المحاضران ناقشا خلفيّة السينما التاريخيّة وتقنيات الإخراج... غياب الثقافة السينمائيّة في ملتقى الثلاثاء

نشر في 05-02-2010 | 00:00
آخر تحديث 05-02-2010 | 00:00
ضمن فاعليات «ملتقى الثلاثاء» أكد كل من الخبير السينمائي عامر التميمي والمخرج طارق الزامل، في ندوة بعنوان «في واقع السينما في الكويت» أدارها الناقد عماد النويري، ضرورة ترسيخ السينما كثقافة وطنية تساهم في تغيير المفاهيم لدى الجهات الرقابية والجمهور، معتبرين أن ثمة معوقات دينية ومجتمعية وفنية تضيّق الخناق على السينمائيين في الكويت وتجهض محاولاتهم الرامية إلى ديمومة العمل السينمائي.

في إشارة إلى خلفية السينما التاريخية، أكد التميمي أن الإنتاج السينمائي المحلي تعود بدايته إلى منتصف ثلاثينات القرن الماضي، مشيراً إلى تجربة المخرج محمد قبازرد التي مهّدت الطريق أمام هذا الفن، وإلى تجارب أخرى أنتجتها شركة «نفط الكويت» تُعنى بتقديم أفلام توعوية تقدم نصائح طبية وصحية تهم المواطنين، إضافة إلى تركيزها على أنشطة تعليمية.

كذلك تحدث التميمي عن البنى السينمائية في الكويت، مشيراً إلى سينما «دار الشرقية» التي أنشئت في عام 1954 واضطلعت بتقديم أفلام أنتجتها جهات ومؤسسات لا أفراد، مبيناً أن ثمة تجارب سينمائية أنتجت في ما بعد من بينها فيلما «العاصفة» و{بس يا بحر»، ويروي الأخير قصة اجتماعية تنبع من الواقع الكويتي إبان فترة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ.

إلى ذلك، حدد التميمي المعوقات التي تقوّض الإنتاج السينمائي قائلاً: «تثقل كاهل هذا القطاع مشاكل كثيرة، أبرزها غياب الدعم ما يساهم في عدم الاستمرارية، ويفرض أموراً كثيرة من بينها عزوف القطاع الخاص عن خوض تجربة الاستثمار في السينما لضعف مردودها المادي، وعدم القدرة على جذب المشاهد العربي لمتابعة الفيلم الكويتي، لا سيما في ظل وجود مشاكل تتعلق بعدم فهم اللهجة المحلية والمواضيع المطروحة».

استطرد التميمي في الحديث عن هذه المعوقات، مشيراً إلى غياب بنية ثقافية في الكويت تدعم الإنتاج السينمائي الكويتي، وأضاف: «ثمة معوقات قيميّة متعلقة بالمعتقد الديني، خصوصاً نظرة بعض التيارات الدينية المتشددة التي ترفض تناول قضايا مجتمعنا سينمائياً».

تمنّى التميمي أن تتبنى الدولة المؤسسة السينمائية في الكويت، مشيراً إلى دور الأخيرة في توعية أفراد المجتمع ومتأسفاً لعدم إعطائها الأولوية، لا سيما بعد إلغاء إدارة السينما من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب: «أين ذهبت الإدارة؟ أعدمت ولا أثر لها الآن».

كذلك أبدى التميمي أسفه لعدم اهتمام المسؤولين في وزارة الإعلام بإنتاج فيلم مستوحى من رواية «زمن العزلة» للأديب فهد إسماعيل ويتمحور حول الاحتلال العراقي للكويت. وأشار إلى نموذج استثمار الدولة في السينما، وإلى التجربة الفرنسية في إنتاج أفلام مشتركة مع دول المغرب العربي.

في سياق متصل، أكّد التميمي ضرورة تمكين العاملين في الحقل السينمائي من تقديم صناعة سينمائية عبر ترسيخ هذا الفن كثقافة وطنية، رغبة في إنعاش الحركة السينمائية الكويتية الشابة وتشجيع طاقاتها من الشباب وإيجاد وسائل الدعم اللازمة لها، إضافة إلى تحقيق نوع من الحيوية عبر الاحتكاكات التي توفرها المشاركات الدولية.

من جانبه، تحدث المخرج طارق الزامل عن نواح تقنية متطورة ساهمت في تذليل بعض العقبات السينمائية المتعلقة بالتصوير وتنفيذ العمل، مشيراً إلى غياب الفكرة أو الموضوع الجذاّب الذي يستقطب الجمهور، فثمة مشاكل كثيرة يعانيها العاملون في السينما أبرزها غياب الكاتب السينمائي المحترف، موضحاً أن بعض السيناريوهات يحمل مواصفات تلفزيونية.

وأضاف: «اعتاد الجمهور في منطقتنا الذهاب إلى المسرح لمشاهدة النجم وجهاً لوجه. صراحة المشاهد يغريه المسرح أكثر من السينما».

كذلك تحدث الزامل عن محاذير رقابية صارمة أجبرته على القيام بدور الرقيب مشذباً مشاهد من عمله الجديد، قائلاً: {نبحث عن حرية تمكننا من طرح مشاكلنا بطريقة مهذبه، لأن السينما خيال وليست واقعاً».

آراء مختصرة

عامر التميمي

- الرقابة ليست موضوعية إنما معايير مزاجية، والرقيب الكويتي أكثر تشدداً في الرقابة على المنتج السينمائي المحلي.

- في القطاع الخاص المردود المادي مهم جداً، لذا لا يوجد مستثمر كويتي في السينما.

- يجب تفعيل التعاون مع التجارب العربية العريقة لإثراء التجربة السينمائية.

- السينما أفضل وسيلة لتوثيق تاريخ الشعوب، لا سيما في ظل عزوف الناس عن القراءة.

- تنظيم مهرجان سينمائي للأفلام العربية في الكويت يساهم في تشجيع الشباب على الاستمرار في العمل والإنتاج السينمائي المتميز.

طارق الزامل

- سأخوض تجربة السينما التجارية لأنني قدمت تجارب متنوعة خاصة بالمهرجانات.

- ما تقدمه السينما المحلية مجرد محاولات.

- ما زالت السينما الخليجية في البدايات، فهي تركز على الأعمال التراثية.

- الخيال في العمل السينمائي ضروري والرؤية الإخراجية تختلف عن الواقع الذي نعيشه.

- أخشى من عدم إجازة عرض عملي السينمائي، لذا حذفت بعض المشاهد لئلا أخسر أموالي وجهدي.

back to top