العطية: 99.6% من الفيروسات المُسبِّبة للإنفلونزا العادية تتمتع بمقاومة ضد الـ تاميفلو

نشر في 11-10-2009 | 00:00
آخر تحديث 11-10-2009 | 00:00
قال رئيس قسم الصيدلة في مستشفي الأمراض السارية إن الإفراط في استخدام عقار «تاميفلو» كوقاية، سيؤدي إلى مقاومة المرض للعقار، والتقليل من فاعليته عند الاحتياج إليه في علاج حالات إنفلونزا الخنازير.

أكد رئيس قسم الصيدلة في مستشفى الأمراض السارية مساعد العطية أن سوء استخدام عقار «التاميفلو» يضعف فرص الاستفادة منه في حال الاصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير، مضيفا أن الإفراط في استخدامه كوقاية سيؤدي إلى مقاومة المرض لعقار «التاميفلو» والتقليل من فاعليته عند الاحتياج اليه فى علاج حالات انفلونزا الخنازير، مما يؤدي الى حدوث مشكلة، لأنه العقار الوحيد الموجود حاليا لعلاج هذه الحالات، والتي تعرف بمضادات الفيروسات.

وقال العطية في تصريح صحافي إن هذه المجموعة الدوائية تختلف اختلافاً تاماً عن المجموعة الأخرى الأكثر شهرة، أو مجموعة المضادات الحيوية، حيث يقتصر تأثير مضادات الفيروسات على الفيروسات فقط، على عكس المضادات الحيوية التي تؤثر على البكتيريا. وهو ما يدحض الاعتقاد الخاطئ والمنتشر إلى حد كبير، بأنه يمكن علاج نزلات البرد العادية، أو الإنفلونزا، أو حتى بعض أنواع التهابات اللوزتين، باستخدام المضادات الحيوية. وأوضح أن هذه الأمراض هي أمراض فيروسية، مما يجعل المضادات الحيوية عديمة الجدوى في علاجها. وتأتي ممارسة صرف مضادات حيوية للمصابين بتلك الأمراض، كإجراء احترازي بسبب المخاوف من أن تضاف عدوى بكتيرية فوق العدوى الفيروسية، بسبب ضعف حالة الجسم حينها، وانشغال جهاز المناعة بمكافحة العدوى الفيروسية الأولية.

المضادات الفيروسية والحيوية 

وأوضح العطية ان الفارق الآخر بين مضادات الفيروسات، والمضادات الحيوية، يتمثل في أن مضادات الفيروسات لا تقتل الفيروسات، بل تعوق نموها وتكاثرها ليس إلا، على عكس المضادات الحيوية التي تقتل البكتيريا وتخلص الجسم تماماً منها. كما يختلف مضاد الفيروس أيضاً في أنه غالباً ما يكون محدداً ضد نوع واحد من الفيروسات فقط لا غير، على عكس المضادات الحيوية التي يمكن للنوع الواحد منها التخلص من عدة أنواع من البكتيريا، مشيرا إلى أنه توجد صفة مشتركة بين مضادات الفيروسات والمضادات الحيوية، وهي قدرة كل منهما على توليد مناعة ضد العقار المستخدم.

وأضاف العطية أن 99.6 في المئة من أنواع فيروس (H1N1) المسببة للإنفلونزا العادية تتمتع بمقاومة ضد التاميفلو. وهو ما يثير مخاوف من أنه إذا ما كانت جميع أنواع (H1N1) المسببة للإنفلونزا العادية -تقريباً- قادرة على مقاومة التاميفلو، فمن الممكن أن تنجح الأنواع الحديثة من الفيروس -والمسؤولة عن إنفلونزا الخنازير- هي الأخرى في توليد مناعة ضد العقار، مما يفقده فعاليته، مضيفاً أن الإفراط وسوء استخدام عقار «التاميفلو»، يعتبران العاملين الرئيسيين والأساسيين وراء توليد مناعة ضد مضادات الفيروسات أو المضادات الحيوية، لذا فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية الاسبوع الماضي إرشادات «التاميفلو» في معركتنا الجارية ضد فيروس إنفلونزا الخنازير. وكان أهم تلك التوصيات، هو ضرورة قصر استخدام العقار على الحالات الأكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة، مثل الأطفال الأقل من خمس سنوات، أو مَن هم فوق سن الخامسة والستين، والحوامل، والمصابين بأمراض مزمنة مثل السكري والأزمة الشعبية، والمصابين بالإيدز وغيره من اضطرابات نقص المناعة. وهو ما يعني أنه لا حاجة إلى علاج كل حالة تصاب بإنفلونزا الخنازير باستخدام مضادات الفيروسات، إلا إذا كانت هذه الحالة ضمن مجموعات الخطر السابقة الذكر، أو إذا ما تدهور الوضع الصحي للمصاب بشكل حاد.

back to top