شربة عاشوراء... مشروبي المفضل

نشر في 20-01-2010
آخر تحديث 20-01-2010 | 00:00
 مظفّر عبدالله أول العمود: إلى متى تظل دول الخليج بلا هيئة إغاثة تمثلها بدلاً من أسلوب التبرعات التي تقوم بها كل دولة على انفراد؟! تذكرت ذلك عندما انتحرت هايتي.

***

أشعر بأن كثيراً من القضايا التي يثيرها بعض السياسيين أو الطامحين إلى المجد لا تحمل من الصدقية والجدية شيئاً يمكن الاستناد إليه في تفسير الصراعات الاجتماعية المفترضة، وأخص هنا الشحن الطائفي والمذهبي. في ظني أن ليس هناك خلاف سني شيعي في الكويت، والمسألة لا تعدو متطرفين من كلا الجانبين يتقلدون مواقع تتيح لهم فرصة إعلامية ربما لا تتاح لمتطرفين آخرين لا يجدون «مايكرفون» واحداً يضخم زعيقهم.

عشنا طفولة جميلة في هذا البلد الجميل، وشريط ذكرياتي لا يزال يسترجع مشروب «الفيمتو» الشهير الذي كان يملأ «تنكات» الحديد في بعض المناطق الساحلية، فكنا نشرب منه دون سؤال المتطوعين من إخواننا الشيعة عن الغرض من مناسبة تعني الجميع وهي عاشوراء.

أعجبني كثيراً وصف المحامية فوزية الصباح- نصيرة البدون- بقولها إن الحسينيات جزء من تراث الكويت وتاريخها وهي فعلا كذلك، ونحن نجد اليوم وفي معظم التجمعات السياسية والاجتماعية والتطوعية والعائلية اختلاطاً بين أتباع المذهبين يقاوم ما ترمي إليه قلة منزوية تقتنص فرص المناسبات الدينية أو فتوى غير موزونة لافتعال معارك بلا طعم... وما إن تمضي أيام قليلة حتى يعود السني والشيعي إلى وظائفهم الحكومية ليخدموا مراجعين سنة وشيعة آخرين... وهذا يعني أن ما يجري في الكويت مجرد نكتة سنوية سمجة.

بالطبع هناك الكثير من الزيجات المختلطة بين المذهبين، وصداقات وعلاقات متينة بين المواطنين من أصحاب المذهبين، وبالتالي فإن المعارك الموجودة في ذهنية البعض ليس لها أساس سوى التكسب السياسي والظهور بمظهر المدافع عن «المنهج القويم»، ولو كنا مجتمعاً منتجاً ومنشغلاً بالتنمية فإن مثل هذه الترهات المتكررة ستكون من قبيل الإفلاس وإضاعة الوقت، ولأصبحت القلة المتطرفة أقل تأثيراً وأكثر انزواءً.

كثيرون يرون في التدخلات التي يقوم بها برلمانيون في منع شخصيات دينية أو فكرية وسياسية تدخلاً في غير محله، ومجالاً لاستعراض القوة مقابل إهدار قيم الحوار والجدال النافع، ونذكر هنا الزوابع التي أثيرت في قضايا مختلفة (الفالي- العريفي) والأمثلة ستستمر... فماذا جنينا غير تصوير بلدنا كمكان لا يستوعب الكلمات؟!

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top