سيغورني ويفر لا تشعر بالغربة في الفضاء
تقول سيغورني ويفر، بضحكة خافتة، إنها لن تسأم أبداً من السفر إلى الفضاء. تذكر الممثلة التي رُشّحت ثلاث مرّات لجائزة أوسكار: {أنا مستعدة دوماً للذهاب إلى كوكب آخر، لأن الفضاء الخارجي أفادني كثيراً}. إنها الذكرى السنوية الثلاثين للإنجاز الذي حقّقته ويفر في حياتها المهنية بدور إيلين ريبلي في فيلم Alien. لكن بدل أن تعيش على أمجادها، عادت الممثلة البالغة 60 عاماً إلى نشاطها خارج كوكب الأرض مع فيلم الخيال العلمي Avatar لجيمس كاميرون. تؤدي ويفر دور عالمة النبات غريس أوغستين التي تشرف على تعليم شاب متهوّر من جنود البحرية الأميركية يُدعى جايك سالي (سام وورثينغتون) في الأدغال الجميلة إنما الخطيرة في باندورا، كوكب مأهول يأمل البشر غزوه للحصول على موارده الطبيعية. ويفر الأشهر بين طاقم الممثلين وبدت متشوقة للتعاون مجدداً مع كاميرون، الذي وجّهها في Aliens، حيث عاودت الظهور في عام 1986 بدور ريبلي.
بعد مشاركتها في الأجزاء الأربعة من Alien، وجزأي Ghostbusters الذي حقق نجاحاً ساحقاً، وأدائها في الفيلم الهزلي Galaxy Quest، برزت ويفر في Avatar كملكة لدى هواة الرسوم المصوّرة الذين يملكون اليوم سطوةً كبيرة في هوليوود. لذلك فإن حمل صانعي Wall-E ويفر على منح صوتها لجهاز الكمبيوتر على متن مركبة أكسيوم الفضائية لم يكن صدفةً، فقد حُفر صوتها في آذان المعجبين على مدى ثلاثة عقود. تعلّق في هذا المجال: {إنها حتماً أفضل قاعدة للمعجبين لدي، أحب هؤلاء}. Alienكان أول دور سينمائي أدّته ويفر في عام 1977 عابراً، إذ جسّدت شخصية امرأة يواعدها وودي آلن في أحد المشاهد على الرصيف في Annie Hall. لكن سرعان ما أصبحت نجمةً بفضل Alien، وارتبط اسمها بدور امتيازي ضمن لها أحد الترشيحات القليلة لجائزة أوسكار عن فيلم خيال علمي محض (Aliens في عام 1986). فضلاً عن ذلك، غدت {ريبلي}الصلبة والجديرة دوماً بالثقة أحد رموز الأفلام المنخفضة الميزانية وهي تحتل دوماً الطليعة حين يناقش المعجبون أفضل الشخصيات النسائية في أفلام الخيال العلمي. على رغم ذلك، ركّزت ويفر بعد مشاركتها في أول جزء من Alien على إيجاد أدوار مختلفة ومشاريع غير متوقّعة. تقول إن الممثلين الذين يكرّرون الأدوار عينها غالباً يقوضوّن قدرتهم على مفاجأة الجماهير وأنفسهم: {لم أرغب في أداء دور ريبلي لبقية حياتي. طالما أردت اختبار أدوار كثيرة أخرى. أردت الانتقال بعيداً قدر الإمكان من فيلم إلى آخر. لكنني أحب المشاركة في أفلام الخيال العلمي، لأن لا شيء مستحيل فيها، لا سيما بالنسبة إلى المرأة}.أحد الأمور التي بدت ممكنة لويفر في Avatar تقمص جسد كيان بيولوجي أزرق عملاق مكوّن من خليط الأحماض النووية البشرية وجينات قبيلة نافي، السكّان الأصليون في باندورا الذين يستهدفهم الغزو البشري. غيّر الفيلم قواعد اللعبة في هوليوود بفضل ابتكاره بواسطة التكنولوجيا الثلاثية الأبعاد، نظام التقاط الحركة، والتصوير في الزمن الحقيقي في الموقع؛ فضلاً عن أنه أغلى فيلم في تاريخ السينما إذ بلغت تكلفة إنتاجه 310 ملايين دولار أميركي. على رغم قول ويفر إن التشويق قد يستقطب الجماهير لمشاهدة الفيلم، إلا أن ما سيترسّخ في ذاكرتهم هو على الأرجح استخدام النماذج البدائية التقليدي والنفحات الرومنسية التي تمنح فيلم الكائنات الفضائية الشامل جوهره الإنساني. توضح ويفر: {من الرائع مشاهدة الفيلم، لكن أكثر ما أحبه فيه أنه قصة عظيمة قديمة الطراز. قد يتضمن الوسائل التكنولوجية المدهشة والمثالية التي تأخذك إلى عالم آخر، لكن القصة مروية بطريقة كلاسيكية. آمل أن يستعد الناس، فهذا هو الفيلم الذي قال جيم كاميرون إنه يرغب في مشاهدته حين كان في الرابعة عشرة، وأعتقد فعلاً بأنه في داخل كل منا ما يكفي من حس المراهقة لجعل هذا الفيلم مميزاً. إنه شعور مشترك}. تقول الممثلة إن شخصيتها {تفتقر إلى الصبر}، وينتابها حس بالهجرة خلال عبورها أدغال باندورا خارج كوكب الأرض. تذكر ويفر بأنها انبهرت بأداء وورثيغتون الذي يشاركها التمثيل، والذي قد تحلّق حياته المهنية بفضل هذا الفيلم. على رغم ذلك، تعتبر بأن مهارة كاميرون في رواية القصة هي التي تبقي Avatar ثابتاً على الأرض حتى خلال سفره إلى عوالم أخرى: {قد يكون من السهل الإغفال عن الروح في هذا الفيلم بسبب الأجزاء المتحرّكة الضخمة كافة، لكن كاميرون ركّز أكثر مما يجب على طاقمه من الممثلين وعلى نصّه بسبب التأثيرات الخاصة. كان مدركاً لهذا الأمر، وكان ملتزماً بشغف بذلك الواقع. وأعتقد بأن ذلك من الأسباب التي دفعت به إلى الاستعانة بعدد قليل من الممثلين، للحرص على متابعة كل شخصية. يبرع كاميرون أيضاً في تقديم شخصيات نسائية رائعة، وهي كثيرة في هذا الفيلم {.رصيد سينمائيحققت ويفر رصيداً سينمائياً شاملاً بفضل أفلام مثل:Gorillas in the Mist: The Story of Dian Fossey، Working Girl، The Year of Living Dangerously، Dave، The Ice Storm، Baby Mama، و The Village. على رغم ذلك، يذكر المعجبون دوريها في Alien و Ghostbusters حين يطلبون توقيعها. من جهة أخرى، يحاول دان أيكرويد، أحد نجوم Ghostbusters الذي أوجد بالتعاون مع هارولد راميس الذي شاركه كتابة السيناريو شخصيات الفيلم الخارقة، إعادة إحياء ذلك المشروع. إذ أفاد لصحيفة {لوس أنجليس تايمز}في مطلع هذا العام بأن أفراد طاقم التمثيل الأصلي كافة قد يعودون بـ}جيل جديد}من مطاردي الأشباح. يبدو بأن الاهتمام بالجزء الثالث من الفيلم يتصاعد، لكن ويفر تقول إنه بعد تحدثها إلى إيفان رايتمان، مخرج جزأي Ghostbusters السابقين في عامي 1984 و1989، إنها لا تتوقع أن تكون جزءاً من المشروع الجديد. تضيف: {على حد علمي، أعتقد بأن بيل موراي هو الوحيد المشارك فيه فعلياً. قد أكون على خطأ، فالمرة الأخيرة التي تحدثت فيها إلى إيفان كانت منذ بضعة أشهر. ليس المقصود من من المشروع في هذه المرحلة لم شمل مجموعتنا الخاصة آنذاك، وإنما تقديم مجموعة أصغر سناً}. أمّا فيلمها المقبل بعنوان Crazy on the Outside فسيُعرض في صالات السينما الشهر المقبل بمشاركة تيم ألين، ج. ك. سيمونز، كيلسي غرامر وراي ليوتا. يجسّد آلن (الذي يقوم بتجربته الإخراجية للمرة الأولى في هذا الفيلم) دور الشقيق الخارج حديثاً من السجن والذي يأتي للعيش مع شقيقته المحبة التي تؤدي دورها ويفر. في الوقت عينه، تعيش ويفر منذ مدة في المستقبل عبر الترويج لفيلم Avatar وتستعد لزيارة ماضيها مجدداً، إذ ستمضي الأسابيع المقبلة في مشاهدة أجزاء Alien كافة كجزء من عملية تسجيل وثائقي سيُطلَق قريباً على قرص DVD. تعقّب: {لم أشاهد يوماً الأجزاء كافة دفعةً واحدة. بل حفّزت ابنتي البالغة من العمر 19 عاماً على مشاهدتها، لأنها صدقاً لم تشاهدها سابقاً. أعتقد بأنها تفضلّ أن تراني في شخصية الأم الطيبة وليس امرأة تجول في أرجاء سفينة فضائية بآلة تطلق النار}.