خذ وخل: اوه يا مال حمى المونديال (1-3)


نشر في 09-06-2010
آخر تحديث 09-06-2010 | 00:01
 سليمان الفهد * أعلام شتى ترفرف على نوافذ السيارات، وتطرز هامة المساكن والعمارات وأعمدة النور، حسبتهاـ لأول وهلة»- تروج لمرشحي الانتخابات البلدية في لبنان «الأغبر» الذي كان أخضر في الأيام الخوالي! وحين سألت عن سر هذه البيارق التي تملأ شوارع لبنان، علمت أنها تحيل إلى المنتخبات الكروية المشاركة في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا.

والإنسان اللبناني احتفالي حتى العظم، له «شنة ورنة» في فضاء الانحياز والتعصب إلى كل ما من شأنه أن يستوجب الانحياز! فالحياد في عرفه مرفوض، من هنا تجد كرنفال الأعلام المزروعة في كل مكان تدلل على حضور حزب فرنسا، وحزب البرازيل، وحزب الأرجنتين، وهكذا... دواليك ودواليب التعصب!

* ومثل بقية خلق الله المغرمين صبابة بهذه المدورة المعولمة معشوقة الملايين، سعيت إلى الحصول على الاشتراك في «الجزيرة الرياضية»، مولاة الحق الحصري لبث مباريات المونديال في الشرق الأوسط، وفوجئت بأن الاشتراك المتوافر هو المقرصن، كما هو شأنه في الكويت ومصر وغيرهما من الأقطار العرباوية.

ففي بلادنا: دولة الكويت وضواحيها يتم الإعلان عن قرصنة الفضائيات المشفرة، جهارا نهارا، عبر صحف الإعلانات كل يوم، بما فيها تلك التي توزعها الصحف اليومية! فضلا عن أن الكثيرين من الناس لا يشعرون بأي غضاضة من جراء ممارستهم لسرقة هذه الفضائيات المشفرة! ربما لأن الحرمنة باتت هي القاعدة في حياتنا اليومية! ولأن سراق المال العام والخاص بمنأى عن العقوبة، فمن أمن العقوبة استمرأ الحرمنة وولغ في اللصوصية وطفق يطلع لسانه استهانة بالسجن والردع اللذين صارا كما «بيض الصعو» إياهما.

ومن نافل القول الإشارة إلى الأرقام الفلكية التي تجسد سرقات الحقوق الفكرية في العالم، لأنها تتنامى سنة بعد أخرى، على الرغم من غارات عسس ووزارات الإعلام على الفضاءات والأماكن التي تمارس فيها القرصنة، وكأن فعل العسس لذر الرماد في العيون ليس إلا! اللهم إلا إذا كانت عيون العسس مبتلاة بالرمد والغبش ولا تقدر على البحلقة في إعلانات القرصنة التي تطل علينا كل صباح! وكأن القراصنة مجرد شخصيات روائية سينمائية كطيب الذكر الخواجة «روبن هود» الذي يسرق الأغنياء ليمنح الفقراء الذين لا يملكون شروى زادهم اليومي! والمدهش المحير أن مقاولي الفتاوى إياها لم يبادر أحدهم بتدبيح فتوى بشأن القرصنة البتة، وكأنها حلال بلال لا يستأهل وضع النقاط على الحروف، كما يفعلون في النزهات الهامشية التي يخبرها الجميع!

ماذا أقول سوى: أوه يا «مال»! وقديما قالوا: المال السايب يعلم الحرمنة! إييييه.

back to top