الشريفي: مؤرخون عرب نقلوا إلينا تاريخاً مشوهاً

نشر في 16-04-2010 | 00:01
آخر تحديث 16-04-2010 | 00:01
أمسية أدبية عن تاريخ الأنساب في رابطة الأدباء
نظمت رابطة الأدباء محاضرة أدبية بعنوان "تأريخ الأنساب العربية: كتابات توراتية ومغالطات جوهرية"، تحدث فيها د. إبراهيم الشريفي، مستعرضاً بدء تأريخ الأنساب، مركزاً على ما جاء في المراجع القديمة عن أنساب القبائل العربية في الجزيرة وما شابها من مغالطات تاريخية.

ضمن نشاطها الأسبوعي، استضــافت رابــطـــة الأدبـــاء         د. إبراهيم الشريفي، وأدار الجلسة الباحث صالح المسباح الذي أكد في مستهل حديثه، أن علم النسب حظي بعناية فائقة من الباحثين والدارسين، مشيراً إلى أن هذا الاهتمام يعتبر دليلاً على أهميته وضرورته للتعرف على أنساب المجتمع وخصائص التنظيم البشري وتكوينه، مبيناً أن هذا المجال طرأت عليه تطورات كثيرة، وعُنيت الأمم في الماضي والحاضر بأنساب شعوبها وحرصت على استيعابها، وصيانتها من النسيان والضياع.

مغالطات كثيرة

بدوره، أكد د. إبراهيم الشريفي أن ثمة مغالطات كثيرة تعج فيها كتب الأنساب مقدمة بعض المعلومات المضللة، مشيراً إلى أن يد التخريب شملت هذا الإرث التاريخي بقصد أو بغير قصد، محذراً من تصديق المعلومات المغلوطة التي تفتقر إلى الحقائق التاريخية، كما قدّم الشريفي نماذج من تشويه التاريخ وتزييفه من قبل بعض الكتاب اليهود، مستشهداً بما ذهب إليه الكاتب عزرا بن سرايا، مشيراً إلى أن ثمة أسماء وأشخاصا لا وجود لهم في الحقيقة، تم نسج القصص والحكايات عنهم، وبالتالي تناقلتها بعض الإصدارات العربية غير متحققة من دقة المعلومة.

تشويه وتخريب

وأشار الشريفي إلى ضرورة التدقيق في المعلومات ومقارنتها مع الإثباتات، سواء في القرآن الكريم أو السنّة النبوية، مشدداً على نبذ أي مغالطات لا سند لها في التاريخ.

وقال: "ثمة أخطاء كبيرة يرتكبها الفرد حينما يسير ضمن اطار المسلمات، غير مدرك أن بعض ما يستقيه من معلومات ربما تعرض للتشويه والتخريب والإضافة والاختصار"، مؤكدا أهمية البحث ضمن إطار التدقيق المنطقي رغبة في الوصول إلى المعلومة الصحيحة، مبيناً أن الأسلوب سيكشف الزيف والتحريف لتاريخ التكاثر الإنساني.

كما استطرد الشريفي في الحديث عن التلفيق والتزييف والمغالطات التي حفلت بها معظم الكتب التاريخية القديمة والحديثة، والتي نقلت من أسفار العهد القديم أو من كتب "إسرائيليات" التي رواها الأحبار، واستطاع اليهود تكريسها كثقافة في المجتمع العربي خصوصا والعالم عموما.

سند تاريخي

وعقب ذلك تم فتح باب النقاش، فأكد فهد حمود وجود إثبات لديه على تناول ناقة صالح -التي أتى ذكرها في القرآن الكريم- من خلال بعض الشعراء في العصر الجاهلي، فأوضح الشريفي أن ثمة قصائد كتبت بعد ظهور الإسلام وتم نسبها إلى عصور أخرى، مشيراً إلى ضرورة البحث عن السند التاريخي الذي يؤكد صدق هذه الروايات.

توضيحات

بدوره، أكد د. خالد الشايجي أن ثمة باحثين تناولوا هذا الجانب من التاريخ بعيداً عن التدقيق العلمي، مسلطين الضوء على موضوعات مهمة لكن بطريقة ارتجالية، مشيراً إلى أن العلم البيولوجي بدأ نبذ بعض التقسيمات البشرية المسلم بها في الوقت السابق.

وأكد أن تصنيف أنساب العرب إلى ثلاثة أقسام أو قوميات هم العرب العاربة والمتعربة والمستعربة، ليس حقيقيا إنما كذبة كبيرة.

كما أكد أن تقسيم العرب إلى قحطان وعدنان غير صحيح، رافضاً مبدأ التقسيم وفقاً للمذهب الديني أو مقر الإقامة، ولفت إلى أن شجرات وتشكيلات بعض العائلات والقبائل بحاجة إلى إعادة نظر.

وأسف للخلط الكبير في الأنساب، مستغرباً تداخل الأنساب عند المؤرخين والمحققين والنسّابين ومن تصدى لكتابة التاريخ، كالطبري وابن اسحاق وابن الكلبي.

back to top