أوباما يفتح صفحة جديدة مع المسلمين

نشر في 05-06-2009 | 00:01
آخر تحديث 05-06-2009 | 00:01
استشهد بآيات من القرآن الكريم ودعا إلى التخلص من «سجن الماضي»
دشَّن الرئيس الأميركي باراك أوباما مرحلة جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي بخطابه التاريخي، الذي ألقاه أمس من جامعة القاهرة، وهي مرحلة وصفها بأنها تقوم على "الشراكة والتخلص من سجن الماضي، متعهداً بإنجاز الانسحاب العسكري من العراق والعمل على إقامة دولة فلسطينية مع الاستمرار في مواجهة التطرف"، ودعم الديمقراطية مع احترام سيادة الدول.

وقاطع أكثر من 3000 شخص احتشدوا في القاعة الكبرى للجامعة الخطاب 23 مرة بتصفيق حاد عبَّر عن الأجواء الإيجابية التي أشاعتها الكلمة خصوصاً بعد ولاية الرئيس جورج بوش التي شهدت أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتصاعد الحرب على الإرهاب وصولاً إلى غزو أفغانستان ثم العراق.

وكان هذا التصفيق يتصاعد في كل مرة يستشهد فيها أوباما بآيات من القرآن الكريم أو يعبّر فيها عن احترامه للإسلام وتقديره للدور الذي لعبه المسلمون في إثراء الحضارة البشرية.

ورغم أن الرئيس الأميركي حرص في خطابه، الذي استغرق 50 دقيقة، على عدم تقديم اعتذار صريح عن سياسات سلفه فإنه دان بوضوح تدخل بلاده العسكري في العراق، معتبراً أنه قرار لم يكن ضرورياً على عكس أفغانستان، التي ربط بينها مباشرة وبين الهجمات التي تعرَّضت لها بلاده في عام 2001، ومذكّراً بأن تنظيم القاعدة قتل الآلاف من الأبرياء في ذلك اليوم.

وأبدى أوباما إصراره على المضي في محاربة "العنف والتطرف" في أفغانستان وباكستان في وقت تعهد بانسحاب القوات الأميركية من العراق تماماً في الوقت المحدد.

وبينما أقرَّ أوباما بوجود علاقات وثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فإنه تحدث باستفاضة عن حق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة وتطلعه للاستقلال في دولة، مطالباً إسرائيل بوقف الاستيطان فوراً وإزالة المستوطنات، ووجَّه في الوقت نفسه انتقادات لحركة "حماس" لاستخدامها "العنف"، وكذلك للحكومات العربية التي "تستخدم القضية الفلسطينية لتشتيت انتباه الرأي العام العربي ولا تقر بحق إسرائيل في الوجود".

وتحدث الرئيس الأميركي عن تغيير سياسة بلاده تجاه التدخل في شؤون الدول المستقلة، مؤكداً أن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر أن لها الحق في فرض نظام على أي دولة، لكنه أكد أن هناك خمسة ثوابت ستدعمها واشنطن في كل مكان هي "حرية التعبير وسيادة القانون والعدالة والشفافية والحريات الشخصية"، كما خصص جزءاً كبيراً من خطابه للتشديد على أهمية "حرية الأديان وحقوق المرأة"، منتقداً اعتقاد بعض المسلمين أن لهم الحق في فرض دينهم، وأشار إلى أهمية التعددية التي يمثلها وجود أقليات مثل "الأقباط في مصر والموارنة في لبنان".

back to top