبر المشكلة عدم الإشارة إلى المصدر، وقال لـ{الجريدة» أن «المسيري هو المسؤول وحده عن الأخطاء العلمية الفادحة في موسوعته ولا يتحملها أحد من المشاركين معه لأن الموسوعة منسوبة إلى المسيري وحده رغم مشاركة باحثين معه في تحريرها}.

وأشار السباعي إلى أنه يتحدث عن الأخطاء العلمية في طبعة الموسوعة المختصرة، والصادرة عن «دار الشروق» في مجلدين، أما عن الطبعة الأخرى الصادرة في ثمانية أجزاء فقال: «إنها باهظة الثمن، ولا يتحمل كلفة شرائها ولا يستطيع تحمل عناء جمعها من على شبكة الإنترنت}.

أما عن الأخطاء العلمية الفادحة فذكر: «ثمة أخطاء في ترجمة المسيري «الهولوكوست» اليونانية الأصل نقلاً عن الكلمة العبرية شوعاه التي تُلفظ شواه والصحيح أنها عن الكلمة العبرية عولاه وتعني «الضحية إذ تحترق ويتصاعد دخانها ولا يبقى منها سوى الرماد»، إضافة إلى أن المسيري لم يذكر مصدر كل مدخل في الموسوعة وهو ما يتنافى مع التقاليد العلمية في تحرير الموسوعات، وقد أحاط ببعض الشخصيات المكتوب عنها في الموسوعة معلومات تشوّهها في نظر القارئ، ما يوصم الموسوعة بالعنصرية، ومن بينها مثلاً تقديمه لشخصية جاك دريدا على أنه تلميذ الفيلسوف الألماني نيتشه، وبين قوسين يقول إن «نيتشه مات بمرض سري» للإشارة إلى أنه مات بمرض جنسي وأن صديق جاك دريدا كان شاذاً جنسياً ومات منتحراً... بالتالي سيحكم القارئ على فكر دريدا بالسلبية، فهل هذا ما يعنيه المسيري بأسلمة الموسوعة؟».

وقال السباعي بهذا الصدد إن المسيري «امتداد للمدرسة السلفية من رشيد رضا إلى شكيب أرسلان وغيرهما، لكنه أعاد تكييف سلفية رشيد رضا مع متطلبات اللحظة الحاضرة».

واستنكر السباعي هجوم تلامذة المسيري عليه، لا سيما محمد هشام خبير الإسرائيليات الذي شارك مع المسيري في تحرير الموسوعة، وقال أتحداه إذا ناظرني على الهواء في إحدى القنوات الفضائية حول علمية الموسوعة، فما أوردته في نقدي للموسوعة قليل من كثير ورأيي في أخطاء الترجمة ليس شخصياً، بل هو رأي المفكر والكاتب اللبناني جيلبير الأشقر.

من جهته، تصدى محمد هشام تلميذ المسيري الذي شارك معه في تحرير موسوعته وخبير الإسرائيليات لرأي السباعي وقال لـ{الجريدة»: «أرحب بعقد مناظرة تلفزيونية مع السباعي، تقوم على الأساس العلمي والنقاش البناء، بعيداً عن الغوغائية وتبادل الشتائم»، مؤكداً تراجعه عن التقدّم بدعوى ضد السباعي فالأمر لا يستحق على حد تعبيره.

وعن اتهام المسيري بأسلمة فكر الموسوعة، أكد هشام أن «للمسيري مرجعيته الإسلامية المعروفة، وأنه قدم إطاريها الفكري والنظري عبر ما ارتضاه، وهو حر في ذلك. أما عن صياغة الموسوعة في إطار إسلامي، فيحق لي التساؤل هل كل من شارك في الموسوعة من مختلف التيارات الفكرية خلفيته إسلامية؟ كلا، المشاركون في الموسوعة من مختلف التيارات الفكرية في العالم العربي، وكل قدّم مداخلاته في إطار أفكاره وتكوينه الفكري».

وعن اتهام السباعي المسيري بالترجمة غير الدقيقة أشار هشام إلى «القول بتحجر المصطلح عند مرحلة معينة، من دون الأخذ في الاعتبار تطوره واكتسابه معان أكثر عمومية في فترات لاحقة... وأشار إلى مصطلح الهولوكست الذي يستشهد به السباعي موضحاً معانيه المتعددة: المعني الاصطلاحي الذي ذهب إليه السباعي والمعنى الذي اكتسبه في أيامنا هذه، ليضع القارئ أمام معنى المصطلح الكامل، فلا أعرف أصل المشكلة طالما أن الباحث أورد جميع التعريفات».

وأكد هشام: «أن موسوعة المسيري تتجاوز معنى الموسوعة التقليدي من جمع أصم للمادة العلمية من دون تحليل وتدخل من الكاتب، وتقدم المعلومة في إطار نظري وفكري، وهذا ما أثبته المسيري في العنوان الفرعي «نموذج تفسيري جديد».

واختتم هشام كلامه مؤكداً أن المسيري كان يعمل على تنقيح الموسوعة في طبعتها الثانية، لكن القدر لم يمهله ذلك وقال: «كان المسيري يعمل في إجراءات إعادة طباعة الموسوعة في طبعة ثانية منقحة ومزيدة، تستوعب النقد العلمي الذي وجه إليها، وتوسيع المداخل الغامضة وإعادة كتابة تلك التي تحتاج إلى صياغة جديدة، بناء على النقد العلمي الذي صدر على مدار 10 سنوات، لكن حالته الصحية حالت دون بذلك ولم يمهله القدر».

back to top