لقاء تركي - إسرائيلي في بروكسل لبحث الأزمة
ليبرمان غاضب من عدم إبلاغه الاجتماعَ الذي تمّ بالتنسيق مع واشنطن
في أول خطوة من نوعها منذ الهجوم الإسرائيلي الدامي على "أسطول الحرية" في مايو الماضي، التقى وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو وزير الصناعة والتجارة والعمل الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر في بروكسل مساء أمس الأول، في محاولة لتحسين العلاقات بين البلدين اللذين كانا يعتبران حليفين وثيقين في منطقة الشرق الأوسط.وأكدت وزارة الخارجية التركية أمس، التقارير الإسرائيلية التي كشفت عن اللقاء الذي لم يُعلَن مسبقاً، مشيرة إلى أنه جرى بطلب من الجانب الإسرائيلي، وأن هدفه كان مناقشة الوضع الحالي للعلاقات التركية - الإسرائيلية ومستقبلها.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية براق أوزجرغين في مؤتمر صحافي، إن داوود أوغلو ذكّر بن أليعازر بمطالب أنقرة لإعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، وهي اعتذار تل أبيب عن هجومها على قافلة المساعدات التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة، ودفع تعويضات لأهالي تسعة أتراك قُتِلوا في الغارة الدامية، والموافقة على إجراء الأمم المتحدة تحقيقاً في الهجوم، ورفع الحصار عن غزة.وأكد المتحدث أن الوزير الإسرائيلي وعد داوود أوغلو بأن المطالب التركية ستُنقل إلى الحكومة الإسرائيلية.وأثار اللقاء أزمةً بين وزارة الخارجية الإسرائيلية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إذ لم يبلغ وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الاجتماعَ ولم يعرف عنه إلا عبر وسائل الإعلام. وأصدر ليبرمان مساء أمس الأول، بعد إعلان اللقاء في وسائل إعلام إسرائيلية، بياناً لاذعاً اعتبر فيه أن مثل هذه الخطوة "إهانة لأعراف التصرف المقبولة وضربة قوية للثقة بين وزير الخارجية ورئيس الوزراء".وعبر ليبرمان في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية أمس، عن غضبه من تجاهله قائلاً: "فجأة اكتشفنا أن وزير الدفاع (إيهود باراك) وغيره من المسؤولين الكبار كانوا على علم بالمسألة، وقد تم تنسيق كلّ العملية مع الولايات المتحدة".وأوضح مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء وافق على طلب قدمه بن أليعازر لعقد لقاء غير رسمي مع "شخصية تركية"، ونسب غياب التنسيق مع وزارة الخارجية إلى "أسباب تقنية".وقالت مصادر مقربة من بن أليعازر لصحيفة "يديعوت احرونوت"، إن "عدم إبلاغ ليبرمان اللقاءَ كان الأمر الصائب، لأنه لعب دوراً كبيراً في تعميق الأزمة مع تركيا".وأشارت وسائل الإعلام التركية والإسرائيلية على حد سواء إلى أن اللقاء تم بضغط من الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي التقى رئيس الحكومة التركية الأسبوع الماضي رجب طيب أردوغان في كندا على هامش "قمة دول العشرين". (القدس، أنقرة - أ ف ب، أ ب، رويترز، كونا، د ب أ، يو بي آي)