انتخبوا مرشحكم... رغما عنكم

نشر في 06-06-2009
آخر تحديث 06-06-2009 | 00:00
 فالح ماجد المطيري قرأت حكاية طريفة تقول: إن متسولا في إحدى الدول الأوروبية اعتاد أن يجلس على ناصية شارع، واضعا قبعته أمامه ومعلقا خلفه لوحة كتب عليها "أنا أعمى أرجوكم ساعدوني" وهو أسلوب حضاري للتسول في الدول الأوروبية، يختلف عن أسلوب متسولينا المحترمين الذين إما أن "يلبدوا" لك عند زاوية جهاز السحب الآلي، مستغلين حالة الغنى المؤقت التي تعيشها، وإما أن ينتظروك عند باب المسجد بعد صلاة الجمعة مستغلين حالة الورع التي نعيشها في هذه اللحظات، وهي حالة لا تختلف في طول مدتها عن حالة الغنى عند مغادرتنا لجهاز السحب الآلي، التي يلح فيها المتسول بذكاء فطري بكل ما يملك من خبرة ليحصل على ما يريد.

وبالعودة إلى صاحبنا المتسول الأوروبي فقد صدف أن زاويته التي اعتاد الجلوس عندها، تقع مقابل مكتب شخص مختص في الدعاية والإعلان، والذي كان يمضي ساعات طويلة يراقب بها حالة المتسول، وقد لاحظ أن القليلين جدا من الناس يتأثرون في ما كُتِب وراءه، ويضعون شيئا من المال في قبعته التي تظل شبه فارغة في نهاية يوم العمل.

وذات يوم نزل السيد من مكتبه وتوجه إلى المتسول عارضا أن يضع لوحة بديلة وبعبارات أخرى من تأليفه غير اللوحة التي يعلقها وراءه، واعداً إياة بنتائج أفضل، فوافق المتسول على هذا العرض، وفي نهاية عمل اليوم الأول لاحظ المتسول أن كمية الأموال قد زادت في قبعته عما اعتاد عليه، ويوما بعد يوم كانت الكمية تزيد، ومعها زادت فرحة المتسول بالمال وزادت كذلك حيرته فيما كتبه السيد على لوحته، فاستوقف أحد المارة وطلب منه أن يقرأ ما كتب في اللوحة، فاكتشف أن السيد قد كتب "بدأ فصل الربيع ولا أستطيع الاستمتاع بمناظره".

يتضح لنا من القصة السابقة أن الناس على استعداد لأن تعطي وتساعد من يطلب، ولكن إن كان السؤال أو الطلب بأسلوب حضاري وليس بفجاجة منفرة.

وفي الحملات الانتخابية الأخيرة لأغلب مرشحي مجلس الأمة لاحظت بعض الشعارات السخيفة والمنفرة لهؤلاء المرشحين، كأن يقوم أحدهم بوضع صورة عملاقة له ويكتب تحتها وبصيغة آمرة للناخبين «انتخبوا مرشحكم»... "يا عمي بأي حق تأمرنا بانتخابك ومن قال إنك مرشحنا من الأساس"؟

وينافسه مرشح آخر بشعار أكثر فجاجة من سابقه عندما يسمي نفسه «مرشح الجميع»! أي جميع يا سيد؟ ومن منحك الحق بمصادرة إرادة الجميع لتفرض نفسك مرشحا لهم؟

وبما أن انتخابات مجلس الأمة أصبحت تتكرر كثيرا في السنوات الأخيرة حتى كدنا ننسى كم تبلغ فترة الفصل التشريعي، والانتخابات القادمة فقد تكون على الأبواب، فإنني أقدم نصيحة مجانية للسادة الراغبين بالمشاركة بها والمدمنين عليها أن يبحثوا عن شعارات تتميز بالحضارة والرقي في طلب أو تسوّل الأصوات.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top