عبير نعمة: لا يشرّفني القول إنني فنانة
تستعدّ الموسيقية عبير نعمة لإطلاق ألبومها الغنائي الأول بعدما أطلقت ألبوم «عبير صلاتي» الذي يتضمن تراتيل دينية.عن مسيرتها ومشاريعها وتجربتها في مسرحيتي «جوهرة العالم» و{إيلا» للفنان الياس الرحباني، تحدّثت نعمة إلى «الجريدة».
أخبرينا عن دراستك الموسيقية.أحمل شهادة دراسات عليا في العلوم الموسيقية وديبلومًا في الموسيقى الشرقية، وأعزف على آلة «القانون». اكتسبت موهبة التلحين من ضمن دراستي الموسيقية.تفضّلين تسميتك موسيقية وليس فنانة، هل الواقع الغنائي الراهن يفرض عليك ذلك؟نعم، ثم أن كلمة فنانة كبيرة ولسوء الحظّ تُطلق على كل من يخوض مجال الفن بغض النظر ما إذا كان يتمتّع بالموهبة أم لا، وهذا الأمر لا يشرّفني... أنا «عبير» وموسيقية لأنني درست الموسيقى، وتتمحور حياتي حول الموسيقى. برأيي، الأداء هو الذي يفرض نفسه وليس الألقاب، ثم ما زلت في بداية الطريق.أخبرينا عن ألبومك الجديد.من إنتاج جان- ماري رياشي وتوزيعه، أتعاون فيه مع كبار الملحنين من أمثال ملحم بركات وشربل روحانا وجان- ماري رياشي وأسماء أخرى أعلن عنها في الوقت المناسب. هل من لون غنائي معيّن ستركّزين عليه؟ما زلنا في طور البحث عن الأغاني المناسبة واختيارها. المؤكد أن الألبوم سيكون باللهجة اللبنانية ومن النوع الموسيقي الراقي والجميل والمناسب لشخصيّتي.هل يضمّ الألبوم أغنية من ألحانك؟لا شيء يحول دون ذلك.في إي إطار تعرّف إليك الجمهور، كمرتّلة دينية أو كموسيقية؟الترتيل جزء أساس من حياتي لا أستطيع الاستغناء عنه، إلا أنني عُرفت كموسيقية عبر إحياء الحفلات مع أوركسترات سمفونية عالمية ومهرجانات موسيقية في لندن وبرلين وألمانيا وفي الدول العربية. شاركت في برنامج «سوبر ستار» عام 2004، إلى أي مدى ساهم في انطلاقتك؟إلى حدّ كبير لأنه وسّع دائرة انتشاري بين الناس، إلا أن ثمة عوامل أخرى ساهمت في تقديمي بالصورة اللائقة التي أظهر فيها أمام الجمهور، أبرزها تخرّجي في كلية العلوم الموسيقية في جامعة الروح القدس- الكسليك، وإحياء المهرجانات والحفلات الموسيقية عالميًا...لماذا لم تنالي لقب «سوبر ستار»؟أجهل السبب، علماً أنني وصلت إلى المرحلة النهائية وثمة مشتركون غيري يتمتعون بصوت جميل، مع ذلك لم يحالفهم الحظ في الفوز.من خلال تجربتك، هل تحبّذين مشاركة الشباب في برامج الهواة؟لا، لأنها قائمة على التصويت الذي لا أؤمن به.ماذا عن برنامج «ستوديو الفن»؟ثمة أصوات جميلة، وتضمّ لجنة التحكيم اختصاصيين مؤهّلين للحكم على الأصوات عندما يفسح في المجال أمامهم لذلك، مثل رونزا وجان- ماري رياشي وإيلي العليا.أتمنى أن يبقى المشتركون الذين يستحقون اللقب حتى النهاية.في عصر الصورة، هل تحتاج الفنانة إلى مقوّمات أخرى غير الصوت لتحقّق الشهرة؟من الطبيعي أن تحافظ الفنانة على اللباقة واللياقة والشكل المقبول ولكن ليس ضرورياً إجراء جراحات تجميلية لا تُحصى ليقبلها الجمهور، في هذه الحال سيطغى الشكل الخارجي على الصوت. كيف تستطيع الفنانة المحترمة إثبات وجودها في عصر العري والإغراء؟بصعوبة. إنما من حسن الحظ، لدينا في العالم العربي فنانات محترمات على غرار ماجدة الرومي وجوليا بطرس وباسكال صقر وأصالة نصري وشيرين... اللواتي حافظن على خطّ موسيقي راقٍ وعلى صورة محترمة للمرأة وللفنانة التي تملك مقومات موسيقية ونجومية كافية لتنطلق وتستمرّ.لكن تُظلم الفنانة المحترمة وسط هذا الواقع الفني المتردّي. بالتأكيد، لأن شركات إنتاج معينة تهيمن على عالم الفن والموسيقى، مع ذلك أؤمن بأن الفن الهابط لن يأخذ مكان الفن الراقي وسيميّز الجمهور بينهما، ليس صحيحًا ما يشاع من أن هذا الأخير يفضّل الفن الهابط وإنما شركات الإنتاج هي التي تريده.هل من شروط معيّنة تفرضها شركات الإنتاج على الفنان؟لست متعاقدة مع أي منها لذلك لا أستطيع الجزم في هذا الأمر. لكن ثمة شركات إنتاج متعاقدة مع فنانين يتمتعون بمستوى راقٍ على غرار صابر الرباعي وكاظم الساهر وحسين الجسمي ومروان خوري وراشد الماجد ونبيل شعيل... بغض النظر عن مدى رضى هؤلاء الفنانين، إلا أن الفنان عموماً لا يستطيع العمل من دون شركة إنتاج.كيف تقيّمين تجربتك مع المسرح الغنائي في مسرحية «إيلا»؟عشت فيه اختباراً رائعاً لأنه يجمع التمثيل والموسيقى في إطار عمل جماعي مع ممثلين يتمتعون بمستوى عالٍ من الرقيّ، واكتسبت خبرة كبيرة مع الفنان الياس الرحباني، وصرت مستعدة للوقوف على المسرح للغناء والتمثيل في آن.وشعورك على المسرح؟لا يوصف، الموسيقى حياتي والهواء الذي أتنفّسه وليست هواية أو عملاً.يتردّد أن مسرحية «إيلا» ستُعرض في العالم العربي، ما صحّة ذلك؟ثمة مشروع في هذا الإطار، إلا أن وقتي الضيّق يعيق ذلك، خصوصًا أنني أستعد لجولة في أميركا وبرلين وقصر الموسيقى في اليونان مع «الهرمونيك أوركسترا». هل من دور معيّن تطمحين إلى أدائه؟يهمني أي دور راق أستطيع أن أكون فيه موسيقية وأؤديه بشكل جيد.أين أنت من موهبة التمثيل؟أنا موسيقية أولاً ولست ممثلة. إذا عُرض عليك دور في مسلسل درامي، هل تقبلين به؟لمَ لا إذا كان بالمستوى الذي يناسب المعايير التي وضعتها في مسيرتي الفنية، أي الرقي والاحترام للأخلاق وللروح العائلية... هل من مشروع مسرحي جديد؟أحرص على التركيز على الموسيقى أولاً، إنما ثمة مشروع مسرحية ضخمة من بطولتي سأعلن عنه في حينه.مع الفنان الياس الرحباني؟كلا، مع أنني على استعداد دائم للعمل معه لأنني أحترمه وأجلّه. كيف تستطعين اختراق جيل الشباب من خلال الموسيقى الكلاسيكية؟هم ليسوا بعيدين عنها. نستطيع تقديم أغنية قريبة منهم تتمتع بكلام وتوزيع راقيين. اشتقنا إلى مثل هذا النوع الموسيقي، علمًا أن ثمة أغنيات كلاسيكية «ضاربة» في الوقت الراهن.هل من آذان صاغية الى الموسيقى الأوبرالية؟طبعًا، إذا قُدمت بالطريقة المناسبة وضمن قالب جيد. ليس صحيحًا أن الجمهور لا يحبّ هذا النوع إنما علينا أن ندرك كيفية إيصاله إليه، خصوصًا أنه ملّ مما هو سائد. كيف ستحصّنين نفسك في وجه إغراءات الأضواء والشهرة؟تربيت في عائلة موسيقية وهي ملتزمة دينيًا وأخلاقيًا وإنسانيًا، فتسلّحت بقيم ومبادئ تمنعني من التنازل عن أمور أساسية في الحياة لأي سبب من الأسباب. بالتالي إذا كان الفنان محاطًا بأشخاص محترمين ومحافظًا على إيمانه وأخلاقه عندها لن يهزه أي شيء.أخيراً، ما هي أمنيتك؟أن يفخر بي أهلي ووطني الذي أحمله في قلبي أينما أذهب وأغني له وأصلّي من أجله.