مصمّمة الحلي سوزان المصري: أكسسواركِ على طريقة الملكة كليوباترا
عرضت المصمّمة سوزان المصري مجموعتها الجديدة من الحلي والأكسسوار التي تنهل من الطبيعة والتراث الفرعوني والأشكال الهندسية في قاعة {راتب صديق} في أتيلييه القاهرة.في لقاء مع {الجريدة} تتحدث المصري عن جديدها وتجربتها في عالم التصميم.
بمَ تتميز مجموعتك الأخيرة؟ هي محاولة لتقريب المرأة من إطلالة ملكات الفراعنة وخصوصاً كليوباترا.ما أبرز الألوان التي اعتمدتِ عليها؟الأزرق والبني والأصفر والأحمر، علماً أن الألوان لا تتحكم بي لدى وضع تصاميمي، إنما أترك التصميم والحجر يفرضان اللون والشكل. ما أبرز الأحجار التي زيّنت بها مجموعتك الجديدة؟الأوبال، الزبرجد، اللؤلؤ، حجر الغارنت، وغيرها من الأحجار الكريمة ونصف الكريمة بالإضافة إلى معدنَي الفضّة والمينا.كيف بدأ عشقكِ للحلي؟أثناء تخصّصي في الهندسة، كنت أرافق صديقة سويسرية تصنع الخزف للأسواق للبحث عن الحلي القديمة، فاستهوتني هذه الأخيرة بجمالها وفرادتها ودقة صناعتها وحفّزتني على تعلّم هذه الحرفة، لهذه الغاية قصدت إحدى الورش المتخصصة في هذا الفن وتعلمت فيها المبادئ الأولية، ثم سافرت إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث تحوّل اهتمامي إلى عشق للأكسسوار، فالتحقت بكلية الفنون الجميلة ودرست صناعة الحلي والتصوير وتصميم النسيج.متى احترفت التصميم؟في أوائل الثمانينيات لدى عودتي إلى مصر، ونظّمت معرضي الأول في {أتيلييه القاهرة}، وفي عام 1992 سافرت إلى باريس وعملت فيها أربع سنوات ثم عدت إلى مصر واستقريت فيها وتفرغت لتصميم الحلي. ما البصمة التي تميّز أعمالكِ؟الجرأة والتقنية العالية، لا سيما في استخدام الألوان المتناقضة، كذلك ساعدتني دراستي في الهندسة على إضفاء لمسة خاصة على علاقة الخامات ببعضها، وابتكار تقنيات جديدة وتطوير المواد الخام واختراع ملمس جديد للأحجار وإيجاد حالة من الانسجام والتوازن بين العناصر كافة التي تتكوّن منها قطعة الحلي والأكسسوار.مِمَ تستوحين تصاميمك؟من الطبيعة، مخزن الأفكار وملهمة المبدعين، ومن التراث المصري الفرعوني، أقف أحياناً أمام القطع الفرعونية وأتساءل عن التقنية التي استُخدمت لصنع هذه التحف، ما يحفّزني على الإبداع والتفكير في أكسسوار يجمع بين التراث والحداثة. وفي أحيان أخرى يوحي لي شكل الحجر الخام بالتصميم.كم من الوقت تستغرقين للانتهاء من تنفيذ قطعة واحدة؟حسب حجم القطعة وتفاصيلها، تستغرق القطعة الواحدة غالباً عشرة أيام بين وضع التصميم والانتهاء من التنفيذ. على أي أساس تختارين الأحجار المناسبة لكل تصميم؟تبعاً لإحساسي بشكل التصميم والعلاقات الهندسية بين أجزائه. من أين تحصلين على المواد الخام؟من سوق {خان الخليلي}، أحد أهم أماكن بيع الأحجار الكريمة ونصف الكريمة في مصر، بالإضافة إلى أنه مدرسة تعلّم فنّ صناعة الحلي والأكسسوار، ويحفل بالكنوز والمعادن الخام والأحجار النفيسة.ما موقع مصر في صناعة الحلي والأكسسوار؟متقدّم جداً. في فرنسا، مثلاً، ثمة انخفاض حاد في عدد الحرفيين ما أثر على عدد المصممين، بينما يزداد عدد هؤلاء في مصر نتيجة وفرة الحرفيين الذين يعملون أساساً في {خان الخليلي}.هل تتقيّدين بالموضة لدى تصميم الحلي؟لا، لأن موضة الملابس متقلّبة ومتغيّرة وتعتمد على التكرار وإعادة إحياء الموضة القديمة، بالإضافة إلى أنها شكل من أشكال استغلال التراث أو حضارات الشعوب، في وقت زمني قصير، ثم لا أحبّ فكرة التغيير السريع. هل تتابعين أعمال مصمّمي الحلي الآخرين؟باستمرار، لا سيما ابتكارات عزة فهمي وغيرها. أرى أنّ من الضرورة الاطلاع على كل جديد ليس في مصر والعالم العربي فحسب بل على مستوى العالم كله.ماذا عن التقنيات التي تستخدمينها في تنفيذ تصاميمك؟كل قطعة حليّ هي فريدة ومستقلّة ومصنوعة بطريقة يدوية، أترك لنفسي الحرية في اختيار الخامات، أمزج الملمس الخشن مع الناعم، الثقيل مع الخفيف، اللامع مع المُطفأ، الشفاف مع المعتم، وأبتكر من هذه المتناقضات تصاميم جميلة. وماذا عن تنفيذ التصميم؟أطلق لنفسي حرية الحركة داخل التصميم أيضاً، أبدأ بفكرة أتوقّع شكلها النهائي، وأظل أعمل حتى تخرج في الشكل الذي تصوّرته في البداية. أما المظهر الطبيعي والعفوي في أعمالي فاكتسبته عبر التجارب ونتيجة للعمل اليدوي الذي أحبه .ثمة علاقة تناغمية بين الجزء المشغول والمساحة التجريدية، بين الخامات الطبيعية التي شكّلتها الطبيعة والمعادن والأحجار النفيسة.أين موقع المصمّم المصري على خريطة التصميم العالمية؟أصبحت للمصمم المصري خصوصيّته ومكانته على خريطة الأكسسوار العالمية، لكن عليه أن ينفتح على المدارس العالمية في هذا الفن خصوصاً أننا في زمن العولمة، فلا يصحّ البقاء في شرنقة الذات، وقد يساعد هذا الانفتاح على إتقان إنتاجنا والابتعاد عن الاستسهال والنمطية.ما الذي يشغلك على الدوام؟التجديد والتحديث في الأفكار لتنفيذ تصاميم جديدة تكون جريئة ومبتكرة.