خذ وخل: تباريح في التفاريح! (1-2)


نشر في 07-03-2010
آخر تحديث 07-03-2010 | 00:01
 سليمان الفهد * مشهد بلطجة «ضرب كرسي في كلوب» الفرح والعرس الذي يقوم به البلطجية بغية تحويل العرس إلى مأتم، ينفي كل مظاهر البهجة، من المشاهد الفلكلورية التي كانت تعج بها أفلام الحركة التي تستهوي جمهور «التوسو»، حيث يتربع عامة الناس على كراسي الدرجة الثالثة غير المريحة! من هنا تبدو لي الممارسات الجانحة غير السوية التي قام بها الشباب «من الجنسين» في مسيرة السيارات يوم العيد الوطني مضاهية لفعلة بلطجية السينما إياهم!

ومع أننا نرفض فعلة رش «الفوم» والرغاوي والأصباغ، لما تنطوي عليه من خواء وأضرار صحية بالغة، إلا أننا لا نتفق- جملة وتفصيلا- مع أولئك الذين وضعوا اللوم كله على كاهل الشباب وحدهم دون غيرهم!

فهذه الممارسة العبثية لم تكن حاضرة حين كان الاحتفاء بالعيد الوطني منوطا باللجنة العليا للاحتفال بالعيد الوطني، ربما لأن الشباب حاضرون ضمن فعاليات الاحتفال وأنشطته، الأمر الذي أفضى بمسيرة الشباب بالسيارات إلى أن تكون حضارية متناغمة مع المسيرة الاستعراضية التي كانت تطرز شارع الخليج «العرفسي» أو شارع الخليج «حاف» بدون لقب يثير حفيظة العرب أو الفرس!

ما علينا الشاهد أن الشباب في احتفالات الأيام الخوالي كان لهم مهمة يشاركون من خلالها بالاحتفالية، بمنأى عن الرغاوي والأصباغ وكل الممارسات اللاسوية! أما شباب ما يسمى بـ»هلا فبراير المجيد» فحدث عنهم ولا حرج دون شطط!

والحق أنه منذ غياب أو تغييب اللجنة العليا لاحتفالات العيد الوطني، وحضور «هلا فبراير» المبارك اختلط حابل الفرح بنابل التسوق أو «التسوء» لا فرق! وصارت احتفالية العيد الوطني «سمك لبن تمر هندي» خلطة عجيبة أقل ما يقال فيها: أنها لم تتمكن من تقديم البديل الاحتفالي الأرفع والأنفع، فضلا عن أنه يسكن الوجدان، ويلعلع به اللسان، كما الآذان في كل حين ومكان، ولو اعتذر عن السجع لكونه يعبر عن الوجع! بس خلاص! من غير «هييه»... المترعة بالفرح المموسق الذي غاب عن فضاء الوطن منذ أن غابت الاحتفالية الغنائية الموسيقية السنوية لوزارة التربية، والتي تقدمها بصبغة أوبريت وطني تاريخي له معنى وطعم ينفذان إلى الوجدان ويسكنان الذاكرة، كما يعرف الجميع ويخبرون.

* عودا على بدء إلى جنوح الشباب وترفهم، والذي أفضى هذه السنة، إلى حوادث وفاة وإصابات عديدة في العيون، الأمر الذي أدى إلى أن يقيم البلاد ولا يقعدها حتى الحين الذي أكتب فيه هذه الخواطر والتباريح! السؤال الذي يدحرج نفسه في هذا السياق الغاضب هو: ماذا يفعل الشباب المتجمهر بسياراته، دون أن يوكل إليه شيء من قبل القيمين على «هلا فبراير»؟! ومن هنا تسللت طقوس العبث الطافحة بنزق الشباب من جراء الخواء الذي يكتنف احتفالية «هلا فبراير» بقضها وقضيضها! والحق أن العبد لله لا يخفي انحيازه لاحتفالية العيد الوطني في الأيام الخوالي التي تواترت خلال العقود الثلاثة التي سبقت الاحتلال الغاشم.

ولعله من فضول القول الإشارة إلى أن انحياز العبد لله لهذه اللجنة ليس جاهزا ولا مجانيا أو عاطفيا لا سمح الله. ذلك أنه انحياز للتجويد والإتقان والتجديد في فعالياته وأنشطته كافة، كما سنرى في خاطرتنا القادمة، بإذن واحد أحد.

back to top