خذ وخل: أسباب الهروب السياحي من لبنان!

نشر في 28-07-2010
آخر تحديث 28-07-2010 | 00:01
 سليمان الفهد * تضافرت عوامل شتى على تقليل عدد المصطافين الخليجيين في لبنان، ولعل أهمها المحاولات الإسرائيلية الدؤوب لتقويض الموسم السياحي في بداية كل صيفية! فإما أن يتم عدوان مفاجئ من دون تهديد، أو أن يتواتر التهديد إلى حين تحقيق هدفه لتطفيش السياح، وتخريب الموسم السياحي برمته! وهي عادة إسرائيلية دأبت على ممارستها مطلع الصيف! كما فعلت هذه الصيفية، فشرعت في التلويح بالعدوان والتهديد به، تؤازرها الترسانة الإعلامية الغربية الأنجلوصهيونية أو إسرائيلية لا فرق! دع عنك المؤازرة الفجة الغبية الصادرة عن وسائل اتصال عربية، انطلى عليها التهديد، فانساقت خلف إثارة «الخبر العاجل» فخدمت الأعداء من حيث لا يحتسبون!

والمؤسف الشديد: أن العديد منها، وسائل اتصال لبنانية ناطقة بلسان عربي مبين ومشين في آن! ومن هنا كان انحسار عدد السياح الخليجيين، هذا الموسم، ملحوظا لا تخطئة العين المبلحقة المتأملة أبداً! يستأهل النشر في الصفحة الأولى بالبنط العريض، وباللون الدموي الذي يصبغ سلوك الصهاينة!

فالإعلام الإسرائيلي والغربي والتابعون إليه بـ»إحسان» غبي، ساهموا في تحجيم عدد السياح بمن فيهم العديد من المغتربين اللبنانيين!

العامل الآخر الذي أحسبه تسبب في التقليل من عدد السياح أيضا، هو غلاء الأسعار المتنامي سنة بعد أخرى، فضلا عن المعايير المزدوجة التي يعمد إليها أصحاب المطاعم والمقاهي تجاه حساب المشاريب والمآكل! فإذا كان االزبون لبنانيا له حساب وفاتورة، تتوافق مع لائحة الأسعار المعتمدة من وزارة السياحة اللبنانية، بينما فاتورة حساب المصطاف الخليجي وارمة بالأرقام المبالغ فيها! بطبيعة الحال لا أغامر بتعميم هذه الممارسة الازدواجية، لكنها باتت حاضرة في العديد من الأماكن السياحية التي يتردد عليها الخليجيون.

وسبق لبعض الكتاب الخليجيين إثارة هذه المسألة، في صحف عربية خليجية معروفة، ومن قبل كتاب مشهورين مرموقين، لا يلقون الكلام على عواهنه، كما يقال!

* ولا أذيع سرا إذا ذكرت أن الكويتيين في كل من بحمدون المحطة، وحمانا يقاطعون مطعمين معروفين بازدواجية الأسعار، والمبالغة غير المبررة في تقديرها! وسلوك المقاطعة موجع يتوسل ردع المخالف وإعادته إلى جادة الحق والصواب، لاسيما أن الشكاوى المتعاقبة لم تحرك ساكنا، ولم تفض إلى سلوك يدب في المرافق السياحية المخالفة!

في الأيام الخوالي، التي سبقت الحرب الأهلية، لم تكن ازدواجية الأسعار حاضرة في جبل لبنان بمرافقه السياحية كافة كما يعلم ويخبر «الرعيل الأول» من السياح! واللبنانيين! فكان كل المصطافين والمضيفين في مقام واحد تقدم إليهم فاتورة واحدة تساوي بينهم، بمنأى عن أي تفرقة و»تمييز».

الأمر الثالث الذي أدى إلى تطفيش السياح الخليجيين بعامة والكويتيين بخاصة هو القطع المبرمج للتيار الكهربائي، الذي بات عشوائيا في السنوات القليلة الماضية، وليس له من اسم «المبرمج» نصيب أبداً! فهو اسم على غير مسمى! اللهم إلا إذا كان المراد منه هو التطفيش «المبرمج» للسياح!

من هنا، ولكل الأسباب المذكورة، استحوذت سورية وتركيا على جل السياح الهاربين من لبنان! فضلا عن ذلك كله «مهرجان» الإزعاج المتبدي بالألعاب النارية التي يعبث بها الأطفال الخليجيون في كل حين، فيؤدون إلى حضور التلوث السمعي والصدى وغيرهما، وبالتالي إلى «تطفيش» الباحثين عن الهدوء.

back to top