السقاف: الاتكال والدلال تحديات تواجه مؤسسات رعاية الشباب

التعليم الحكومي كارثي... وننظر إلى البدون على أنهم كويتيون

نشر في 10-07-2009
آخر تحديث 10-07-2009 | 00:00
فارعة السقاف
فارعة السقاف
شددت نائب الرئيس العضو المنتدب لمركز لوذان لإنجازات الشباب «لوياك» على أهمية التخطيط العلمي لإدارة ملف الشباب في الكويت، وخاصة الفئة التي تتراوح أعمارها بين 13 إلى 27 عاما.

وقالت فارعة السقاف، إن برنامج «لوياك» يخاطب وجدان وإحساس الشباب من خلال برامج تدريب استطاعت أن تصل إلى ذلك، وترى في عدم الاهتمام بهذه الفئة فرصة للدخول في مجالات التطرف والانحراف الفكري من قبل جهات معروفة تتلقفهم وتحاول برمجتهم على سلوك ونمط حياة قائم على كراهية الآخر وعدم التسامح مع الغير. وثمّنت السقاف الجهود الحكومية التي ترعاها بعض الوزارات في إشغال الشباب، خصوصا في فترة الصيف إلا أنها وصفت ما يقدم إليهم بأنه «تقليدي ودون الطموح» ولا يلبي التغيرات الاجتماعية التي يمر بها الشباب جراء أجواء العولمة، بينما أكدت أهمية ما تقوم به بعض الجهات الخاصة الأخرى من مسائل تدريب وتأهيل الشباب ليكونوا شركاء محتملين في المجتمع، ومثال ذلك مشروعا «إنجاز» و«جسور»، وطالبت بأن يكون لجهاز إعادة هيكلة القوى العادلة الرسمي دور أكبر في حماية وتأهيل الشباب طوال العام.

وحمَّلت السقاف مسؤولية تنامي الشعور بالسلبية واللامبالاة للنظام التعليمي في الكويت وتأثيره على الشباب من الناحية التعليمية والسلوكية، فالمناهج -في رأيها- لم تعد تحاكي متطلبات سنهم وعقولهم وأجسادهم وإنسانيتهم، ووصفت الشعور بالسلبية لدى قطاع واسع من الشباب بأنه ذو كلفة اجتماعية هائلة على المجتمع.

ولفتت السقاف في حديثها إلى عامل آخر مضاف إلى تدهور التعليم، وهو البيئة الاجتماعية التي يتعامل معها الشباب، والتي تأسست على الاتكالية في معظم الأشياء، ووصفت تراث المجتمع بأنه يساعد على ذلك.

وشددت السقاف على أهمية دراسة التغييرات السلوكية التي تطرأ على سلوك الشباب في فترة المراهقة وما بعدها، وعلقت أهمية على ضرورة بناء قاعدة معلومات مركزية حول هذه الفئة لتشمل الأعمار والميول والهوايات ومناطق السكن وغيرها من التفاصيل حتى يمكن لأي جهة تهتم بالشباب أن ترسم وتخطط على أساس علمي لتنمية مواهبهم ضمن الفكرة العامة وهي التواصل والمشاركة في قضايا المجتمع.

وترى السقاف أن جهات رعاية الشباب تخشى من ردود الفعل غير المتوقعة من الشباب تجاه البرامج المقدمة، وذلك بسبب الشخصية المضطربة التي تتسم بها هذه المرحلة العمرية، وتضع هذه المخاوف برامج تلك الجهات تحت الميزان والاختيار، فنجاحها يعني أنها برامج مواكبة لظروف ونفسيات الشباب وليس فقط كونها برامج تدريبية.

ومن جانب آخر، شددت على أهمية الاستثمار المالي لرعاية برامج الشباب، ودللت على ذلك بالبرامج الواسعة التي استطاعت «لوياك» أن تنتجها ومنها نادي الكتاب، ومراكز التطوع، واللجان المتخصصة في بعض هموم المجتمع، وبرنامج العادات السبع، والتدريب العالمي وغيرها من الأنشطة، فكل هذا الجهد بحاجة إلى تمويل مستمر ومركز «لوياك» استطاع بجهود القائمين عليه أن يؤمّن جزءا مهما من المتطلبات المالية لهذه البرامج.

وتضيف السقاف أن البرنامج لا يميز في القبول بين كويتي وغير كويتي وغير محدد الجنسية، وتقول إن «البدون» يعدون في نظرنا كويتيين ولا تمييز ضدهم، والبرنامج يؤمن بمبدأ العمل المختلط بين الشباب، لأنه يوفر الجو الصحي والاجتماعي الطبيعي، لتعامل الجنسين مع بعضهم البعض في ظل ضوابط صارمة من إدارة البرنامج تجاه أي ممارسة يمكن أن يُقدِم عليها اي شاب تجاه زملائه، ويعمل البرنامج أيضا على متابعة متطوعيه ومتدربيه من خلال التأكد من انخراطهم بالبرامج المكلفين بها وبشكل مستمر، وبالتالي فإن الإحساس بالمسؤولية يعد شيئا أساسيا للمنتمين إلى برامجنا.

back to top