هدوء نسبي مسلسل يرد الاعتبار إلى إعلاميين تعرّضوا للخطر خلال حرب العراق
يحظى مسلسل هدوء نسبي، الذي يعرض حاليا، بنسبة مشاهدة متزايدة بين مسلسلات رمضان لتعرّضه للأزمة العراقية، وما يتعرّض له الإعلاميون العاملون في العراق يوميا من مضايقات تصل أحيانا إلى القتل.يقدم المسلسل الذي أنتجته وتعرضه قناة روتانا خليجية قصة حب بين بطليه عابد فهد ونيللي كريم ضمن يوميات الحرب على العراق، بداية من التحضير لها إلى انطلاقها عام 2003 حتى الوقت الراهن، حيث يقدم بطلا العمل شخصيتي مراسلين حربيين يخضعان مع غيرهم من زملائهم للرقابة من قبل الأمن العراقي قبل اندلاع الحرب، وللملاحقة من قوات الاحتلال بعد اندلاعها وصولا إلى استهدافهم وسجنهم وقتلهم في بعض الحالات.
مخاطر الصحافةوقالت بطلة العمل المصرية نيللي كريم إنها تعتبر المسلسل نقطة انطلاقها الحقيقية في الدراما التلفزيونية التي قدمت فيها سابقا أعمالا عدة، لكن «هدوء نسبي» يختلف عنها جميعا في قيمته الفنية والجهد الذي بذلته في تصويره بين مناطق تصوير وعرة وظروف جوية متباينة.وأضافت أن دور الصحافية ناهد خيري، الذي تقدمه في المسلسل، يلقي الضوء على مدى المهانة والخطر اللذين يعيشهما الإعلاميون، وخصوصا النساء في بؤر الحروب المشتعلة، حيث إن الشخصية التي تجسدها تعرضت للاختطاف من قبل رجال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذين هددوها بالقتل لو لم تكتب عنهم بشكل إيجابي، قبل أن يتم تهديدها مجددا من قبل قوات الاحتلال لنفس السبب.واعتبرت نيللي كريم المسلسل محاولة لرد الاعتبار لعشرات الإعلاميات اللاتي تعرضن للقهر والتعذيب والقتل خلال الحروب، وخصوصا حرب العراق التي شهدت مقتل عدد من الصحافيات خلال أدائهن عملهن.مرحلة مأساويةوقال المخرج التونسي شوقي الماجري إن المسلسل كان مشروعه الخاص الذي قرر أن يظهره للجمهور، حيث إن العراق عاش مرحلة مأساوية مازالت ماثلة في أذهان كثيرين من خلال نشرات الأخبار، «وأحببت أن أترك من خلال هدوء نسبي بصمتي الخاصة ومشاركتي الشخصية في القضية التي هزت مشاعر كل العرب لفترة طويلة». وأضاف أن المسلسل درامي بالأساس وليس عملا وثائقيا، وأنه اهتم أكثر بالجانب الإنساني، وأدرك منذ اللحظة الأولى حساسية الموقف كونها قضية قومية، لذا تعامل مع كل الأحداث بدقة شديدة وتناول كل التفاصيل بحذر شديد كي لا يقع في مطب الانحياز أو التعبير لمصلحة جهة ضد أخرى.وأوضح أنه قام بإعادة صياغة أحداث حرب العراق وفق مجرياتها، وهو أمر استلزم وقتا طويلا في التحضير والإعداد واختيار الشخصيات حتى لا تبدو الدراما هزيلة مقارنة بالواقع، وفي المقابل لا تبدو أكثر قسوة وبشاعة مما جرى وبثته وكالات الأنباء والقنوات الإخبارية العربية والعالمية.ووصف الممثل السوري عابد فهد المسلسل بأنه دقيق، والسبب في ذلك مهارة كاتبه خالد خليفة الذي تعامل مع كل التفاصيل باحتراف، مشيرا إلى أنه لم يسبق له أن قدم شخصية المراسل الصحافي خصوصا أن دور «ناجي» الذي يقدمه لا يخشى الموت، وفي نفس الوقت هو عاشق وأب يحن لسماع صوت ولده عبر الهاتف.وأضاف عابد أن العمل كان متعبا جدا خلال فترة التصوير «لأننا عملنا في ظروف قاسية، ففي بعض الأيام كنا نصور تحت درجة حرارة عالية، كما كانت هناك خطورة شديدة في تنفيذ مشاهد الحرب التي تتطلب مجهودا جسديا كبيرا نتج عنه إصابات عدة لفريق العمل».ميزانية العملويضم المسلسل عددا كبيرا من الممثلين بلغ عددهم 273 شخصية بين شخصيات رئيسية وثانوية ينتمون إلى عدة جنسيات عربية وأجنبية، بينها مصر وسورية ولبنان والخليج العربي وتونس والأردن وإيران وأميركا وفرنسا والعراق، وتم تصوير العمل بين سورية ومصر، والجانب الأكبر تم تصويره في مدينة تدمر السورية للتشابه الكبير بينها وبين العراق.وبلغت ميزانية العمل 4 ملايين دولار أميركي، حيث صممت دبابات طبق الأصل من المركبات الأميركية، التي استخدمت في الحرب خصيصا للعمل، إضافة إلى استخدام عدد كبير من السيارات والقوارب التي تم حرقها وتدميرها.(القاهرة - د ب أ)