ليلى بنت النيل... اليهودية التي أطربت العرب (8) الحبيب المجهول

نشر في 31-08-2009 | 00:00
آخر تحديث 31-08-2009 | 00:00
أثبتت ليلى جدارتها كممثلة في فيلم «ليلى في الظلام» تحديداً، عندما أدت دور فتاة عمياء، فاستدرت دموع الجمهور وعطفه وحبه معاً، ولم تكن قصة الفيلم غريبة على الجمهور المصري، إذ كان المسرح المصري سبق وقدمها قبل السينما، وجسدت دور غادة الكاميليا عملاقة المسرح روز اليوسف!

لم يهز ذلك ليلى مراد كما كان يحدث سابقاً، فكانت تعلم هذا كله، وقد شاهدت الفيلم الأميركي الذي أدت غريتا غاربو دور البطولة فيه، فقررت أن تدخل التجربة باستماتة، ولما كانت بطلة الفيلم مريضة بالصدر، طلبت ليلى من المخرج توجو مزراحي أن يصحبها إلى مستشفى الصدر في حلوان لتتعلم كيف يتصرف المصابون بهذا المرض.

ترددت ليلى على المستشفى مرات عدة، واستمعت إلى السعال الجاف المتقطع الذي يطلقه المرضى فراحت تقلدهم حتى أصبح يلازمها، وعندما انتبهت إلى ذلك وأرادت أن تتوقف عن السعال لم تستطع، كانت تعودت عليه، فأصابها الرعب، لأن هذا المرض قد ينتقل بالعدوى، فهل أصاب ليلى المرض أثناء زيارتها المستشفى؟!

زارت الطبيب، ففحصها مبتسماً، ثم طمأنها:

- لا مفيش قلق ولا حاجة. انت بخير والحمد لله. كل الحكاية إنك محتاجة راحة كام يوم.

آنذاك، كان الصيف يقترب، وعلى رغم أن الاستعداد للفيلم كان على أشدّه، قررت ليلى الاستجمام في الإسكندرية شهرا كاملاً، ووافق توجو مزراحي، فطارت فرحاً، لكنها لم تكن تعلم أنها في هذا الشهر تحديداً ستقع في الحب.

أمر طبيعي أن تقع فتاة في مثل سنّها في الحب، لكن المهم في الموضوع هو شخصية ذلك «الحبيب المجهول». كان شاباً ارستقراطياً من عائلة كبيرة، يكبرها بحوالى 20 عاماً، التقت به في إحدى الحفلات، فوقع كل منهما في حب الآخر.

صغيرة على الحب

توقّف زكي مراد عن ملازمة ابنته في الحفلات أو في الأستوديو فهي كبرت وأصبحت تفوقه في الاتفاقات والتفاوض، ولم يعد قادراً على بذل مجهود ضخم كالسابق، فقد كانت العائلة تكبر، والأعباء تتزايد، والأطفال يشبون عن الطوق، وكان الصبي منير مهملاً في المدرسة، أقصى أمنياته أن يسرق عود والده ويدندن عليه، فكان يأخذه ويتسلق الدولاب ويجلس فوقه ليعزف ويغني، غير عابئ بصيحات التهديد والوعيد التي كان يتلقاها من والدته.

أما ليلى فكانت تحيا في عالمها الخاص، وقد تحولت حياتها من البساطة إلى التركيب فانغمست في الفن الذي جذبها إليه بخيوط بلا عدد، غير أنها ما إن قضت فترة الراحة والاستجمام في الإسكندرية، حتى خرجت منها بحب جديد، غير أن هذا الحب كُتب له أن يكون سراً، ولم تبح ليلى باسم الحبيب لأحد.

كان الحبيب أرستقراطياً، ثرياً، صاحب أطيان، والأهم من ذلك كله أنه كان يشغل مركزاً مهماً في وزارة الخارجية المصرية. فكانت صفاته نموذجية لشاب أرستقراطي يعيش في مصر أثناء الحرب العالمية الثانية، رأته ليلى من نافذة إحدى غرف فندق «سان جيوفاني»، الذي كان مقابلاً لفيلتها في حي «جليم» بالإسكندرية، فبدأت تراقبه: يستيقظ متأخراً ويعود مع الفجر، شعره رمادي ينساب كالبحر فوق رأسه، ملابسه عصرية، على شفتيه ابتسامة، وأسخف ما في الأمر أنه لم يكن يعيرها أي اهتمام إذا ما ظهرت في شرفتها.

- متعرفش إني ليلى مراد؟!

مرت الأيام وذلك الشاب يعيش حياته على وتيرة لا تتغير، فسألت ليلى أحد العاملين في الفندق عمن يكون، وعرفت منه رقم الغرفة التي ينزل فيها، ورقم الهاتف وطلبته.

بدأت الحكاية «شقاوة بنات»، ضحكات وهمسات ووجوه خجولة، كانت وصديقتها نوال تقضيان الساعات في الحديث معه عبر الهاتف. كانت ليلى تشاغله من شرفتها، تبتسم، تلوح، تقف بالساعات، لكنه لم يكنّ يرد إلا بابتسامة فحسب!

وعندما سمعت ليلى صوته عبر الهاتف سألته من دون تحية:

- انت اسمك إيه؟!

فجاءتها ضحكة تحمل اسمه، كان خبيراً بالغزل، محنكاً زار أوروبا وأميركا ويتقن الرقص ويقضي أمسياته كلها في لعب الورق، وفي اليوم نفسه، عند السابعة مساء، كانت ليلى تنتظره وكل خلجة في جسدها ترتجف، وفي شارع جانبي جلست الى جواره، ونسيت أنها ليلى مراد التي يتردد اسمها في كل مكان. ففاجأها الحبيب قائلاً:

- انت صغيرة قوي!

لم تعبأ بما قال بل أشارت إلى سرواله، وكأنها تريد إبعاد تفكيره عن سنّها:

- أنا عندي بنطلون زي ده!

- تعرفي أنا بتأثر قوي لما أرجع ألاقيكي في انتظاري.

- يعني كنت واخد بالك من الأول؟

- أيوه بس كنت مش متأكد إنك تقصديني.

- ولاَّ تقل منك؟

- أبدا..بس كنت عايز أسألك: انتي ليه بتستنيني لحد الفجر؟

- علشان أطمن إن مفيش معاك واحدة ثانية!

رحيل الحنان

عادت ليلى إلى القاهرة ودخلت الأستوديو لتجسد دور «غادة الكاميليا» في فيلم «ليلى»، وكان الشاب الوسيم عاد أيضاً معها. كان الحبيبان يلتقيان يومياً، وحرصت ليلى على الانضمام إلى النادي الذي كانت تتردد عليه أسرته، فقد بدأت في تنفيذ خطة رسماها معاً، لتتعرف الى العائلة، وذلك لأنهما قررا الزواج.

قبل أن ينتهي تصوير «ليلى» كان كل شيء يبدو بهيجاً، مستقراً، كان الدخل يرتفع والأسرة تجد حاجتها دائماً. وتعاهدت ليلى مع الحبيب على الزواج، كانت سعيدة دائماً، وقد بلغت فرحتها الذروة حين رفض حبيب القلب الانتقال إلى سان فرانسيسكو عندما رشحته وزارة الخارجية لمنصب هناك، فاعتذر ليبقى بجانبها. أما ليلى فكان عليها أن تذهب إلى الأستوديو لتصوير بضعة مشاهد لكنها ما كادت تنتهي من الإفطار وتستعد للخروج حتى رنّ الهاتف:

- ألو أيوه يا أستاذ، كده يعني مفيش تصوير النهاردة؟ أحسن برضه أهو تبقى فرصة أشم نفسي شوية مرسي يا أستاذ مع السلامة.

طارت ليلى من فرط السعادة، فهي وجدت فرصة لترى حبيبها وتقضي معه اليوم كله، وفيما كانت تستعد للخروج، استوقفتها أمّها السيدة جميلة:

- ما تخليكي في البيت النهاردة يا ليلى علشان ترتاحي طالما معندكيش شغل.

- معلش ياماما أنا رايحة النادي.

- اقعدي اتغدي معانا. هعمل لك الكفتة اللي بتحبيها.

- معلش هروح النادي. ولا أقولك لا أنا هروح عند نوال.

فهناك تستطيع ليلى طلب حبيبها في الوزارة، ورؤيته، وما إن وصلت الى بيت صديقتها حتى رن الهاتف، فرفعت نوال السماعة وأعطتها الى ليلى، فجاءها صوت أمها ضعيفاً:

- الحقيني يا ليلى الحقيني!

ولثوان خاطفة تجمّد كل شيء وتوقفت الحياة، لدرجة أن صوت ليلى خرج همساً لا يقوى على النطق:

- ماما؟

- الحقيني أنا تع... بانة!

ألقت ليلى السماعة وانطلقت إلى الشارع كالمجنونة تقود بأقصى سرعة، كل شيء يتطاير من حولها، البيوت والناس والجدران والأرض، أمها كانت تودعها عند الباب منذ دقائق، فماذا الذي حدث؟ هل هي أم والدها أم أحد أشقائها؟!

صعدت ليلى درجات السلم بسرعة، واقتحمت الشقة لترى أمها متقطعة الأنفاس، تمسك صدرها بيدها، تئن، فصرخت ليلى كالمجنونة، تطلب الإسعاف ولكن جسد أمها تهاوى، وأنفاسها انقطعت وكان آخر ما همست به:

- ليلى، خلي بالك من إخواتك.

قالت هذا ثم فارقت الحياة.

الأم البديلة

ماتت السيدة جميلة، وتركت ليلى تواجه مسؤولية العائلة كاملة. كانت الأم تدير كل شؤون البيت، هي المسؤولة عن الكبار والصغار معاً، عن مصاريف المدارس والملابس وتدبير الأمور. أصبحت ليلى بمفردها، لأن والدها زكي مراد كان تقاعد تماماً ولم يعد قادراً على التنقل بين الأستوديوهات أو الحفلات، فتحوّلت إلى أب وأم لكل فرد في الأسرة الكبيرة.

مرت أيام الحزن، وغرقت ليلى في العمل والحب معاً، فأكملت تصوير «ليلى» وأصبحت دنياها الصغيرة تقتصر على حبيبها الأرستقراطي، ونوال صديقة العمر، وشقيقتها ملك، و»أبلة» بثينة، شخصيات أخذت على عاتقها الوقوف بجوار النجمة التي أصبحت ذائعة الصيت، لكن الحبيب كان مصدر السعادة الحقيقي وطاقة الأمل التي تشرق، وكلما مرت الأيام ازداد الحب بينهما اشتعالاً، وكلما نجحت الأفلام أصبح رباطهما أمراً لا مفر منه.

عُرض «ليلى» في سينما «كوزمو»، وأمامه على الرصيف المقابل في الشارع نفسه، كان يعرض «رصاصة في القلب» الذي أدت فيه راقية إبراهيم دور البطولة أمام محمد عبد الوهاب، فكان التنافس شديداً، والإقبال على الفيلمين كبيراً.

أدت ليلى مراد بطولة «ليلى» أمام حسين صدقي، وكان الفيلم بمثابة نقلة مهمة في حياتها، لدرجة أنها لم تحضر الحفلة الأولى بسبب خوفها الشديد من ردة فعل الجمهور، لكنها حضرت في اليوم التالي بعد أن سمعت كلمات الاطمئنان وعبارات التهاني.

التلميذة واستاذها

شعرت ليلى بأنها في امتحان صعب كممثلة، وأجمع الذين شاهدوا الفيلم على أنها نجحت في هذا الامتحان حتى أن المخرج محمد كريم الذي كان يعتقد في البداية أنها ضعيفة جداً في التمثيل قال بعد مشاهدته للفيلم:

- ليلى مراد أصبحت المثل الأعلى للفتيات المصريات.

آنذاك، بلغ تأثر النساء بليلى مراد درجة كبيرة حتى أن أحد فساتينها في الفيلم أصبح موضة الموسم وأطلقت عليه الخياطات «وسط ليلى».

نجح «رصاصة في القلب» أسابيع عدة، لكن عرض «ليلى» امتد إلى ستة أشهر، وهى المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك بالسينما المصرية حتى صار الفيلم وليلى حديث الشعب بكل فئاته.

في ذلك الوقت عرض محمد عبد الوهاب، وكان أصبح فناناً كبيراً، ازدادت خبرته وحنكته وشهرته، على ليلى، ومعه محمد كريم هذه المرة، أن تؤدي بطولة فيلمه المقبل.

شعرت ليلى بانتصار شديد، فقد جاء عبد الوهاب وكريم يطلبانها، ليس باعتبارها المطربة صاحبة الصوت الساحر فحسب، بل ممثلة مقتدرة، أفلامها تظل في دور العرض 24 أسبوعاً، وهذا يعني أنها تفوّقت عليهما. وبعد الإحساس بنشوة الانتصار كان لا بد من أن توافق ليلى على طلب عبد الوهاب، ولكن هذه المرة بشروط:

- أستاذ محمد أنا أجري في الفيلم دلوقت خمسة عشر ألف جنيه!

صمت عبد الوهاب ولم ينطق. فقد كان المبلغ خرافيا وكبيراً، وبعد أن تمالك نفسه، حاول أن يصل مع ليلى إلى أجر معقول، لكنها أصرت على موقفها، ولم تتنازل عن «قرش واحد» من أجرها، وكلما زاد إلحاح عبد الوهاب وكريم عليها، زاد إصرارها على الرقم المبالغ فيه، فقد كانت تشعر بأنها تثأر لفنها وقدراتها التي كانت يوماً محل شك من المخرج الكبير، وها هو الآن يطلبها بإلحاح، وفي داخلها تتمنى أن يوافق عبد الوهاب، ليس طمعاً في المبلغ، بل ليكتمل الانتصار، ولكن لأن الأمر كان مبالغاً فيه فشلت الصفقة، تماماً كما فشل حبها الأول وتحطم على صخرة الواجب وتقاليد ذلك العصر.

كان حبّها ذاع أمره، ولم يعد الحبيب الديبلوماسي يخفي عن عائلته الأرستقراطية ذلك الغرام، وقد شهدت مناطق القاهرة الخلوية تلك النزهات بالسيارة، حيث كانت ليلى تفعل ما تفعله في الأفلام تماماً، الحبيب يقود السيارة في طريق المعادي حيث ظلال الشجر تطل من جانبي الطريق، وليلى تغني كل أغانيها، وتحب من كل قلبها، وتحلم بالعش الذهبي.

قرر الحبيب إعلان رغبته في الزواج منها، واجتمعت العائلة تناقش الأمر، فلم يطل النقاش طويلاً، لأن كانت ليلى تعرفت إليهم جميعاً، ولم يكن ثمة ما يمنع من إتمام الزواج، العز والحسب والنسب والأصل، من نجمة غطت شهرتها مصر والعالم العربي كله. صدر قرار العائلة بالموافقة، وأعلنت الأم رضاها بشرط واحد: أن تعتزل ليلى الفن نهائيا!

نهاية حب

زف الحبيب خبر موافقة العائلة الى ليلى وهو سعيد، يكاد يطير من الفرح، فتظاهرت ليلى هي الأخرى بالسعادة، لكن قراراً صعباً كان يقف أمام هذا الزواج، قرار كان على ليلى وحدها أن تتخذه.

مرّ أسبوعان، كانت ليلى تفكر فيهما، أيهما أفضل: سعادتها، أم سعادة واستقرار عائلتها التي تعتمد عليها اعتماداً كاملاً؟!

اجتمعت الصديقات من حولها، ورحن يرددن على أذنها أنها فعلت كل ما تستطيع، وقامت بالواجب تجاه أسرتها، وعليها أن تفكر في نفسها، أما ليلى فكانت مترددة، لا تعرف من تختار: العائلة أم سعادتها، حتى جاء يوم التقى فيه الحبيبان في السيارة كالعادة، كان الرجل سعيداً لا يعلم بالصراع الذي تعيشه حبيبته، وقد بدا يعد العدة للزواج فعلاً، وبدت ليلى وكأن قناعاً أسدل فوق وجهها، فسألها: مالك يا ليلى؟!

- أنا عاوزة أقول لك حاجة انت مش منتظرها.

- قولي مالك؟

- أنا مش هقدر أعتزل الفن؟

هكذا ببساطة وبوضوح أعلنت ليلى قرارها، فكانت صدمة الحبيب مروعة، ظل لدقائق كمن ضُرب على رأسه، لا يعرف ماذا يقول أو يفعل فقد بذل جهداً خارقاً ليحمل العائلة على الموافقة، وفجأة ومن دون مقدمات تقول ليلى هذا الكلام:

- ما اقدرش اتخلى عن العيلة!

كأنه مشهد سينمائي من «غادة الكاميليا» مع بعض التغيير، وصوت الحبيب يأتيها مرتجفاً:

- أنا عارف انك نبيلة يا ليلى، بس مش ممكن تضحي بنفسك بالشكل ده!

- مقدرش مقدرش.

- ليلى أنا مرتبي كبير وكمان عندي أملاكي، وعندي دخل سنوي كبير. أنا تحت أمرك انت والعيلة!

- عايزني أتجوزك علشان تصرف على عيلتي.

- ليلى أنا...

فقاطعته:

- أنا آسفة ده قراري الأخير!

كان قرارها نهائياً وحاسماً، وفي مساء ذلك اليوم وأمام محل «مونترو» في مصر الجديدة أُسدل الستار على قصة حب دامت ثلاث سنوات، وافترق الحبيبان، غير أن ليلى منذ ذلك اليوم وعلى امتداد أكثر من عشرين عاماً ظلت تتلقى باقة من الورود في كل عيد ميلاد لها، كان الحبيب يرسلها بانتظام، حتى انقطعت هذه الباقة وعلمت ليلى أن حبيبها مات وظلّ وفياً لها ولم يتزوج.

أنور وجدي

بعد نجاح «ليلى» الكبير عرض المخرج كمال سليم على ليلى مراد دور جولييت، في قصة شكسبير الشهيرة، التي تحولت إلى فيلم بعنوان «شهداء الغرام» واختار للقصة عصر المماليك ليتفق مع أجواء شكسبير، وكانت ليلى ستؤدي دور البطولة أمام المطرب المشهور إبراهيم حمودة، ويشارك فيه أنور وجدي بدور «الغريم».

أثناء تصوير الفيلم كانت ليلى تجلس في غرفة الماكياج، فدخل عليها وجدي

الذي كان يؤدي آنذاك الأدوار الثانية في الأفلام ويمثل دور الشاب الفهلوي خفيف الظل ابن البلد، وأحيانا أدوار الشر، ولم يعطها فرصة للكلام:

- بسم الله ماشاء الله. إيه الجمال ده وإيه النور اللي بيشع ده. لا لا بشرفي أنا خايف أحسدك. مش ممكن جولييت كانت بالجمال ده!

لم تتمالك ليلى نفسها فضحكت:

- اتفضل يا أستاذ أنور.

- شوفي ياست الكل من غير لف ودوران.. أنا القرشين اللي معايا حطيتهم مع الأستاذ كمال سليم المخرج ومجموعة شركا علشان ننتج فيلم. وقلتلهم إن الفيلم ده مش هينجح ونرجع فلوسنا إلا إذا ليلى مراد قامت ببطولته.

- أيوه يا أستاذ أنور بس أنا أجري كبير.

- يا هانم أنا حطيت كل فلوسي في الفيلم ده، ومش عاوز غير ليلى مراد!

- طيب. أنا باخد خمستاشر ألف جنيه.

- أنا ببدأ حياتي، وانتي لازم تساعديني!

- وليه لازم؟

- ياهانم أنا مش جاي أتكلم مع فنانة عادية. أنا بتكلم مع ليلى مراد صاحبة القلب الكبير الفنانة اللي يهمها فنها ومساعدة الناس قبل أي شيء.

كان وجدي في هذا اللقاء رجل أعمال محدد المعالم والهدف، وليلى التي كانت تقف وتتفاوض أمام كبار النجوم والمنتجين وتصر على طلباتها وأجرها، لم تعرف كيف وافقت على طلب أنور!.

back to top