خذ وخل: الفاجومي والقذافي والمونديال!

نشر في 23-06-2010
آخر تحديث 23-06-2010 | 00:01
 سليمان الفهد لاحظت أن بعض المثقفين «الكوايتة» لم ترق لهم مقالاتي الخاصة بحمى المونديال، لكونهم لا يحبون كرة القدم ولا تعنيهم الحمى في شيء. ولو أن «المثقف» من هذه الفصيلة اكتفى برفضه لهان الأمر، لكن بعضهم يحب أن «يبهور» موقفه ببهارات العقيدة والإيديولوجيا وما إلى ذلك. * قد لا يعرف مريدو الشاعر «أحمد فؤاد نجم» أنه بدأ مسيرته الشعرية بإبداع الأشعار الكروية التي تتغنى بمناقب ناديي الأهلي والزمالك!

وعلى الرغم من الانقلاب الذي حدث في مسيرته الإبداعية، إثر لقائه بالملحن المغني الضرير مولانا الشيخ «إمام عيسى»، فإن عشقه لكرة القدم ما برح يسكنه ويتربع في وجدانه طوال عمره المديد!

من هنا فإن مشاهدة مباراة كروية بمعية «أبو النجوم» تنطوي على متعة وجدانية مترعة بالتعليقات اللاذعة الساخرة، ومدججة بالمعلومات «الأرشيفية» المفيدة عن قدامى نجوم اللعبة في العالم كله، فضلا عن تحليله المدهش لأي مباراة، والذي يضاهي إن لم أقل يبز تحليل أي معلق كروي شهير!

وقد اعتاد بعض الكتّاب الذين كتبوا عن سيرته النضالية إغفال شغفه بالكرة والصبايا الغزلان لظنهم الآثم بأن هذا الولع يشينه!

* لكن «أبو النجوم» نفسه لا يعبأ بهذا «الظن البتة» وفي هذا السياق فإنه إذا قابل مثقفاً لا يشاركه عشقه للمدورة الساحرة، فإنه ينصحه بمراجعة طبيب نفسي في التو والحين، لاعتقاده الجازم بأنه ليس من السواء الإنساني في شيء ألا يكون المرء كرويا حتى النخاع!

ومن هنا أتمنى على القيمين في «الجزيرة الرياضية» استضافة «أبو النجوم» في استديو «المونديال» ليتولى وليلعلع بمداخلة كروية عن بعض المباريات القادمة!

ولعله ليس بدعا أن يتولى سياسي أو فنان مهمة تحليل مباراة والتعقيب عليها، مثلما أوكلت إحدى كبريات الصحف الأميركية، لـ»هنري كسنجر» تدبيج مقالة تحليلية كروية حين استضافت أميركا كأس العالم.

وقد لاحظت أن بعض المثقفين «الكوايتة» لم ترق لهم مقالاتي الخاصة بحمى المونديال، لكونهم لا يحبون كرة القدم ولا تعنيهم الحمى في شيء. ولو أن «المثقف» من هذه الفصيلة اكتفى برفضه لهان الأمر، لكن بعضهم يحب أن «يبهور» موقفه ببهارات العقيدة والإيديولوجيا وما إلى ذلك، كما فعل «الأخ القائد» الرئيس معمر القذافي الذي يمقت المدورة الشعبية الديمقراطية الجماهيرية المجسدة في كأس العالم، بدعوى أن استضافة «المونديال» حصر على الدول الغنية، وليست حقا مشاعا للسائل والمحروم! وهو كما ترون كلام «حنجوري» ألفنا لعلعته من أخينا العقيد في كل مناسبة وبدونها!

* ولا تحاول هنا أن تسأله: كيف- بالله عليك- يكون في مقدور دولة تنام على بساط الفقر استضافة كأس العالم دون أن يكون داخلها البنية التحتية اللازمة لهذا الحدث الرياضي العالمي؟!

أقول قولي هذا راجيا أن يكون خفيفا على صدور العديد من شعراء النبط، الذين يعشقون «كرم» العقيد أكثر من الشعر نفسه! ومغرمون جدا «بالأخضر» وأعني- بالضرورة- الدينار لا الكتاب!

back to top