مكفهر ومغبر وعابس؟!
«الناس حالها حال، والسوق ما يسر لا عدو ولا حبيب، وما في أي تحرك، وكأنها بورصة الواق واق، والناس اللي بيتعاملوا فيها جايين من كوكب ثاني». شخصية العم فصيح التي تنتمي للا مكان واللا زمان زارتني بالأمس في الديوانية مساء، وعلى غير العادة كان العم فصيح مكفهر الوجه مشرئبا؛ مغبرا؛ عابسا؛ عيونه جاحظة، وأنفه بارز، ورائحته مقززة.قلت ما لك يا عم... شكلك حزين ومغتم، وملابسك رثة ورائحتك غثة؟ فما لك والأيام؟ وأين تحقيق الأحلام ومشاهدة أحلى الأفلام وقراءاتك للشرفاء من أصحاب الأقلام؟!نظر العم فصيح بتعجب واستغراب! وقال: ما لك يا عبدالله يابن الأحباب؟! ألم تسمع عن السوق في بلدنا أو تقرأ عن أحوالنا وما فعله بنا زماننا؟ ألا تعيش في هذا العالم وتقرأ الفضائيات وتسمع الصحف وتشاهد الإذاعة؟!فقلت:» يا عم... أما السوق فمعروف، دائما أشتري منه خروف، وأما الأحوال فلله الحمد زينة، صحيح المعاش حده حده، لكن الله بيسترها والشهر بيمر... وبتجري سنين العمر... ولله الحمد والمنة على ما أعطانا، والخير اللي بنعيش فيه غيرنا مو لاقيه... وأنا دايم أشتري الجرايد وأسمعها... وأشوف الإذاعة وأتمعن فيها، وأقرأ الفضائيات خصوصا برنامج بومتيح راح السوق يشتري، خلصت بيزاته وما اشترى شيء».اعتدل العم ومال، وبادرني بالسؤال: «إنت من وين طلعت لي؟ أقولك سوق تقولي خروف، وبتسمع الجرايد، والله إنك مو صاحي... السوق أقصد به البورصة الله يكفيك شرها... إنت ما شفت اشصاير... الأسهم بتطيح... وما في حد صريح... مرة يقولون أزمة ومرة يقولون صيف، ومرة يقولون نبي قوانين جديدة، وكل يوم عن يوم ردي، وحكومتنا ما بتسمع ولا تهتدي. الناس حالها حال، والسوق ما يسر لا عدو ولا حبيب، وما في أي تحرك، وكأنها بورصة الواق واق، والناس اللي بيتعاملوا فيها جايين من كوكب ثاني».قلت له يا عم: «ما لك؟! الله يعدل حالك... أنا أعلم أنك تقصد البورصة، لكنك تقول عن الجرائد تسمع! والفضائيات تقرأ! والإذاعة تشاهد! فقلت أضارب معاك بالعبارات كما يفعل كبار المستثمرين الباشوات... فكل اللي في بلدكم عندنا في الكويت، الطيحة طيحتين... والمصيبة ثنتين... والحكومة إذن من طين والثانية من عجين... وكلام الليل يمحوه النهار.يا عم الحكومة عندنا نايمة ولا فيها غير مستشارين لمصلحتهم متحمسين، الفساد يا عم فصيح في كل البلاد، والله يكون في عون العباد، فلا خطة ولا هدف، والحالة العشوائية هي هي، ما ينجزون إلا مصالحهم، والمتنفذين هم اللي تتفصل لهم القوانين، والمواطن العادي ابن ستاش، وسبعتاش، وثمانتاش».خارج نطاق الموضوع:نود أن نسأل النائبة اسيل العوضي وهي حرة في مواقفها... لكننا نسألها: هل يعقل أن تصوتي مع رفع الحصانة عن النائب مسلم البراك في قضيته مع الجويهل، في حين أن هذا الجاهل هو صاحب النكتة السخيفة بتخصيص 10 آلاف دينار لمن يدلي بمعلومات عن خالد الفضالة أمين عام التحالف الوطني الديمقراطي الذي تمثلينه تحت قبة البرلمان، بينما كانت هناك مسيرة من أجل الفضالة تسير من منزل البراك نفسه في الأندلس إلى مقر الاتحاد... هل يعقل ذلك يا أسيل؟!