اضطرابات البطن والمعدة... حلول للتخلّص منها
نشر
في 14-07-2010 | 00:00
آخر
تحديث 14-07-2010 | 00:00
يشير انتفاخ البطن إلى عسر عملية الهضم... فكيف عسانا التخلّص من الانتفاخ وآلام البطن وغيرها من الأعراض المزعجة؟ وما العمل للتوصّل إلى عملية هضمٍ ناجحة؟لتتمّ عملية الهضم لديكم بسلاسة تناولوا الطعام على مهل، لكنّ هذا وحده لا يكفي، إذ يجب مضغ الطعام بشكلٍ أفضل لفرز كمية أكبر من اللعاب ما يحدّ من الاضطرابات الهضمية ويمنح شعوراً بالشبع ويساهم في فقدان الوزن.
تختلف كمية السعرات الحرارية التي نستهلكها بحسب نوعية الأكل وكيفية تحضيره، إذ تحتوي الأطباق التي نتناولها في المطاعم على كمية أكبر من السعرات الحرارية من تلك التي تحتويها الأطباق المحضّرة منزليًا. ومع تطوّر الصناعة، أخذنا نتحوّل إلى المأكولات السائلة مثل مشروب اللبن والعصيدة والى المأكولات الجاهزة والبوظة والهمبرغر وغيرها... هكذا تساهم قلّة المضغ، جزئيًا، في تراكم الوزن الزائد والسمنة، وهي حالة شائعة في البلدان الصناعية. تناول الطعام ببطء والمضغ جيّدًا يمنحان الشعور بالاكتفاء والشبع. هكذا نتناول كمية أصغر من الطعام عند الوجبات وفي ما بينها، وبالتالي تتراجع احتمالات اكتساب الوزن الزائد. يُذكر أن المضغ يحرّك عددًا كبيرًا من الأعصاب المتصلة بالجهاز العصبي المركزي وخصوصاً على مستوى ما دون المهاد، أي جهاز التحكّم بالجوع. هذا ما نلحظه عندما يتناول شخصان الطعام، أوّلهما بملعقةٍ كبيرة وثانيهما بملعقة صغيرة. فنرى أنّ الثاني يشعر بالشبع أوّلاً لأنه يستهلك كمية أصغر من الطعام على دفعاتٍ صغيرة وببطء. كذلك، يخفف تناول الطعام ببطء من تراكم الدهون على مستوى البطن، وبالتالي يبقى الأخير ممسوحًا ونتفادى التعرّض للانتفاخ. بالإضافة الى أنّ المضغ يؤدي إلى امتزاج اللعاب بالأطعمة بشكلٍ أفضل فتتحسّن عملية الهضم. زِد على ذلك أنّ...ما المدة الفضلى لتناول الوجبات؟ يفضّل أن يمتدّ تناول الوجبة على 20 دقيقة، إلا أن هذه المدة تتقلّص إلى عشر دقائق عند تناول الوجبات السريعة، وهذا ما يدفعنا إلى {اللقمشة} لاحقاً. متلازمة القولون العصبي يجب الابتعاد عن الأطعمة التي قد تسبب تهيجًا في الأمعاء إذا أردنا التخلّص من الاضطرابات التي تترافق مع متلازمة القولون العصبي، ونعني بذلك الأطعمة التي تتسبب بالتنبيه المفرط وانتفاخ القولون. تتصدر لائحة الحلول ضرورة تناول الألياف القابلة للذوبان والابتعاد عن الألياف غير القابلة للذوبان. ما الفرق بين الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان؟تتسبّب الألياف غير القابلة للذوبان بتهيّج الأمعاء، وتؤدي بالتالي إلى تفاقم أعراض عسر الهضم لدى المصابين بمتلازمة القولون العصبي، فيتفاقم الانتفاخ والآلام المعوية والإسهال وخروج المخاط مع البراز. لذا يُنصح من يعانون متلازمة القولون العصبي بالابتعاد عنها.أما الألياف القابلة للذوبان، فهي لا تؤذي القولون لأنها لا تتسبب بتهيّج الجهاز الهضمي ما يحدّ من الاضطرابات الهضمية. سرّ هذه الألياف أنها تترسب على شكلٍ هلامي في الأمعاء عند الهضم، فتعزز قدرة القولون على امتصاص الماء والصوديوم. وبالنتيجة تقلّ اضطرابات التبرّز. لذا يفضّل تناولها باستمرار. لكن انتبهوا! عليكم أن تزيدوا الكمية تدريجاً كي يعتاد القولون على التكيّف معها. ننصحكم بتناول 20 إلى 30 غراماً من الألياف القابلة للذوبان يومياً. ما الأطعمة الغنية بالألياف القابلة للذوبان التي يُنصح بتناولها؟ الحبوب: خبز الجاودار، خبز نخالة الشوفان (وليس خبز القمح الكامل) والشوفان ودقيق الشوفان،الشعير وحبوبه ودقيق الشعير، والحنطة السوداء.الخضار: (يفضّل تناولها مطهية):الجزر والكوسا واليقطين والهليون والبطاطا من دون القشور والبطاطا الحلوة.الفاكهة: البرتقال والغريب فروت والدرّاق والنكتارين. ما الأطعمة الغنية بالألياف غير القابلة للذوبان التي يفضّل تجنبها؟الحبوب: دقيق القمح الكامل، نخالة القمح، خبز القمح الكامل، الخبز بالحبوب المتعددة، خبز بذور الكتان، معكرونة القمح الكامل، البرغل، الذرة الكاملة، الحبوب على أنواعها.الخضار: البطاطا مع قشورها والملفوف والبروكولي والبازلاء. الفاكهة: الإجاص والتفاح والفاكهة المجففة (كالخوخ والتين والتمر) والبابايا. - بذور الكتان.- البقوليات.كذلك على مرضى القولون العصبي: - الابتعاد عن المأكولات الدهنية لأنها تحفّز التحركات المعوية.- تجنّب الأطعمة التي تتخمّر ومنها: البقوليات كالعدس والفول والبازلاء، الملفوف على أنواعه، البروكولي، اللفت والقرنبيط وغيرها.- تجنّب الأطعمة التي تتسبّب بتهيج القولون مثل الخضار النيئة والتوت والكيوي والفاكهة الاستوائية وعصير البرتقال والطماطم والغريب فروت والقهوة والشاي والمشروبات الروحية والشوكولا الأسود والفلفل والكركم والزنجبيل والخردل والكزبرة والكمون والشبت وغيرها...- شرب كمية كبيرة من الماء.- تناول الوجبات بانتظام.ما أعراض التهاب بطانة بوق الرحم أو التهاب الملحقات؟- آلام في أسفل البطن وارتفاع الحرارة والإفرازات المهبلية.- الغثيان والقيء.- التهاب الملحقات أو التهاب بوق الرحم أحد الأمراض الجرثومية التي تنتقل عبر الأعضاء الجنسية. ومن أعراضه الأكثر شيوعاً نذكر الآلام في أسفل البطن والنزف المهبلي وارتفاع الحرارة والافرازات المهبلية... كذلك، قد تؤدي هذه العدوى إلى العقم.ما الإشارات الأولى إلى الحمل خارج الرحم أو الإجهاض؟- آلام في البطن ونزف طفيف.- ارتفاع الحرارة.- يحدث الإجهاض، عموماً، في خلال أسابيع الحمل العشرة الأولى. وتظهر أولى الإنذارات على شكل نزيف متقطع يتزامن مع تشنجات وآلام تصيب أسفل البطن. لكن اختفاء أعراض الحمل (مثل زوال الانتفاخ في الثديين والغثيان) أيضًا أحد إنذارات الخطر ما يستدعي استشارة الطبيب.ما أعراض التهاب الزائدة الدودية؟- آلام حادة ومفاجئة في البطن وشعور بالغثيان وارتفاع في الحرارة.- التهاب الزائدة الدودية مرض شائع قد يصيب أشخاصًا من الأعمار كافة، خصوصاً الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 30 سنة. يبدأ الألم في منطقة الصرّة ثم ينتقل إلى أسفل الجهة اليمنى ويثبت أخيرًا في الوسط بين الصرّة والعانة، على الجهة اليمنى. ما إشارات الإصابة بمرض إتنباد بطانة الرحم؟ - آلام خلال الحيض والجماع.- انتفاخ البطن وتحجّره.- يتجلّى إتنباد بطانة الرحم بآلامٍ خلال الحيض (خصوصاً في خلال أيام الدورة الشهرية الأخيرة) مع نزيف شديد، إضافةً إلى آلام خلال الجماع بسبب وجود أجزاء من بطانة الرحم خارج مكانها الصحيح، علماً أنّ ذلك قد يؤدي إلى العقم، لذت يجب المسارعة إلى استشارة الطبيب! ما أعراض متلازمة القولون العصبي؟ - ارتفاع الحرارة والصداع. - آلام في البطن وإمساك أو إسهال. - تظهر هذه الاضطرابات الهضمية، عموماً، على شكل آلام وتشنجات في البطن، تتزامن مع الإمساك أو الإسهال أو تناوب الإثنين.ما الأعراض المرافقة للإمساك؟- الصداع. - انتفاخ وألم على مستوى الأمعاء- الإمساك هو تعسّر وندرة طرح البراز (أي أقلّ من ثلاث مرات أسبوعياً)، ومن أسبابه: ندرة تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف، الخمول، التوتر، الانتفاخ والاضطرابات المعوية.كيف نميّز داء كرون؟ - من خلال آلام معوية وإسهال يزدادان حدّة إثر تناول الطعام وعند الاستلقاء.- يتسبب داء كرون، أو داء التهاب الأمعاء المزمن، بآلام معوية وتشنّجات وإسهال، خصوصاً إثر تناول الطعام، ويؤدي إلى فقدان الشهية والوزن.ما علامات المغص الكلوي؟- ارتفاع مفاجئ في الحرارة.- آلام حادّة في أسفل الظهر تنعكس آلاماً في أسف البطن وتقيئاً.- يتأتى المغص الكلوي، أو تشكّل الحصاة في الكلى، من تركّز مفرط للأملاح المعدنية في البول (أكسالات وفوسفات الكالسيوم) أو الأحماض (كحمض اليوريك). تتسبب تلك الحصى بنوبات ألم حادة تصيب المريض فجأةً في أسفل الظهر لتنعكس بعدها آلاماً في أسفل البطن، وتتزامن مع الغثيان والتقيّؤ وخروج الدم مع البول. وقد يظهر المغص الكلوي إثر التهاب المسالك البولية. كيف تتجلى قرحة المعدة؟عبر الشعور بالحرقة في المعدة وفي منطقة دون الصدر. قرحة المعدة هي تقرّح أو ثقب وتتزامن مع التهاب وآلام معوية. وتزداد تلك الآلام حدةً بسبب الأحماض التي تفرزها المعدة.كيف نعالج الاضطرابات الهضمية لدى الحوامل؟على الحوامل الامتناع عن تناول أي دواء من دون استشارة الطبيب.ينصح الطبيب باتباع علاج قائم على النظام الغذائي، ومن الضروري الالتزام به لأنّ الاضطرابات الهضمية، حتى ولو كانت طفيفة أو حميدة، قد تحول دون تناول الحوامل غذاءهنّ أو يؤرقهنّ. إن لم تكفِ الإرشادات الغذائية لتخفيف الاضطرابات الهضمية، يمكن أن يصف الطبيب أدويةً مضادة للحموضة. الوخز بالإبر الصينية أظهرت دراسات أجريت على عددٍ من الحوامل اللواتي عانين اضطرابات هضمية، فاعلية هذه الطريقة العلاجية، إذ تبيّن أن الوخز بالإبر خفّف من الحرقة المعوية وأحدث فرقًا ملحوظًا على الأعراض الأخرى وساهم في زيادة الشهية وتحسين نوعية النوم. كذلك، تبيّن أن الوخز بالإبر لم يتسبب بأي أعراض جانبية تذكر، ولم يؤثر على مدة الحمل أو وزن المولود، لذا يعتبر بديلاً علاجيًا مهمًا للحوامل ضدّ الاضطرابات الهضمية.كيف نسهّل عملية الهضم؟عبر تقسيم الوجبات: ثلاث وجبات رئيسة ووجبتان خفيفتان (الأولى حوالى العاشرة صباحاً والثانية عند الخامسة عصراً).تناول الطعام ببطءيؤدي ابتلاع الطعام السريع إلى إرباك المعدة بالأطعمة التي لم تُمضغ جيداً. وبالتالي تعجز الأنزيمات الهاضمة عن معالجة أجزاء الطعام الكبيرة، فتصبح عملية الهضم أطول وأصعب ما ينهك المعدة.تجنّب الشرب خلال الوجباتيُنصح بعدم الإكثار من تناول السوائل خلال الوجبات لأنها تضعف حموضة إفرازات المعدة، وقدرتها على تفتيت الأطعمة قبل هضمها. تجنّب المشروبات المثلّجةينصح بتجنّب الأطعمة والمشروبات الباردة أو المثلّجة، لأنها تتسبب بتقلّص باب المعدة، أي عضلة الصرّة الفاصلة بين المعدة والإثنا عشري، ما يبطئ تقدّم الأطعمة المهضومة. يُذكر أنّ المعدة تسخن الأطعمة، وبذلك تطول مدّة بقائها فيها. عدم الإفراط في تناول الأطعمة الدسمةيفضّل تجنّب الأطعمة الدسمة لأنها تنهك الجهاز الهضمي وينصح باستبدالها بالأطباق البسيطة، وتجنّب الصلصات والمقالي والكعك، واستبدالها بالأطعمة المدخنة أو المطهية أو المشوية.تجنّب الإفراط في تناول الحلوياتينصح بتجنّب الحلويات والمربيات والعسل وغيرها من الأطعمة الشديدة الحلاوة، فهي تؤدي إلى إفراز الأحماض المعدية المفرط، ما قد يؤذي المعدة الحساسة. غيّروا عاداتكم!يعتبر الانتفاخ وغيره من الاضطرابات الهضمية غالباً كأورام حميدة إلا أنها أمر مزعج. فإذا أردتم التخلّص منها اتبعوا الخطوات التالية:البطن المنتفخ مزعج وقبيح في آنٍ، ويفرض علاجه إعادة النظر في نمط حياتنا. فالخمول والتوتر وقلة النوم وتناول الأطعمة الدسمة عوض الأطعمة الغنية بالألياف والخضار والفاكهة والأكل على عجلٍ، كلها عاداتٌ تسبب في اختلال الوظيفة الهضمية وانتفاخ البطن.المرحلة 1: الأطباق تقضي المرحلة الأولى بتغيير محتوى الأطباق، أي: - التركيز على تناول الفاكهة والخضار المطهية لأنها غنية بالماء وتسهّل عملية الهضم، علماً أن طهوها يحدّ من التخمّر المعوي ومن الانتفاخ.- زيادة تناول الألياف، خصوصاً الخبز والحبوب والنشويات الكاملة، وتجنب المأكولات المكررة (المصنعة) مثل الخبز الأبيض. فالألياف تمتصّ المياه وتزيد حجم الفضلات ما يسهّل عملية هضمها وطرحها.- تجنّب المأكولات الغنية بالدهون المشبعة كالمأكولات الجاهزة والصلصات والمقالي والمعجنات والكعكات الصناعية، لأنها تبطئ عملية امتصاص الغذاء وهضمه.المرحلة 2: الشربيُنصح بشرب ليتر ونصف الليتر من الماء يومياً، لكن احذروا المشروبات المحلاة! استبدلوها بنقوع الأعشاب إذ تتميز بفوائد جمة وتسهّل عملية الهضم.المرحلة 3: الحركةيزيد الخمول حدة الانتفاخ والإمساك، ويؤدي إلى ارتخاء البطن، لذا من الضروري ممارسة رياضة المشي يومياً أو كلما سنحت الفرصة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.المرحلة 4 : التخلّص من التوتر.تصعب الموافقة بين الحياة الأسرية والمهنية، ما يتسبب بالتوتر والإرهاق. يمكن للرياضة أو اليوغا أو الاسترخاء المساعدة في حل هذه المشكلة. كذلك، لنوعية النوم ومدته دور حيوي في هذا الإطار. أخيراً، ننصحكم بتحويل أوقات تناول الطعام إلى أوقات ممتعة. خذوا وقتكم واجلسوا وتلذّذوا بالطعام بهدوء محاولين تحليل ما خالجكم من مشاعر الشبع والجوع .
