«نعم هناك عملاء بيننا... لكنهم روس»!


نشر في 15-10-2009
آخر تحديث 15-10-2009 | 00:01
 حسن مصطفى الموسوي هناك بعض الأطراف لا همّ لها سوى إشغال الرأي العام بقضايا مفتعلة من أجل إثارة البلبلة، فقبل فترة قصيرة أثاروا بعض القضايا الأخلاقية وكأنها ظاهرة جديدة ليساق البعض كالقطيع لإقامة الندوات وإطلاق التهديدات ليتم استخدامها كمانشيتات للصفحات الأولى لبعض الصحف. والآن خرجوا إلينا بقضية الخلايا النائمة والعملاء لتثار كما كانت تثار بالسابق على طريقة «الهليله» وليمشي خلفها محترفو الردح والتطبيل، لكن «الشرهة» ليست على تلك الأطراف المعروف أهدافها الخبيثة، لكن على الذي يقع في الفخ ويشعر بأنه ملزم بين كل فترة وأخرى بتقديم إثباتات الولاء وكأنه يستجدي صكوك الوطنية من غيره، لا بل يعين نفسه متحدثاً باسم الآخرين.

إن إثارة مثل هذه القضايا من قبل نفس الأطراف المشبوهة باتت مسرحية واضحة يراها حتى الأعمى، لكن مادمنا نتحدث عن العملاء، إليكم هذه القصة حتى نعرف من هم العملاء الحقيقيون؟ فأثناء الحرب الباردة بين أميركا والاتحاد السوفييتي، كانت هناك معركة ضارية بين جهازي استخبارات الدولتين من أجل تجنيد العملاء المزدوجين، ونجح الجهازان في عمل اختراق في صفوف الآخر، ومن إحدى قصص النجاح مسؤول في جهاز الـ(KGB) كانت مهمته مراجعة أسماء المرشحين لمناصب في الدولة، وكانت تثار حوله الشكوك بشأن تجنيده من قبل الـ(CIA)، وبالرغم من مراقبته بشكل مكثف من خلال الكاميرات والسماعات، فإن جهاز المخابرات السوفييتية لم يعثر على أي دليل يدينه.

لكن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، تم كشفه بطريقة ما أدت إلى اعتراف هذا المسؤول بعمالته لـ(CIA). وفي جوابه على كيفية عمل ذلك دون أن يتبادل معلومات مع المخابرات الأميركية، قال المسؤول إن مهمته كانت في استبعاد الكفاءات عن أجهزة الدولة المختلفة وتعيين الفاشلين مكانهم، ولذلك لم يعثر على دليل لإدانته لأن طبيعة عمله لم تكن في إطار تبادل المعلومات والتي تتطلب مقابلة مسؤولي المخابرات الأميركية.

طبعا لا أريد أن أزعم بأن السبب الرئيس لانهيار الاتحاد السوفييتي كان بسبب هذا العميل وقراراته المؤثرة في جهاز الدولة، فالأمر متعلق بأمور أخرى مهمة أيضاً، متعلقة بفلسفة الشيوعية. لكن من هذه القصة نستطيع أن نعرف مدى خطورة تعيين الفاشلين في مناصب حساسة، ومدى ارتباط ذلك بمستقبل الدولة وتقدمها من تأخرها، وهو الأمر الذي التفت إليه جهاز المخابرات الأميركية واتخذه كوسيلة للحرب ضد دولة معادية.

ترى كم عميلا لدينا على شاكلة هذا العميل الروسي يضرون بلدهم من حيث يشعرون أو لا يشعرون، ويساهمون في خراب البلد وانحدار الكفاءة في إدارة الوزارات عبر تعيين الفاشلين والفاسدين في مناصب حساسة من أجل عيون هذا أو ذلك أو من أجل هذا الناخب أو ذاك؟! وكم مسؤولا تلقى عمولات من أجل ترسية مناقصة على شركة فاشلة؟ وكم مسؤولا داس على القوانين من أجل مصالحه الشخصية؟ وأزيدكم من الشعر بيتا، كم سارقا وناهبا لأموال البلد يحاول بث الفرقة والفتنة بين أبناء المجتمع حتى يشغلهم ببعضهم ويبعد الأضواء عن جرائمه؟! هذه هي العمالة الحقيقية التي يجب تسليط الضوء عليها، لا الخرافات والقصص الخيالية التي تطل علينا بين الفينة والأخرى.

back to top