علاقة الفنانات بمديري أعمالهن... مدّ وجزر وفق الحاجة!

هل يصنع مدير الأعمال نجومية الفنان أم يكملها؟ لماذا تخضع علاقة الفنانات بمديري أعمالهن للمد والجزر؟ هل تعتبر تجربة الأزواج في إدارة أعمال زوجاتهن الفنانات ناجحة وماذا يحلّ بها في حال وقع الطلاق؟ هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها التحقيق التالي.

{لا أدين بالفضل سوى لربي ووالدتي أو أهلي الذين شجعوني على سلوك طريق الفن بصعوباته كلها، في النهاية لا يسعني إلا أن أشكر مدير أعمالي الذي يقف إلى جانبي ويساندني في خطواتي كافة}... هذه العبارة ترد باستمرار على لسان نجوم الغناء في لبنان والوطن العربي، علماً أن دور الأهل والأصدقاء والأحباء لا يعدو كونه مسانداً وأقصى ما قد يقدّمه هؤلاء للنجم هو الدعاء له بالتوفيق والنجاح.

إذاً لا بد من وجود عقل مفكر وراء هذا البريق كله وهذه الشهرة والنجومية والمال... إنه مدير الأعمال ذلك الجندي المجهول الذي يبقى في الظل باستمرار.

ثنائي مثالي

ارتبط اسم جيجي لامارا (جهاد الصفتلي) بتجارب ناجحة بل ومتألّقة مع ألين خلف الذي أطلقها في عالم الغناء وصنع منها نجمة قدمت أعمالاً ناجحة إلى أن جاء يوم شعرت فيه ألين بأنها وصلت إلى مرحلة تخوّلها الاستمرار بمفردها، فوقع الانفصال بين الثنائي {ألين - لامارا}.

بالطبع كانت ألين الخاسر الأكبر فيما وجد لامارا الاستثمار الأهم في حياته العملية، الصبية الجميلة نانسي عجرم، التي أصبحت من أهم نجمات الغناء في الوطن العربي، وقد وصفتها الإعلامية العالمية أوبرا وينفري بأنها {بريتني سبيرز العرب}.

من المؤكد أن لامارا هو الذي صنع هالة النجومية التي تتمتع بها نانسي من دون أن نتجاهل بالتأكيد ذكاءها وقدرتها على استيعاب الدروس من لامارا وتنفيذها بمنتهى الحرفية.

شكّل نجاح هذا الثنائي الباهر عقدة لدى الفنانات اللواتي يفتقرن إلى مدير أعمال قادر على إبراز موهبتهن. في هذا الإطار صرحت إحدى الفنانات الصاعدات: {لو كان لدي مدير أعمال مثل لامارا لكنت كسّرت الأرض}. وأكدت أخرى أنه {لولا لامارا لما وصلت نانسي إلى هذه الشهرة كلها}.

لامارا ونانسي هما المثال على قدرة مدير الأعمال في إيصال أي فنانة إلى الشهرة والنجاح، إذا آمن بموهبتها وبإمكاناتها التي تخوّلها ترجمة أفكاره إلى واقع عملي يجني ثماره الطرفان من مال وشهرة وحفلات مستمرة طوال العام وألبومات غنائية ناجحة وكليبات تلاقي إقبالا شديداً. العنصر الأهم في نجاح هذا الثنائي هو إمكانات الإنتاج الخاص والاستمرار بعيداً عن منطق الاحتكار.

مكانة مرموقة

ترتبط ميريام فارس بعلاقة صداقة مع مدير أعمالها غسان شرتوني الذي رافقها منذ بدايتها، فكانت سلسلة من الألبومات والنجاحات، قد لا تكون صاروخية بمستوى نجاح نانسي عجرم، لكن حققت ميريام بلا شك، مكانة مرموقة بين نجوم الغناء في الوطن العربي.

يُذكر أن شرتوني يملك شركة لإدارة أعمال الفنانين ويهتم بنجوم كثر، ما أثار خشية بعض هؤلاء من أن تكون ميريام هي المفضّلة لديه، فعلى رغم نجاح تجربته مع آخرين تبقى ميريام هي الإسم اللصيق لاسم شرتوني وليس أي فنان آخر، ذلك أنه يرافقها في سفراتها ويرعى شؤونها الفنية، وهي الإسم الثابت في شركته Music Is My Life مهما تغيّرت الأسماء أو زاد عددها، وقد استطاعت الفوز بالعقود الإعلانية وأصبحت وجهاً إعلانياً لشركات عربية وعالمية.

من جهة أخرى، ضمن شرتوني لميريام موقعاً بين المغنيات اللواتي تخلدهن السينما من خلال خوضها تجربة التمثيل السينمائي في فيلم {سيلينا} المقتبس عن مسرحية {هالة والملك} للأخوين رحباني، بالإضافة إلى وجودها ضمن باقة فناني {شركة ميلودي ميوزيك} للإنتاج التي تدللها وتجعل منها نجمة أولى بين نجومها، خصوصاً أن شرتوني يرتبط بعلاقة صداقة وعمل مع صاحبها جمال مروان منذ فترة طويلة.

بدورها تدين الفنانة يارا بالكثير للملحن طارق أبو جودة الذي صنع نجوميتها وحققا سوياً رحلة النجاح المشترك. على رغم التسميات كلها التي تُطلق عليه من بينها: المنتج المنفذ لكليبات يارا، الملحن رقم واحد... يبقى أبو جودة أولاً وأخيراً مديراً لأعمال يارا ومشرفاً على كل صغيرة وكبيرة في حياتها الفنية.

منافسة وصداقة

في المقابل حلّقت مجموعة من الفنانات من دون الحاجة إلى مساندة مدير أعمال محدد، مثل هيفا وهبي التي بدأت رحلة النجومية برفقة كريم أبي ياغي الذي أطلق عليها لقب {قمر روتانا} في أولى مراحل شهرتها في عالم الغناء، لكن لم تدم هذه الشراكة طويلا بل سرعان ما تحولت إلى منافسة بعدما أصبح أبي ياغي مديراً لأعمال رولا سعد.

هكذا استمرت رحلة هيفا مع مدير أعمال جديد، لكن هذه المرة من الجنس اللطيف وهي سينتيا مهنا، من دون أن تتأثر نجوميتها بتركها لأبي ياغي ومهنا في ما بعد، وهي تكمل اليوم مع مصطفى سرور مدير أعمال محمد حماقي السابق ومع حمادة اسماعيل الذي كان يشرف على ألبومات عمرو دياب وغيره من الفنانين.

من جهة أخرى تسود علاقة ودّ واحترام بين رولا سعد ومدير أعمالها كريم أبي ياغي تُختصر بالمثل الشعبي {سمن على عسل}، ولا تتوانى رولا عن شكره في مقابلاتها التلفزيونية.

بدورها تحافظ مادلين مطر على علاقة صداقة مع مديرة أعمالها بولا حداد، في وقت اشتعل الخلاف بين كارول سماحة ومدير أعمالها نقولا سعادة نخلة، إلا أنه لم يؤثر إطلاقاً على مسيرتها الفنية بل استمرت في التطور والنجاح الفني، بعدما استعانت بمدير أعمال جديد هو ماريو.

زوج ومدير أعمال

ثمة فنانات أدى أزواجهن دور مدير الأعمال مثل أصالة التي تولى زوجها الأول أيمن الذهبي إدارة أعمالها طوال فترة زواجهما، وعندما وقع الطلاق تولى زوجها الجديد المخرج طارق العريان هذه المهمة.

كذلك الحال بالنسبة إلى نوال الزغبي التي تولى شقيقها إدارة أعمالها من ثم زوجها إيلي ديب الذي استمرّ في هذه المهمة فترة بعد انفصالهما. واليوم يشرف باسكال مغامس على أعمالها.

أما العلاقة التي تعتبر عائلية وعملية وممتازة فهي علاقة نجوى كرم بمدير أعمالها طارق أبو جودة، وهو ابن شقيقتها في الوقت نفسه، وتكاد تكون الوحيدة، ربما، التي لم تشبها أي شائبة لغاية اليوم.