خذ وخل: تعليق كروي للعميان

نشر في 30-06-2010
آخر تحديث 30-06-2010 | 00:01
 سليمان الفهد تعمدت الابتعاد عن الهموم المحلية الجماهيرية لرغبتي في النأي عن السياسة بتبدياتها كافة، لاسيما أن الزملاء يؤدون هذه المهمة، ولكوني مازلت في فترة النقاهة التي أمارسها بالسرعة الإملائية السلحفاتية، ولذا فإن خواطري الصيفية ستنأى عن السياسة وكل ما يفضي إلى وجع الدماغ!

* قد أبدو غريباً حين أصرح بأني لا أتابع «المونديال» بلغة الضاد كما يفعل جل المشاهدين العرب، بل بلغة «موليير» التي لا أفقه منها سوى مفردات قليلة جداً.

ذلك أن المعلقين الكرويين العرب مهذارون، ويظنون أن المشاهد ليس بحوزته تلفزيون بل جهاز راديو، فتراهم يجنحون إلى التعليق السمعي الإذاعي، فلا يغادرون صغيرة أو كبيرة يشاهدها المرء- بداهة- إلا وذكروها، وكأن المشاهد أعمى يتكئ على حاسة سمعه! أضف إلى ذلك، إذا شئت، غواتيهم لاستعراض معلوماتهم الكروية بمناسبة ومن دونها! وكأن المشاهد جاهل وأمي كرويا، ويحتاج إلى معرفتهم وثقافتهم الكرويتين! والذي يفلق الكبد و»يبطها» بحق أنهم يمارسون هذا الاستعراض في عز سخونة المباراة، وحاجتها إلى التعليق الوصفي والتحليلي المناسبين، أو على الأقل بلع الريق واللسان لكون الصورة أبلغ وأفصح منهم!

* إن المعلقين الكرويين العرب ما زالوا مثبتين على مرحلة التعليق الإذاعي، للتأكيد على أننا «أمة صوتية» بامتياز! ولذا تراني ألوذ بالمعلق الفرنكفوني الهادئ، الذي لا يصادر عيني، ومعلوماتي، ورؤيتي، فيتيح لي مشاهدة المباراة، وهو يحترم الحيوان الكروي الذي يسكنني، ويشعر «الحيوان زاتو» أنه ليس بحاجة أبداً إلى ركام الهذرة التي يلعلع بها المعلق، وإن كان مصنفا بأنه كبير وعملاق.

أما المعلق الكروي العلج الأجنبي فهو: تلفزيوني بامتياز، حيث يكون بمعيته- عادة- خبير يردف تعليقه، ويضيف إلى تحليله ويضيئه، كما هو مألوف لدى المعلقين غير العرب، ويخبره كل من يتابع مجريات «المونديال» بلغة أعجمية تنأى عن الوصف الفج الغثيث، المذكور والمكرر آنفا لشدة ضيقي به!

الشاهد: أني تعمدت الابتعاد عن الهموم المحلية الجماهيرية لرغبتي في النأي عن السياسة بتبدياتها كافة، لاسيما أن الزملاء يؤدون هذه المهمة، ولكوني مازلت في فترة النقاهة التي أمارسها بالسرعة الإملائية السلحفاتية، ولذا فإن خواطري الصيفية ستنأى عن السياسة وكل ما يفضي إلى وجع الدماغ! ولعلي لست بحاجة إلى الإشارة إلى أن المشاهدين العرب ألفوا هذرة معلقينا، وربما أدمنوها! ولست أروم علاجهم من هذا الإدمان، غاية ما هنالك هي رغبتي في التعبير عن موقفي الرافض «الرافس» لهذا «التعليك».

وأعرف سلفا أن أولادي الكرويين سيغضبون من هذه الخاطرة، فلا بأس على ذلك من ذلك الغضب! ومن حقهم أن يسجلوا عليّ «بنالتي» مشفوعا بكارت أحمر من غير سوء، بما فيه «سوق واجف»!

back to top