افتتاحية: هل وضعنا أفضل؟

نشر في 02-08-2010 | 00:06
آخر تحديث 02-08-2010 | 00:06
أبعد من تذكر الغزو الغاشم واستمطار الرحمة على الشهداء واستخلاص العبر من المرحلة السوداء التي فاجأت الكويت في مثل هذا اليوم قبل عقدين، نقف اليوم لنسأل أنفسنا ونسأل دولتنا: ماذا استفدنا مما حلَّ بنا؟ وماذا هيأنا لما تخبئه الأيام؟ وهل كنا على مدى عشرين عاماً على قدر ما قدمه أهلنا ومواطنونا من تضحيات؟

لسنا الشعب الوحيد الذي مر بمحن خطيرة، ولسنا الدولة الوحيدة في تاريخ الدول التي محيت عن الخريطة بفعل العدوان ثم عادت، لكننا نخشى أن نكون متفردين في نقص الاستفادة من التجربة، وفي الإصرار على سلوك ما قبل الصدمة التاريخية وعدم الارتفاع إلى مستوى تحديات المستقبل.

ما نقوله لا يحتاج إلى كثير من البراهين، وقد لا يتطلب أي جهد على الإطلاق، فالأحوال تتحدث عن نفسها. ونحمد الله أنه منَّ علينا بالخيرات والقدرات المالية التي ساعدتنا على التخلص من الاحتلال وغطت في ما بعد شوائبنا وعدم انطلاقنا نحو الإصلاح. فها نحن مستمرون في الجدل حول المواضيع الأساسية التي كانت مطروحة قبل 2 أغسطس 1990، وها نحن نراوح مكاننا في كثير من شؤوننا الأساسية التي تتطلب قرارات جريئة ومبادرات.

 الأمثلة أكثر من أن تحصى. فلم نصلح التعليم بشكل جذري في وقت حقق غيرنا في الخليج قفزات نوعية دفعتنا إلى مراتب متأخرة في المنطقة، ولا بذلنا الجهد لحل مشكلة التركيبة السكانية التي لا تقتصر انعكاسات استمرارها علينا وعلى واقعنا بل تشمل أبناءنا والأجيال القادمة،

ولا حاربنا الفساد، ولا تقدمنا في شأن تطبيق القانون، إذ لانزال بعيدين عن وصف أنفسنا بـ"دولة القانون" التي هي ميزة الدول المتحضرة وشرط التقدم والاستقرار والازدهار... والشكوى موصولة بالوضع الاقتصادي الذي يتخبط بين جمود مُحبط وخطة تنمية لا يعرف مصيرها إلا الراسخون في العلم، في حين حققت بعض دول المنطقة قفزات غير مسبوقة بموارد مالية أقل من مواردنا.

لا نرسم صورة سوداوية للوضع الذي نعيش فيه ولا نغفل الإيجابيات، لكن إذا اعتبرنا "خطة التنمية" انطلاقة فلا بدَّ لنا من التشديد على الشفافية الضرورية ومن السؤال عن الخطة الاجتماعية والثقافية المواكبة، إذ إن تحقيق النمو والازدهار المالي والاقتصادي سيكون حرثاً في الماء إن لم ترافقه نهضة اجتماعية وثقافية وعلمية تنعكس على كل مناحي الحياة وتضمن التقدم في اتجاه المساهمة في التقدم العالمي وعدم العودة إلى وراء.

    ما ذكرناه غيض من فيض، وتداعيات الأسئلة لا تتوقف، لأننا حين نتذكر الغزو تنفتح جروح لا تقبل الشفاء، إلا إذا كان المستقبل على قدر الآلام التي عاشها بلدنا وأبناؤه والشهادة التي قدمها الشهداء من أجل غد أفضل. فهل نحن في غد أفضل؟

back to top