كلام مباح في استجواب الاعلام


نشر في 26-03-2010
آخر تحديث 26-03-2010 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي الحراك السياسي في الكويت هو أحد مقومات جمالها، وبمعنى آخر الاستجواب هو الخلطة السحرية للحياة الديمقراطية، وعلى الرغم من التذمر وكثرة ما قدم إلى الآن من استجوابات لحكومات الشيخ ناصر المحمد إلا أنها الأكسجين والدم النابض لنجاح الدستور الكويتي.

تابعت كغيري المشهد الإعلامي وما تبعه من توتر اجتاح الشارع الكويتي وطال مجموعة من مكونات الشعب، وأوجب ذلك التحرك من «أبو السلطات» سمو الأمير- حفظه الله ورعاه- أخمد فيه فتنة وقانا الله شرها ليعود بعدها الجميع إلى رشده وأصله الطيب.

السيد استجواب لا يمكن إخفاؤه وتجاهله كونه يحمل في طياته سؤالاً مغلظاً يحتاج إلى تفسير يلزم الوزير المختص الإجابة عنه بكل شفافية دون رياء أو تضليل لكسب ثقة النواب بموضوعية، وحتى لا تدخل تفاسير الأثمان والتشكيك في ذمم النواب ويطولهم الهمز واللمز.

وبما أن تسليم مقالتي تم قبل 48 ساعة من موعد النشر وموعد جلسة طرح الثقة، وبذا لن أتمكن من التعليق على النتيجة النهائية، ولمن ستكون الغلبة في الجلسة، لكن بما أن الحكومة «داخلة» بثقة حسب تصريحات البصيري والروضان، ولأني أميل إلى رأي الحكومة في حسبتها، وبذلك سيسدل الستار على استجواب العبدالله هذه المرة.

عتب النائب الفاضل سعدون حماد، أو كما يطلق عليه محبوه «الحوت»، على آلية تقديم الاستجواب تحتاج إلى تحليل، لأنها تكررت من أكثر من نائب، حيث أشار فيها منتقدا المستجوب بعدم عرض المادة عليه والتنسيق معه ومع غيره من النواب لأخذ الموافقة، وكأن الموضوع فزعة للمستجوب وليس لمادة الاستجواب.

تصريح النائب الدكتور علي العمير جاء متناغما مع مبادئه في المداخلة الأولى بمقابلة «الوطن» منسجما مع قناعة تعود إلى جلسة القسم حينما لم يبد النواب أي تحفظ على توزير أحمد العبدالله لتسقط بذلك حجة أثمان النواب، إلا أن المداخلة الثانية قد تكون صحيحة معللا عدم ربط الفساد بوجود الوزير في مكتبه، ودليله على أن الفاسد يمكن أن يداوم على مدار الساعة إلا في جانبها الإداري اجتهد فأخطأ، فهي بالتأكيد غير مبررة ولا مقبولة.

اللافت للنظر في هذا الاستجواب ثقة العبدالله بنفسه ووقوفه متماسكا مغيرا الصورة التي ظهر فيها في استجواب الشحومي، وكأنه يريد إرسال رسالة للنواب مفادها زمن التراجع ولى ومن غير رجعة، والديمقراطية هدفه كما هي هدف النواب.

الأكيد أن لعنة وزارة الإعلام لن يبطل مفعولها كائنة ما كانت، فهي من أطاحت بالشيخ سعود وأبو الحسن والسنعوسي، وكأنها تقول هل من مزيد؟ فبالله عليكم اسألوا أهل الاختصاص هل حان وقت تفكيكها من غير رجعة لتريح من أتعبته؟!

ودمتم سالمين. 

back to top